صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بماذا خرجنا من المونديال..!!

346

زووم

ابوعاقلة اماسا

بماذا خرجنا من المونديال..!!

 

* عندما تصفنا بعض الشعوب بالكسل والخمول نجابه ذلك بالغضب والإنفعال والمحاولات المستميتة لإظهار ما يثبت عكس ذلك من (سلوك تعويضي)، مثل أن نتحدث عن شهامتنا وكرمنا كشعب وبعض عبقرياتنا، وأننا من أسهم في بناء بعض البلدان العربية والخليجية وما إلى ذلك من حديث لا يغير من الواقع ولا يسهم في بناء المستقبل.

* الآن وقد إنتهى مونديال قطر ٢٠٢٢،وعايشنا كل تفاصيل ما أنجزته تلك الدولة الصغيرة التي لا تمثل عشر مساحة السودان، ويحلم حاكميها وشعبها أن تكون مواردنا هذه عندهم، وتابعنا كذلك دروس ومحاضرات في كيفية حب الأوطان والإخلاص له، وان كرة القدم لم تعد كما هي في نظر حكوماتنا التي ابتلى بها الله الشعب السوداني، وقد تابعنا من هنا أخباراً بأن جزء من الشعب السوداني قد خرج إلى الشوارع للإحتفال بفوز الأرجنتين بكأس العالم.. وأنا هنا لا أعبر عن إستغرابي فحسب، بل أدفع بمعلومة مهمة جداً، وهي أن الأرجنتين كدولة كانت واحدة من أول عشرة دول سنت المثلية الجنسية في العالم وتعترف بزواجهم منذ ما يقارب للأربعين سنة، وبذات المعيار الذي جعل جل الشعب السوداني يكره المنتخب الألماني وتثور الأسافير ضده كنا نتوقع ان يكون نفس الموقف من الأرجنتين.. صحيح أنها أنجبت ميسي الذي أمتع العالم بمهارته، ولكنها تظل هي نفسها الدولة العنصرية التي لا تعترف بالتعدد الإثني ولها سجلات في الإبادة العنصرية..!!

* المهم..  نحن مطالبون بتحديد الفوائد التي خرجنا بها كشعب سوداني (تائه) من محفل هذا المونديال، وهل عاش مسؤولينا في السودان ما حدث في قطر من كل النواحي وحاولوا مدارسته؟..  أخشى ما أخشى أن تكون نظرتهم ماتزال كما قال (حميدتي) من قبل عن وزارة الشباب والرياضة عندما أطلق عليها (وزارة اللعب).. فنحن قبل أن نتحدث عن أحلام وطموحات هذه البلاد الضائعة، والتي تعيش حالة من الإستعمار الذاتي.. يجب أن نصحح الكثير من المفاهيم المتخلفة عندنا، فما حققته قطر للمنطقة العربية وللأمة الإسلامية لم يحققها أحد على امتداد قرون خلت.. والتفاصيل والأمثلة كثيرة جداً، وما كانت كل هذه المكاسب لتتحقق لولا إيمان قادة تلك الدولة بأن كرة القدم هي الدبلوماسية الأكثر تأثيراً على الشعوب.. ويكفي أن كل العالم الآن من أقصاه إلى أدناه يتحدث عن قطر اليوم، وسيظل هذا الحدث إضاءة مهمة في صفحات التأريخ الإنساني الحديث.. ليس كمحفل رياضي يخص كرة القدم وإنما كعلامة للعبقرية شعب صغير عزم على إعلان وجوده واحتلال مكانة كبيرة بين شعوب العالم  فأصبحت هي الفئة القليلة التي تفوقت على شعوب فاق تعدادها المليارات..!!

حواشي

* ما الفوائد والدروس والعبر التي خرجنا بها كشعب من مونديال قطر؟

* قادة إتحاد كرة القدم السوداني كانوا متواجدين في هذه البطولة والتظاهرة العالمية..  ماذا استفادوا…  وما الذي جلبوه لنا من هناك؟

* معظم السودانيين كانوا ومايزالوا يحلمون بإحدى إستادات المونديال، وأن تهديه دولة قطر للسودان.. وقد سمعت الأخ أيمن ابجيبين ذات مرة يتحدث عن هذا الأمر…  وكان في مخيلتي ما حدث لإستاد المريخ خلال خمس سنوات فقط..!!

* لذلك.. فإننا كشعب (لن) نستفيد ولن نرتقي..  حتى لو أهدتنا قطر كل إستادات المونديال، فنحن كشعب إعتدنا ألا نبذل جهداً للمحافظة على مكتسباتنا.. ولا نعمل ونضحي لكي ننجز..  وأكبر دليل على ذلك ما آل إليه ستاد المريخ..!!

* أما قصة المدينة الرياضية فهي جريمة إرتكبتها الحكومات في حق الوطن، وما جرى فيها لم يكن بسبب ضعف الإمكانيات، ولا قلة الفرص لتكملتها وإنما لإنعدام الإرادة لإنجاز هذا المشروع.. واعتقاد بعض مسؤولي البلاد أن هذه المنشأة غير مهمة.. وقد أهدرت ملايين الدولارات في أمور تافهه كان أولى بها الإستاد الأوليمبي..!!

* حتى عندما وافق قائد الدعم السريع على المساهمة في إعادة إستاد المريخ تعامل الناس مع الأمر وكأنه (عطية).. وليس واجباً تمليه عليه المسؤولية الوطنية.. ورغم أنه مشروع (صغير) أخذ من الوقت ما يثير الحديث والقيل والقال..!!

* في قطر.. وضعوا إستراتيجية لنقل البلد كلها من مكان إلى مكان..  تأسيس قطر جديدة كلياً وما برنامج كأس العالم إلا خطة محدودة من هذه الإستراتيجية، والمتبقي منها خاص بالبنية التحتية للبلد.. ويتواصل العمل فيها حتى ٢٠٣٠.. بعدها ستكون قطر الصغيرة وجهة كل العالم المفضلة في أي شيء…  الرياضة، المال والأعمال، السياسة والإقتصاد..!!

* هم يملكون رؤية واضحة لتطوير أي شيء.. ونحن في السودان لا نملك رؤية في توفير غاز الطهي ليوم واحد…!

* المؤلم حقاً أننا لو تتبعنا خطوات ما أنجز في قطر لوجدنا أن كوادرنا السودانية تمثل إحدى أهم التروس في هذه الماكينة الكبيرة..  وجدوا الوطن بكل سعته أضيق من رزقهم مجالاً..  فهاجروا..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد