صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تغلب بس

20

أفياء

أيمن كبوش

يؤدي فريق كرة القدم الاول بنادي الهلال.. على ملعبه بام درمان.. مباراة الذهاب امام موكورا سبورت الرواندي.. في دور الترضية من البطولة الكونفيدرالية الافريقية.. المباراة سهلة ’’نظرياً على الورق’’ كون ان القرعة التي اجريت قبل ايام عديدة بالعاصمة المصرية القاهرة.. كانت رحيمة بالهلال.. ومنحته الخيار الافضل.. قياساً بالخيارات الاخرى التي تتصدرها فرق الشمال الافريقي.. وهي الفرق التي تمثل لنا عقبة كؤود حتى وان كانت في برج ضعفها.. كما حدث لنا مؤخراً مع الافريقي التونسي.. الذي خطف منا بطاقة العبور الى دوري المجموعات.. ولم يكن افضل منا بشيء سوى انتمائه جغرافيا للشمال الافريقي.. علما بان ضعف الافريقي الذي لا يخفى على احد.. ظهر بشكل واضح في فاتحة مشواره اول امس في دوري مجموعات الابطال.. حين خسر بهدف نظيف على ارضه بسوسة امام شباب ’’قسطنتينة الجزائري’’.

اقول بأن الفريق الرواندي هو الخيار الافضل للهلال بحسابات الورق.. كما اسلفت.. لكنني لن انسى بأن الكرة الافريقية.. حتى على مستوى محيطنا الفقير ’’كرويا’’ في منطقة ما يعرف بـ’’الزون فايف’’.. قطعت خطوات ممتازة الى الامام.. وشهدت تطورا ملحوظاً.. بينما ظللنا نحن في حالة تراجع مستمر.. والدليل على ذلك ان دولة مثل ’’رواندا’’ التي يلاعبنا فريقها اليوم.. استطاعت ان تنهض بسرعة وتسكت اصوات البنادق.. بعد ان عاشت حرباً قبلية طاحنة.. وصلت الى درجة تدفق الجثث في الشوارع ومياه الانهار.. وانعدمت كل وسائل الحياة.. ولكن رغم ذلك سيلحظ الزائر الان الى العاصمة الرواندية كيجالي.. حجم المجهودات التي بذلت لاصلاح ما دمرته الحرب.. بإقامة بنية تحتية حقيقية تتمظهر في العمران الشاهق.. ونظافة الشوارع.. وتنظيم الحدائق العامة بالشكل الذي يؤكد نجاح الدولة في تدمير كل اثار الحرب.. والاقبال على الحياة الجديدة بأنفس مفتوحة.

يدخل الهلال مباراة اليوم.. مدعوما بإسمه الكبير وقاعدته الجماهيرية العريضة.. ولا سبيل امامه الا تحقيق انتصار كبير ومريح.. يجعل من لقاء الاياب في كيجالي.. مجرد نزهة هلالية سودانية للتعرف على ملامح النهضة الرواندية التي تتواضع امامها عاصمتنا الخرطوم التي كانت نظيفة وجميلة.. يتغنى لها الشعراء والفنانون على نسق: ’’يا الخرطوم يا العندي جمالك.. جنة رضوان.. وانا عمري ما شفت مثالك في أي مكان’’.. اصبح هذا الغزل الان عبارة عن ’’كلام عاطفي’’ لا يسنده الواقع المعاش الذي يُحدّث عن عاصمة ’’وسخانة’’ غارقة في الظلام والهموم الحياتية و’’الشلهتة’’.. لذلك نشفق على اللاعبين وعلى الاجهزة الفنية وادارات الاندية التي مازالت تقوم بدور يماثل دور الايادي التي تمسك على الجراح لكي لا يزيد النزيف.. ولا امل يلوح في اصلاحات كبيرة تعيد اقتصادنا الى ما كان عليه على ايام زيارات ’’ليفربول’’ و’’سانتوس البرازيلي’’ و’’الهونفيد المجري’’.. الخرطوم لم تعد كما كانت في خيال ورؤي محمد المكي ابراهيم ’’حين اغفت اعين البنادق الموت نام / نهض العشب بين الخنادق/ والزهر قام/ زهرة للهوى / زهرة للجنوب/ وزهرة للشمال الحبيب / وزهرة للتقدم والتنمية’’.

الهلال هو آخر ما تبقى لنا من سودان الاشياء الجميلة.. فهل يسطع اليوم في سماء ام درمان والسودان؟ الاجابة عند اللاعبين وجهازهم الفني.. و’’يناضل ايضا من يجلس ينتظر’’.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد