صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تداعيات مونديالية ( 3 ) .. السعودية تكتب التاريخ !

397

تداعيات

إيهاب صالح
تداعيات مونديالية ( 3 ) .. السعودية تكتب التاريخ !
* شوط تكتيكي وشوط للصمود وما بينهما هدفين للتاريخ ، هكذا كان العنوان الأبرز لمعركة ضارية خاضتها السعودية كروياً أمام رفاق ميسي راقصي التانغو ، معركة لن تستطيع أن تستخرج منها نجماً أوحداً بارزاً ولكن حفها التوفيق الإلهي وقُبلت فيها الدعوات والابتهالات و تكاملت فيها الأسباب وتعملق فيها اللاعبين وجهازهم الفني ووضح فيها فكر المدرب رينارد العالي وضعف مدرب الارجنتين ليونيل سكالوني الذي فشل في اكتشاف مفاتيح المباراة وحلولها فبدا عاجزاً وأعجز لاعبيه عن فعل شيء أمام التحدي الخاص الذي دخل به لاعبو السعودية وانتزعوا به نصراً كبيراً وتاريخاً عريضاً لن يُنسى بسهولة ، الغريب ان سكالوني بعد المباراة صرّح قائلاً أنه كان يعلم كيف ستلعب السعودية ويعلم انهم سيلعبون بدفاع متقدم وان التسللات كانت على بضعة ملمترات قليلة ، كنت تعلم ولم تفلح في التكتيك المضاد لها ما الفائدة ؟ ، وكأن المدرب سكالوني ظن ان السعودية ستواصل بذات النهج حتى في الشوط الثاني ، وكأن ميسي جاء ليهنئ سلمان الفرج ورفاقه بالفوز ، وكأن الارجنتين أرادت مغالطة السواد الأعظم من المتابعين والمراقبين الذين رشحوها للفوز بهذه الكأس الغالية كونه سيكون آخر مونديال لنجم النجوم ميسي وآخر تحدي عالمي ليظفر بما لم يحققه من قبل ولن يحققه فيما بعد .
* دخل المدرب هيرفي رينارد مدرب السعودية مباراة الأمس بطريقة لعب تعتمد إعتماداً كلياً على تطبيق مصيدة التسلل في الدفاع السعودي بعد أن قرر أنها انسب طريقة لايقاف انطلاقات ميسي ودي ماريا ولاوتارو مارتينيز حيث يعتمد المنتخب الارجنتيني على التمريرات الأمامية البينية والتقدم الجماعي بتناغم عالي الدقة وكان اخر تطبيق لهذه الطريقة التي يتبعها الارجنتين هي مباراة الامارات الاعدادية التي اقيمت قبل انطلاقة المونديال بيومين وانتهت بخماسية ارجنتينية مع ضياع كم هائل من الفرص الأخرى ، لن نقل أن رينارد نجح في مبتغاه بنسبة كبيرة لكن حالف التوفيق مدافعي السعودية بعد أن صرفت تقنية الفار الحديثة التي تبرز ادق تفاصيل التسلل بالشعرة كما يقولون وألغت ثلاثة أهدف للأرجنتين بينما لم يكن الحكم في مستوى الفار الدقيقة فاحتسب ركلة جزاء تحوم حولها الشكوك من حالة مسك متبادلة سقط فيها لاعب الأرجنتين أمام مدافع السعودية سعود عبد الحميد لتنطلق صافرة الحكم حتى بعد ان أعاد مشاهدتها عبر الشاشة مرات ومرات ليعلنها قاسية على السعودية ويحرز منها ميسي هدف الارجنتين اليتيم والهدية من الحكم الذي انذر اكثر من ستة لاعبين سعوديين بالبطاقة الصفراء ورفض ايقاف اللعب في حالة ياسر وتحامل كثيراً على السعودية في اللقاء ، بعده اضاعت الارجنتين شوطاً كاملاً في تحضير مطول وكأنها لم تحترم خصمها ولم تضع بالاً لتغييرات الأمور وانقلاب احداث المباراة وتحول السعودية من وضعية الدفاع الكامل الى فرضية اكثر تقدماً ، فكانت مفاجأة السعودية للارجنتين في بداية الشوط الثاني بانطلاقات هجومية من الجانبين ومحاولات تهديفية ولعب للأمام وكأنه فريقاً آخراً غير الذي كان في الشوط الاول ، دقائق معدودة انطلق صالح الشهري من تمريرة المالكي الرائعة وهدف بيسراه في الزاوية البعيدة هدفاً تعادلياً للسعودية لم تمر دقائق أخرى بعده الا وانطلق سعود عبد الحميد من الرواق الايمن وعكس كرة ارضية ارتدت لنواف العابد الذي سدد بقوة في المرمى اخرجها المدافع برأسه لتتهيأ لسلمان الدوسري الذي استلمها بمهارة وراوغ المدافع الارجنتيني وسدد لولبية يمينية قوية لم تفلح محاولات الحارس الارجنتيني في صدها لتستقر في الشباك وتسجل ميلاد أروع وأكبر انتصار سعودي في المونديال ، لم تثمر محاولات ميسي ورفاقه حتى نهاية المباراة في اختراق دفاعات السعودية بقيادة تمبكتي النجم الأول في المباراة والعويس الحارس المتألق لتنطلق افراح السعوديين والعرب نشوة وسعادةً بهذا الانتصار الكبير .
*نحمد الله على سلامة المدافع السعودي الخلوق ياسر الشهراني ونسأل الله له عاجل الشفاء هو وزميله سلمان الفرج ونبارك للشعب السعودي والعربي هذا الفوز المستحق .
* الفريقان الآخران في المجموعة بولندا والمكسيك تعادلهما سلبياً جعل السعودية تتربع في صدارة المجموعة حيث ستقابل المنتخب البولندي في المباراة القادمة يوم السبت والتي تحتاج فوزاً اخراً يضمن للسعودية التأهل ويترك الصراع للامريكان فيما بينهم ، الاختبار الحقيقي للسعودية سيكون بتأكيد الفوز على الارجنتين وانتزاع نقاط بولندا حتى يتجنب الخوض في معركة مكسيكية في اخر مباريات المجموعة ، وبالأمس ليفاندوفسكي اضاع ركلة جزاء حرمت بولندا من الفوز .
* ابتدر المنتخب التونسي اولى مبارياته بالمونديال بتعادل ثمين امام المنتخب الدنماركي سلبياً بعد مباراة فوق الوسط من الفريقين واضاع فيها هجوم تونس هدفاً محققاً كان يمكن ان يكرر فرحة السعودية وينتزع نصراً غالياً للمنتخب التونسي لكن التعادل يعتبر جيداً مع التركيز في المباراتين القادمتين للمنافسة في إنتزاع بطاقة التأهل .
* في ختام مباريات يوم الأمس وبالرغم من النقص الكبير في صفوف حامل اللقب ، صاحت الديوك الفرنسية بقوة وقدموا مستوى كبير وعالي ورشحوا انفسهم بقوة للدفاع عن لقبهم بكرة هجومية جبارة وصناعة لعب على الاطراف ومن الوسط وانطلاقات ديمبلي ومبابي المهارية واهداف جيرو الذي انسانا افتقاد بنزيمة ، اربعة اهداف ملعوبة كانت محصلة فوز فرنسا على استراليا مقابل هدف للاستراليين الذين عجزوا عن مجاراة الديوك وفتحوا مرماهم مشرعاً امامهم ، مبابي لعب بمزاج عالي وكذلك ديمبلي وغريزمان وقدموا تحذيراً شديد اللهجة للمنافسين .
آخر التداعيات
*اذا كانت قطر قد صنعت التاريخ خارج الملعب ، فإن السعودية قد سطرت تاريخاً قوياً مجيداً داخل الملعب وحققت نصراً سيظل الشعب السعودي يتغنى به ردحاً من الزمن .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد