جثث النساء تناثرت في الطرقات…أكثر من مليون نازح (ناجي) من الفاشر نحو المجهول
ما حدث في الفاشر دليل على أنها حرب إبادة للشعب السوداني
أبوعاقله أماسا
* لم يشهد العالم من قبل، ولن يشهد مثل مايحدث في الفاشر الآن، وكثيراً ما كتبنا أن سلوك منسوبي الدعم السريع العنصري البغيض هو ما دفع الشعب السوداني عامة لكراهيتهم ولفظهم، وهذه الأفعال لن تنتهي وتنسى بنهاية الحرب، بل ستكون لها تداعياتها وإن تم التوقيع على اتفاقيات سلام وانتقل السودان بأكمله من حالة الحرب إلى السلم التام، لأن ما يجري الآن ليس خلافاً سياسياً حتى ينتهي بتوقيع إتفاق، ولا خلاف حول نظام الحكم عسكري أو مدني، بل تجاوز كل ذلك وأصبحت تصفيات عرقية وهمجية فاقت كل أصناف البشاعة، واستحقت أن نطلق عليها مجزرة العصر الحديث.
* حتى النساء والأطفال لم ينجوا من رصاص الجنجويد، وهاهي الجثث تتناثر على الطرقات وفي العراء، نساء مسنات ورجال تجاوزوا الخامسة والسبعين وأطفال لم يتجاوزوا ال١٣ عاماً، كلهم قتلوا على أساس عرقي.. ليس لأنهم جزء من هذه الحرب ولا مجندين في صفوف القوات المشتركة والجيش..!!
* لن يجادلنا أحد في الحقائق التي نكتبها ونستند عليها، ولن يطالبنا أحد بالأدلة لأنها مبذولة في أي مكان.. فقوات الدعم السريع (الجنجويد) عندما تدخل مدينة أو قرية فإن أول ما ينشرونه مقاطع الڤيديو وهم يرتكبون الفظائع والإنتهاكات ويتباهون بذلك وهذا السلوك ليس جديداً، بل هو ذات السلوك الذي أشعل الأحداث في كل دارفور من ٢٠٠٣.. ولو كانت لديهم هواتف ذكية في ذلك التأريخ لشهدنا العجب.
* أكثر من مليون نازح من مدينة الفاشر وحدها سارت جموعهم من المدينة التي صمدت لأكثر من عام ونصف تحت الحصار والتجويع، يشقون الطريق سيراً على الأقدام في الخلاء الفسيح، بعضهم يقصد وجهة بعينها وأكثرهم هائم على وجهه لا يعرف إلى أين يتجه، بينما يتحدث المنافقون في القنوات الفضائية عن ممرات آمنة لخروج المواطنين..!
* الشيء الطبيعي أن تكون هنالك تحقيقيات ميدانية من المؤسسات الحقوقية الدولية لكشف أبعاد هذه الجرائم التي ترتكب في حق المدنيين والمذابح التي يرتكبها هؤلاء المجرمون في حق العزل، ولكن يبدو أنهم متفقون على أن تمر هذه الجريمة بلا حساب ولا عقاب، تماماً كما مرت جرائم الجزيرة في ود النورة والهلالية والسريحة وغيرها..!
* ماحدث في الفاشر سيحدث في كل مدينة أو قرية يدخلها الدعم السريع، وطالما أنهم قد استعانوا بمرتزقة من الدول الأجنبية والأفريقية فسوف يتفرغ أفرادهم لإرتكاب ما هو أفظع، تحت ستار الأهداف النبيلة التي تتبناها دولة الإمارات ومن وراءها إسرائيل، فهم يهددون مدن الأبيض وأم روابة والعاصمة مجدداً ومن ثم الشمالية.. في مشروع إبادة للشعب السوداني بأكمله..!!
* بما حدث في مدينتي الفاشر وبارا دليل قاطع على أن هذه الحرب ليست بين الجيش والدعم السريع، بل كانت وسوف تستمر بين الجنجويد وكافة الشعب السوداني بغرض الإبادة خدمة لأجندة إسرائيل وعبر اليد المنفذة (الإمارات)..!!


