خيار أخير أمام سوداكال.. أو الطوفان..!!

زووم

ابوعاقلة اماسة
خيار أخير أمام سوداكال.. أو الطوفان..!!

* إستمرت الحلقات تضيق على سوداكال ومجموعته أكثر فأكثر، لدرجة أن أصبح يطالعنا ببيان على رأس ومدار الساعة، ما يؤكد أنه تحول كلياً إلى حالة الدفاع المستميت بغريزة البقاء، وهو الذي كان في غنى عن كل ذلك، عندما كان العقلاء من الأمة المريخية يساندونه ويدافعون عن حقه في أن يكون رئيساً لهذا الكيان الكبير، ولكن رفقاء التضليل الذين أحاطوا به أوهموه في لحظة أنه قوة عظمى وكائن أسطوري لا ينهزم أبداً.. والآن.. وقد بدأت الأرض تتآكل من حوله وتضيق المساحات، ويخسر كل يوم تعاطف من كان يؤمن به ويسانده، أصبح الرجل بين خيارين فقط، إما أن يتقبل نتيجة مفاهيمه الخاطئة ويسلم المجلس الجديد.. حفاظاً على مجتمع المريخ أن تلحقه أضرار أكثر من الدمار الذي لحقه، أو سيرغم على ذلك بطوفان لا يبقي ولا يذر، فقد تنامت موجة الرفض لإستمراره وتضاعفت المجهودت بينما طفق مع عرابه ومضلله مدثر خيري يسخر من كل ذلك بذات الأسلوب الذي عمد إليه المؤتمر الوطني في أيامه الأخيره، عندما وصل الثوار إلى محيط القيادة العامة، وأصبح البشير يسمع هتافات وأهازيج الثورة من شرفات مكتبه، بينما إنشغل أنصاره بالسخرية.
* مغادرة سوداكال للنادي والإستاد سبكون مسألة وقت لأن الموضوع في نظري أكبر من فبركة جمعية عمومية على تلك الطريقة التي أخرجها، فبطريقته هذه يحق لأي شخص أن يقيم جمعية عمومية قوامها عضوية مجهولة تمنحه شرعية مزيفة يقاتل بها.. أنا نفسي مؤهل لتجميع مريخاب الحارة التي أسكن فيها وأعقد لهم جمعية عمومية تختارني رئيساً بتزكية أفضل من تزكية سوداكال وإكثر إحتراماً، على الأقل سيكون الحضور لجمعيتي العمومية مجموعة من الراشدين والمتعلمين والمثقفين المنتمين فعلاً لنادي المريخ، وبذات الطريقة سيكون من حق أي شخص أن يعقد جمعيته العمومية بطريقته، فمثلاً يحق لصديقي محمد الطيب كبور أن يعقد جمعية في (الشقيلاب) وينضم إليه من ينضم من ولاية الكلاكلات، وينصب نفسه (أمتز رئيس)، وكذلك يحق لصديقي بهاء الدين مختار ود البوب أن يعقد جمعيته في الصالحة ويتوج نفسه رئيساً ليلعب بن عمه دور صديقي الصادق مادبو نائباً لأمين مال لايدير أية أموال ولا يعرف عنها شيئاً..!!
* الموضوع أكبر من جمعية عمومية تنعقد في مكان ما وتفرض أحد رئيساً ورهطه يوزعون الأدوار فيما بينهم، وربما أجدى ذلك نفعاً في أي مكان آخر غير نادي المريخ، فالمريخ قبل أن يكون نادٍ كبير وله تأريخ يتجاوز المائة عام هو (مجتمع) متواتر القيم، وتربطه أواصر حميمة تجاوزت العلاقات العادية، وهو مجتمع له رموز ومرجعيات مهما جار عليه الزمن، وفي هذا المجتمع أيضاً أقطاب وشخصيات إرتبطت به لفترة أكبر من أعمارنا نحن… وعندما نرى رموزاً مثل طه صالح شريف ومحمد إلياس محجوب والحاج صبير وعشرات الأسماء التي مرت على شريط إحداث النادي في منتزه هايدي بارك بالموردة، تتوقف عجلات الزمن وتغير الساعات شوكاتها ومؤشراتها لتلف في ذلك الإتجاه.. فهم المريخ مهما تعاظمت الأمور وتعقدت..!
* على سوداكال ومدثر خيري أن يعلما تماماً أنه إذا أصدرت الفيفا بياناً رسمياً يؤكد شرعية سوداكال رئيساً للمريخ لن يجد من يسانده هنا، حيث حزم الجميع أمرهم وحسموا مواقفهم بالرفض دون رجعة.. بغض النظر عن الرئيس القادم… حازم مصطفى.. أو صلاح موسى بجبج… فالأمر سيان..!!
حواشي
* قلنا مراراً أن المريخ مجتمع له عادات متواترة توارثتها الأجيال، وله رموز وقيادات وأسماء عرفت فيه وبه منذ عشرات السنين، وهذه القيادات لو طارت من السودان وعقدت جمعية عمومية في (هونولولو) ستكون جمعية تعبر عن المريخ وأهله.
* كان سهلاً أن ينتمي سوداكال ومجموعته هذه إلى هذا المجتمع العريق، ويكسبوا الجميع من قيادات ورموز، ولكنه آثر أن يبدأ الحرب بمجلس الشورى وتجاهل المرجعيات.. فكان سقوطه تدريجياً حتى وصل مرحلة لا يجرؤ على الخروج أمام جماهير المريخ..!!
* من محاسن الصدف أن جائحة كورونا جاءت في عهد سوداكال فمنعت السلطات الصحية الجمهور من حضور المباريات وإلا لحدث ما لا يحمد عقباه..!
* لو جاء إيفانتينو نفسه على رأس فريق من الفيفا لمراقبة ما يحدث في المريخ وقراءة الأزمة عن قرب لصدر قرار بإلقاء سوداكال ومن معه في السجون أو إبعادهم من العمل الرياضي أسوة بكثيرين سبقوه لا مجال لذكرهم..!!
* ملف الأداء المالي في عهد سوداكال وحده عبارة عن (جهنم)…. وقنبلة نووية تساوي كل ما لدى إمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وكوريا.. مجتمعه… وعندما تنفجر.. (فلا يسأل حميماً حميما)..!
* رغم أنها كانت تمثل خطوات متقدمة في شكل جمعيات المريخ كما ينبغي إن تكون.. إلا أن هنالك شوائب كثيرة في جمعية الموردة مثل تجار العضويات الذين ظهروا بجرأة في ذلك التجمع ومارس بعضهم الإبتزاز والتكسب على عينك ياتاجر… سنعود إليهم قريباً..!!
* غادر المريخ من قبل نجوم كثر كانوا في قمة عطاءهم ومجدهم ولم يؤثروا فيه… غادر بدرالدين بخيت من قبل إلى أمريكا عندما كان من أفضل نجوم الوسط في أفريقيا.. وتبعه وهبه وبعدها مباشرة كان المريخ صاحب أفضل خط وسط في الساحة.. ظهر إدوارد جلدو وإبراهومه وخالد وجندي نميري وجاء فاروق جبرة والتحق بهم الأسطورة فيصل عجب والذي أمتعنا في كل شيء…. كورة وأخلاق ووفاء وولاء..!!
* إن ذهب سيف تيري بتلك الطريقة فليذهب غير مأسوف عليه… فالنجوم الكبار يغادرون أنديتهم بقيمتهم المأخوذة من إحترامهم لأنديتهم والشعارات التي دافعوا عنها..!!