إلي أن نلتقي
قسم خالد
حواري مع صديقي الكاردينالي (5)
فاجاني صديقي الكاردينالي باتصال صباحي ، وقال لي تركتك تسال كيقما شئت خلال الحلقات الماضية دون حتى ان اجيب ، واليوم دعني اسالك انا ، وندع هذا الحوار كاخر حوار في هذه القضية ، ولنتاحور معا في قضايا هلالية اخرى تهم الهلال وشعبه .
قال لي : نفترض فرضا ان الخديوي كما تسميه انت قرر الاستقالة اليوم وترك الهلال فمن يقود الهلال بعده ، وانت كما ترى كل كبار الهلال باتوا غير راغبين في العمل الاداري بعدما شعروا انهم ادوا ضريبة الهلال على اكمل وجه ؟ قلت له حواء الهلال ولود ، ولا يجب ان نفكر بتلك الطريقة العقيمة ، علينا ان نبدأ خطوة ، خطوة ، اولا نفكر كيف يذهب الخديوي ، وبعدها سياتي الف رئيس لهذا النادي الكبير .
قلت له دعنا من هذا التفكير في ان الهلال يحتاج الي رسمالي يقود هذا النادي ، علينا ان نفكر كيف يدار النادي في المقام الاول ، لاننا ان وضعنا خططا للكيفية المثلى لادارة ناد بحجم الهلال لن تكون هناك مشكلة في الرئيس ، لان الرئيس وقتها يكون محكوم بمجلس ادارة هو الذي يقرر وليس الرئيس من يقرر ، واضفت : التفكير السطحي هو من جعل امثال الخديوي يترأسون ناد كبير بحجم الهلال ، رجل لا تاريخ له في العمل الاداري في الاندية اوصله ماله ليدير اكبر الاندينة السودانية ، فالطبيعي ان تتخلل فترته الكثير جدا من الاخطاء لا يقع فيها رؤساء اندية الروابط في بلادي ، علينا ان نفكر اولا باختيار مجلس ادارة متفاهم ، يملك القدرة على استنباط مصادر دخل ثابتة ، علينا ان نختار من بيننا ما هو مؤهل اداريا ، لان الادارة لم تعد (فهلوة) او (تركيبة) الادارة يا صديقي علم ويجب ان نختار من يملك هذا العلم ، ومن يملك الشطارة لا (الفهلوة) الشطارة الادارية ، والالمام بكافة القوانين الرياضية وكيفية التعامل مع المؤسسات الرياضية ، وبالطبع لا نحتاج لرئيس يتحدث بلغة (وقفنا الفيفا على رجل واحدة) وكان الفيفا هذه ماهي الا محكمة عمد .
القيادة قبل ان تكون منصبا يتولاه الفرد ، هي موهبة يمنحها المولى لفرد دون الاخر ، اي بمعني ان القيادة لا تدرس في الجامعات ، وليست سلوكا مكتسبا بل هي نعمة من نعم المولى على العباد .
قال لي اولا ترى يا صديقي ان الخديوي يتمتع بصفات القائد ؟ قلت له مع كثير احترامي للمنصب الذي يتولاه لكنه ابعد ما يكون عن القيادة الحقة التي تقود ناديا مثل الهلال ، لان قيادة الهلال تتطلب مع الدراسة والموهبة شخصا يجيد كيفية التعامل مع شتى صنوف البشر ، وكما تعلم يا صديقي فان نادي الهلال الكبير جماهيره تتعدي ال(30) مليون ، وهولاء فيهم الوزير ، والخفير ، المهندس والطبيب ، جماهيره تضم متوسط التعليم ، ومن لم ينل حظه من التعليم ، تلك الامة باختلاف تعليمها تحتاج لشخص نادر في كل شئ ولا اعتقد ان هذا الخديوي تتوافر فيه تلك الصفات لذا كان الفشل حليفه في كل شئ .
اخيرا اخيرا ..!
قال لي وماذا لو طالب الرجل بديونه على الهلال ، او ماذا لو اعتبر الرجل ما دفعه للهلال الفترة الماضية عبارة عن ديون واجبة السداد لمن يخلفه في مقعد الرئاسة بنادي الهلال ؟ قلت لها هذا امر متوقع ، وشعب الهلال يتوقع ان يحول الرجل ما صرفه على الهلال كديون ، لان الذي يوعد ولا يفي بوعده يمكنه ان يفعل كل شئ ، ووقتها ابناء الهلال على اهبة الاستعداد لتفنيد تلك الاموال التي دفعها وسعى لتحويلها لديون على الهلال .
اخيرا جدا ..!
قلت له دعني اسالك في ختام هذا الحوار ، من استفاد من من ؟ هل استفاد ة الهلال اكبر ، ام ان استفادة الرجل من الهلال هي الاكبر ؟ قال لي كلاهما استفاد الرجل والهلال ، قلت له الهلال لم يستفد شئيا مقارنة بالاستفادة الكبرى التي حصل عليها الرجل ، فالهلال جعل هذا الخديوي علم على راسه نار ، شهرته السابقة كانت كرجل اعمال فقط ، اي انه مشهور وسط من يملكون المال وحدهم ، لكن بات كل اهل السودان يعرفونه ، يعرفونه لانه رئيس لنادي الهلال وليس لكونه يملك مالا.
بات يدخل اي مؤسسة او وزارة قبل ان يشار اليه انه رجل اعمال يقولون هذا الرجل هو رئيس نادي الهلال ، وتلك الشهرة التي وجدها من الهلال لو انفق كل امواله من اجلها لما وجدها .
في الختام قلت له اعتقد انني اجبت على اسئلتك ، ومنحنا الرجل اكثر مما يستحق ، مع الوعد ان يكون النقاش المقبل فيما يهم الهلال ، ودعني شاكرا ، وودعته مبتسما ، وقلت له اذهب انت والخديوي فانتما من الطلقاء ..!