لاتعني الدعوة إلى إحترام العقول، وإعادة النظر في معايير حجب بعض المواقع الجيدة والفكرية، لاتعني تقبّل اللصوصية والسرقة التي يمتهنها بعضهم من جيل (الهاكرز) الذي خرج وأصبح يهدد الأمن بالمعنى العميق لهذه الكلمة، فالأمن لابد أن يأتي من الإيمان باحترام خصوصية الغير، والأمن يأتي من خلال إحترام أسرار المؤسسات والشركات والوزارات والجهات التي لديها ما تتحفظ عليه من أجل الصالح العام، والأمن كذلك يعني الإيمان بالحدود ووجود الرقيب الذي لابد أن يأتي من الداخل، وجميع ذلك يخالفه ويخرج عن سياقه جيل (الهاكرز)، الذي أصبح يتفنن ويبدي شجاعته في اختراق كثير من المواقع الحكومية منها والخاصة والمواقع الشخصية للشخصيات العامة ليس لأي هدف سوى (الإساءة)….والسؤال المَلح : ما الذي يدفع مثل هؤلاء لأن يتكاثروا في عالم الانترنت؟.. هل هو الكبت أم الإحباط أم الفراغ أم استفزاز مقولة (كل ما هو ممنوع مرغوب)؟!…فإذا كان السارق يقام عليه الحد بقطع يده.. فكيف نقيم الحد على سارق المواقع الإلكترونية؟ ومن يحمينا منهم…؟
تهكير (جماعي):
موجة مفاجئة ضربت مواقع التواصل الاجتماعية، حيث فوجئ العديد من الشخصيات الاعلامية والصحفية ورجال الدين والسياسة باختراق الحسابات الخاصة بهم من قبل من يسمون (بالهاكرز) وسط حالة ذهول واستياء عمت الجميع… ولم يقتصر ذلك على الحسابات الشخصية بل طال الاختراق مواقع الكترونية سياسية واخبارية يتابعها الملايين من الاشخاص…وهذه الموجة جعلت كل من لديه حساب في المواقع الاجتماعية ياخذ الحيطة والحذر خوفا وتحسبا من ان يكون حسابه في قائمة من فقدوا معلوماتهم وبياناتهم الخاصة بهم .وكما هو معروف فأن اولئك (الهاكرز) يتمتعون باحترافية عالية تمكنهم من سرقة البيانات التي قد تكون على مواقع مؤسسات ادارية في القطاع الحكومي، او حتى على مستوى القطاع الخاص في الشركات والبنوك وغيرها… وأذكر حادثة تهكير موقع صحيفة (السوداني) حيث تفاجأ الزملاء بإغلاق الموقع بخلفية سوداء كتب عليها (إسطورة الجنوب).
إعترافات (هكر)
برغم صمته…تعمدنا الحديث إليه لخلفيته المعرفية والتى تمكنه من ان يصبح متخصصاً في (الهكر)… وأوضح في سياق حديثه لنا-بعد ان اشترط حجب اسمه- أنه لا يملك مؤهلات ساعدته على ذلك وإنما من خلال التعليم الذاتي طور نفسه بنفسه، واصبح بهذا المستوى الاحترافي، كما انه لايمتلك مؤهلات علمية تمكنه من امتهان هذه المهنة التي جعلته من اهم المخترقين للمواقع الالكترونية، وحتما لم يفصح لنا بالتفصيل عن اذا ما كانت هناك اساليب خاصة ساعدته في التعليم الذاتي الذي تولى مهمته بنفسه..!!!
مكتبة واتحرقت:

الكاتب الصحفي وأستاذ العلوم السياسية البروف عبد اللطيف البوني تحسر قائلاً: منذ عشر سنوات وأنا اتعامل بهذا الإيميل، فهو ذاكرة إتسعت لتخزين كل تفاصيل بحوثي ورسائلي وكتبي القيمة والنفيسة إضافة للمجلدات… وواصل حديثه قائلا: (الضربة كانت قاضية… فقدت الكثير من العناوين والأسوأ ضياع الرسائل التي أستقبلها من داخل وخارج السودان )..ثم صمت برهة و تابع: (بجانب قاعدة عريضة من المقالات والمراسلات والمساهمات الخارجية لاتُقيم بثمن من 2001م)..صمت للمرة الثالثة قبل ان يقول: (يابتي يافاطمة بإختصار مكتبة عامرة وإتحرقت….والآن حولت حسابي من (yahoo ) إلى (gamil) وإلى الآن لم اتمرن عليه جيداَ)…وعن الإجراءات التي إتبعها حين أخترق حسابه الخاص يقول البوني لجأت إلى الجهات المختصة ب(الجرائم الإلكترونية) متعشماً ان يرجع حسابي القديم ولكن لا حياة لمن تنادي. وإستغرب حقاً لمثل هذه الفئة التي تتسبب في ضرر الناس دون أن تجني اية فائدة.
حولني لتاجر (فياجرا)
