إلي أن نلتقي
قسم خالد
دمار ممنهج لست سنوات ..!
حالة الاندهاش الذي اصابت جماهير الهلال من مستوى فريقها المتراجع أعتقد أنه في غيرمكانه ، فلما الاندهاش ولما الحيرة ؟، ولما الاستغراب؟ ، فقد مارس الرئيس السابق كل انواع التدمير الممنهج لفريق كرة القدم بالنادي بقصد او بغيره لا ادري ، لكنه تدمير لم يحدث في تاريخ الهلال القريب او البعيد ، فما رايناه من مستوى لفريق كرة القدم بعد بعد عودة التنافس المحلي في اعقاب جائحة كورونا لم نره من قبل ، واعتقد ان الذين سبقونا لم يشاهدوا الهلال بهذا المستوى المتواضع ،ويمكننا ان نقول بكل بساطة ان النسخة الحالية للهلال هي الاسوأ منذ التاسيس ، ففي هذه الفترة فقد الهلال (هيبته) وبات الفريق بلا ملامح ، انعدمت الموهبة تماما وبات الفريق لا يقوى على الفوز حتى امام الاندية الاقل منه امكانات مالية وبشرية .
كانت البداية عندما تم الايعاز للخديوي ان هو اراد (السيطرة) على فريق كرة القدم عليه في المقام الاول ان ينهى اسطور كبار اللاعبين بالفريق ، وقتها يمكنه ان يسيطر علىه ، باعتبار ان الهلال فريق لكرة القدم ، فان كان الفريق مستقرا ويحقق الانتصارات فلا خوف عليه ، ولاباس ان يشهروا في وجوه اللاعبين القدامي والجدد سلاح (التخويف) عبر الصحافة الموالية ، ان هم تذمروا مثلا من السياسة الجديدة ، او ان هم سعوا للتمرد من سيطرته ، فكانت الخطوة الاولى ضرورة التخلص من كبار اللاعبين ، البداية تم التخلص من قادة الفريق بالترتيب ، عمر بخيت والمعز محجوب بدعوى ان المجلس راى ضرورة ان يقلل من متوسط اعمار نجوم الفريق ، اي ان الهلال ليس في حوجة للاعبين تعدون الـ(30) عاما ، وعندما شعر مهند الطاهر بان الدور لامحالة سيأتيه قرر السفر الي اسبانيا واعتذر عن التجديد بدعوى انه سيحترف كرة القدم في اسبانيا ، لم يتبق من الكبار سوى سيف مساوى ، كاريكا ومحمد احمد بشير (بشة) ، تقلد مساوى القيادة ولم يستمر سوى عام واحد فتم التخلص منه ، خلفه كاريكا لعام ونصف قائدا للازرق فتم التخلص منه ايضا ، ثم جاء الدور على (بشة) الذي تقلد عصا القيادة بالفرقة الزرقا ، وبشة من اللاعبين اصحاب الشخصية القوية ، والخديوي لا يرغب في اي لاعب صاحب (كاريزما) قيادية يحبه الجميع ، تم وضع المتاريس امامه ، وبدأت الحرب الخفية ضده ، وعندما ضاق ذرعا من تلك التصرفات غير المسئولة قرر الاعتزال فقدم خطابا رقيقا للمجلس ، الخديوي والته الاعلامية اعتبروا الامر هروبا فجندوا اقلامهم للنيل منه وشتمه ، فذهب اليه احد اعضاء المجلس بمنزله مترجيا ان يعدل اللاعب عن قراره ، فاستجاب اللاعب لرغبة الجماهير ورغبة من جاءه زائرا بمنزله ، وهنا كانت المفاجأة ان طلب منه الخديوي الاعتذار لمجلس الادارة ، ولا ادرى لماذا يعتذر ، وعن ماذا يعتذر ، وحينما رفض بشة الاعتذار كان القرار جاهزا بالشطب ، تم شطبه من كشوفات الفريق (تشفيا) منه لانه رفض الانصياع لاستفزازات الخديوي ، ولرغبة مكبوتة عند السيد الرئيس ليمنح نفسه لذة الانتصار .
غادر اخر العظما من اللاعبين الذين مروا على كشف الهلال في السنوات الاخيرة ، ففقد الهلال القيادة الرشيدة ، هذا ليس تقليلا من شأن عبداللطيف بويا قائد الهلال الحالي ، لكن القيادة لها مواصفات خاصة يجب ان تتوافر لمن يقود فريق كبير كالهلال .
انتهت الهيبة بالفرقة الزرقاء لان كل اللاعبين الذين تم قيدهم في فترة الخديوي يدينون بالولاء التام للرجل ليس حبا فيه لكن خشية مما سيتعرضون له ان هم (رفعوا رؤسهم) ، وكان ان فقد الهلال اللاعب الذي يطالب بحقوق زملائه اللاعبين ، ويقودهم في احلك الظروف والاوقات .
اخيرا اخيرا ..!
ثم كانت الحلقة الثانية من مسلسل التدمير الممنهج لفريق كرة القدم عبر التسجيلات ، التي تمت بلا رؤية فنية ، وبلا مشورة الاجهزة الفنية المتعاقبة ، وخير مثال على ذلك تسجيل اللاعب سالمون جابسون ، فكل اهل الهلال ، بل كل اهل الوسط الرياضي كانوا على علم بان اللاعب جابسون مصاب ، رغم ذلك قام الخديوي بقيده في الكشوفات الزرقاء ، وحينما سئل عن الاسباب التي دفعته لقيده قال 🙁 عايز اشوفو قاعد على دكبة البدلاء) ، وحينما حدد له الفنيون ساماتا لقيده ، وعندما فشل في الصفقة قال قولته الاشهر (ح اجيب ليكم الاخطر من ساماتا ) فشل لانه لا يرغب في قيد يفوق سعره الـ(30) الف دولار لان كل صفاقته لم تتعد هذا الرقم الزهيد .
فكان ام مر على الهلال عديد اللاعبين دون ان يضعوا بصمة في مشوارهم مع الازرق فغادروا بذات الباب الذي جاؤا منه لانهم لا يملكون القدرة على تقديم الفائدة المرجوة لاي فريق ناهيك عن فريق بحجم الهلال الكبير .
اخيرا جدا ..!
هذا هو الهلال الان ، وتلك هي السياسة التي انتهجها الخديوي طيلة السنوات الستة والتي هي عمر ترؤسه للنادي الجماهيري الاول ، وتلك هي تسجيلاته التي لم تقدم شئيا للهلال سوى دمارا شاملا حتى فقد الهلال هيبته وسط الاندية .
يمكننا ان نقول ان لجنة التطبيع الهلالية ورثت فريقا مدمرا ، ورثت كيانا مشتتا ، ورثت نهج اداري عقيم ، ويحتاج الامر منها لجهد مضاعف لاعادة هيبة الهلال بتسجيلات نوعية ان كان على المستوى المحلي او الاجنبي ، لان فرقة الهلال كما قال لي مدرب كبير من احد ابناء الهلال ان الفريق الحالي للهلال يحتاج الي فريق كامل في كافة الخطوط ، بل زاد عليه بان الهلال الحالي لا يجود به سوى لاعبين اثنين فقط لا ثالث لهما ، وبالتالي فان التسجيلات التي حدد لها الحادي والعشرين من اكتوبر الجاري ستكون تسجيلات مفصلية في تاريخ الهلال ، يجب النظر اليها بهذا الفهم ..!
نواصل
اذهبوا فانتم الطلقاء