راي حر
صلاح الاحمدي
رحل دكتور علي كوباني الانسان..
.
لم اجد ملاذا من حزني ومهربا
من المي الذي ملاء السماء والارض من حولي سوي سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم
منحتني الكلمات إحساسا عميقا بالصبر وهدات سخونة قلبي المشتعل احسست انني ما زلت مع صديقي يوم وداعه في رحاب الله رغم اختلاف الداريين بين هو هنا وما هو هناك .
منذ تلك اللحظات عرفت معني الحزن وعرفت طعم الالم وعرفت كيف اتجاوز اللحظة بتعميق الايمان بالله العظيم علي الابتلاء الكبير
علي حافة حفرة القبر وقفت وحولي خلق كثيرون لا اعرفهم ولا يعرفوني الاف الوجوه والعيون تراقب العمل الدؤوب لاعداد المثوي الاخير وفجأة انزلوني الي القاع لاستلم بيدي جثمان صديقي ولاسلمه بنفسي
للتراب . هكذا كانت لحظة موارات جسده الطاهر بإحساسي حضورا وغيابا عن موكب الحزن النبيل .
نظرت الي اعلي فاذا الوجوه الكثيرة تتلاشي ملامحها وغامت عيناي علي تداخل تلك الوجوه واتساع العيون حتي خيل الي انها وجه واحد وعين واحدة تغشاهما السكينة ويعلوهما الوقار وتناهي الي مسمعي همهمة صادرة عن تلك العين التي ملأت المكان الرحب علي اتساعه ولم اتبين سوي كلمات اصبر وقل سبحانه الله العظيم
علمتني التجربة الانسانية الفريدة بالنسبة لي كلمات طيبة
احتفظت بها في ذاكرتي بعد٩ ان انفض الحشد وذهب الناس وعدت وحدي بدواخلي دون جسد صديقي ولكن روحه لم تفارقني
هذه التجربة لها جانب مثير للغاية قد يظنها البعض مبالغة مني او افراطا في الاحساس بصديقي الذي فقدته او يلجأ البعض الي تفسيرهم تفسيرا نفسيا ولكن تلقيت تلك الكلمات المباركة سبحان الله العظيم وبحمده سبحان الله العظيم ودابت علي تريدها باستمرار كلما الحت علي الذكريات وطافت براسي الصور الاخيرة للحالة المرضية التي عايشتها عن قرب بواسطة اصدقاء الراحل وكم كانت مؤلمة كلما رددت تلك الكلمات رايت صديقي في احسن صورة وعلي افضل هيئة سليما معافي كانه يغادرني الي احتفال عظيم
تلاشت من ذاكرتي صورة المريض الراقد في سرير المرض المحاط بانواع مختلفة من الاجهزة المعاونة علي الحياة وعشرات الخراطيم الداخلة والخارجة واثار الحقن والجراحات وما ذلك من اثار الرقاد الطويل مع المرض والرعاية المكثفة
كل هذه الصور اختفت لتحل محلها صور مبهجة في مناسبات سارة لا تستدعي الالم او تفيض بالحزن وانما تجلب الشعور بالرضاء و السعادة
انها جائزة الصبر والاحتساب عند الله وعائد التسبيح بحمد الله وعظمته
الجنازة التي اقيمت لتشيع الدكتور كوباني كانت في الواقع عنوانا علي تضامن وتلاحم وموساة كل الشعب السوداني لأسرة الفقيد
.
نافذة
الحزن الصامت النبيل الذي اكتست به الوجوه عند سمع نباء
الرحيل ولمن لم يسمع في وقته كان بمثابة محاولة انسانية
وروحية من كل الطوائف .الثقافية اهل الغناء والشعر والرياضية اهل الرياضة في النادي الاهلي والخرطوم ٣ للتخفيف من الم الاسرة وحزنها
المواساة في فقيدنا من القلب تصل الي القلب مباشرة لا حاجة الي المصافحة او المقابلة او البرقيات
نافذة اخيرة
اتكلم عن الدكتور علي الكوباني .الراحل المقيم فينا
وهو في احضان الرياضة واخص الادارية
كان من رواد النادي الأهلي الخرطومي في بداياته وهو احد ابناء حي الخرطوم ٣ كان مواصلا في النادي الاهلي حتي تخرجه من كلية الطب الشرعي كان لوجوده بينما سعادة كبيرة لما يمتازه به من قلشات وضحكة هسترية محبب للكل
كأن عاشقا للنادي الاهلي صديق لكل اللاعبين في الزمن الجميل
كان وقته كله في النادي الاهلي حتي ايام عمله في المشرحة كان دوامه لكل طارئ يضع عنوانه النادي الاهلي بعد الساعة السادسة
له إسهامات كبيرة في النادي
لم يستعجل للادارة الا بعد ان عرف انه من خلال الموقع الذي صنعه بجهده وفكره وحب الناس اليه .
عمل في مجلس ادارة الاهلي الخرطومي في منصب السكرتير اجاد وابدع في فنون الادارة وساهم كثير في العمل الاجتماعي والثقافي والاداري في النادي
ولكن الغربة التي حرمتنا ان نري جسده الطاهر الي مثواه الاخير كانت هي ايضا حرمتنا من مواصلته في الادارة
ظل متواصلا مع كل اهل الأهلي في تجاربه في خفقان المجالس ناصحا دوما بلم الشمل
كانت زيارته دئما ظالمة لاهل الرياضة بعد ان حباه الله بحب اهل الفن الذين تفوقوا في حبه
ولكن مواصلا مع كل الاخوان عبر الوسائط .
علي كوباني فقده الوسط الرياضي وخاصة النادي الاهلي الذي ارسي فينا حبه ومزاولتنا له وخفض وتيرة الخلافات فيه
كوباني رياضي اصيل وصاحب حكمة ادارية معروفة وله مواقف ادارية بالنادي الاهلي ملمومسة ومعروفة كانت الحكمة فيها عنوانه
خاتمة
(( يااأيتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضيةْ مرضيه فادخلي في عبادي وَادخلي جنتيَ ))*
أشهد ان لا اله الا الله و أن محمد رسول الله , و لا حول ولا قوة الا بالله ،انا لله وانا اليه راجعون .
اللهم ارحم (دكتور علي الكوباني ) ووسع مرقده و اكرم نزله و أسكنه فسيح جناتك مع الشهداء و الصديقين و النبيين و حسن اولئك رفيقا. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس و أبدله دارآ خيرآ من داره و أهلآ خيـرآ من أهله و قه فتنة القبر وعذاب النار ،اللهم انقله برحمتك من عتمة القبور..إلى النور، وسعة الدور والقصور، وانقله ومن ضيق اللحود الى جناتك جنات الخلود ..
في سدر مخضود..
وطلح منضود..
وظل ممدود..
وماء مسكوب..
وفاكهة كثيرة..
لا مقطوعة ولا ممنوعة..
وفرش مرفوعة ..
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ..
اللهم بيض وجهه..
ويمّن كتابه..
ويسر حسابه..
وليّن ترابه..
وطيب ثراه..
وثبته تحت الارض و يوم العرض ..
ولا تحرمه النظر إلى وجهك الكريم..
والشوق إلى لقائك..
اللهم لاتحرمنا اجره ولاتفتنا من بعده واطرح البركة في اهله وزريته وصبِّر اخوانه ا والزمهم الصبر وحسن العزاء واجبر كسرهم.
سبحان ربي رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصل اللهم وسلم وبارك على شفيعنا محمد وعلى اهله
اللهم ارحم عبدك الكوبانى واجعل الجنة دارة واجعلة من اصحاب اليمين مع الشهداء والصدقيين فى اعلى جنات النعيم