صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رمضان لا يستحق ذلك..

948

تأمُلات

كمال الهِدي

رمضان لا يستحق ذلك..

 

عجبت لأمرهم، فصحيفتهم (مسروقة الإسم) تسود صفحتها الأخيرة بمادة تسيء فيها لزميل عزيز.
والأدهى والأمر أن المادة نُشرت بلا إسم، فأين المهنية في الصحيفة التي تتضمن هيئة تحريرها أسماء وجدناها تكتب في المجال الرياضي منذ أن وعينا على هذه الدنيا!!
وكيف يسمح مجلس الصحافة والمطبوعات – في زمن الثورة – للبعض بأن يحيدوا عن المهنية متى ما شاءوا وكيفما اتفق مع أهوائهم!!
رمضان أحمد السيد ليس ملاكاً، بل هو بشر وصحافي رياضي مثل غيره من الزملاء.
ولذلك لا نعتبره معصوماً من الخطأ.
وإن كان له عيب فهو أنه مجامل أكثر من اللازم وللدرجة التي جعلته يساهم في صناعة أسماء من العدم، لذلك لم أستغرب أن يكون الجزاء في مثل هذه الحالة على شكل ما طالعناه في أخيرة (هلالنا)!
لم أتعرف على رمضان أحمد السيد عن قرب، لكن من واقع متابعاتي لهذا الوسط عرفت عنه أنه ممن يمدون أياديهم للجميع.
وقد مثل سنداً وعضداً للكثير من الزملاء في أوقات مختلفة.
والأهم من ذلك كله أنه لم يكن لعاناً ولا طعاناً في يوم كشأن الكثيرين في هذا الوسط الموبوء بشخصيات كثيراً ما تمنينا أن يحسمها القراء قبل أن تضبطهم القوانين واللوائح والنظم في بلد يعد انتهاك القوانين فيه أسهل من شرب الماء.
اختلفت مع طريقته في الكتابة حيث أعتبرها تقريرية وإخبارية أكثر منها نقدية، لكنني أرفض رفضاً قاطعاً أي إساءات شخصية لزميل وقف مع الكثيرين عندما ادلهمت عليهم الخطوب.
من يقرأ قولهم أن رمضاناً يقتات من وراء الرجال يظن أن كاردينالهم الذي وُضعت صورته على إستاد الهلال (لأول مرة في تاريخ هذا النادي العظيم) وأُسست له قناة وصحيفة لتسبحان بإسمه ليل نهار وتركزان على صوره أكثر من تركيزهما على لاعبي الهلال وسُخر له الشعراء ومطربي الغفلة.. من يقرأ عتبهم على رمضان وإساءاتهم غير المبررة له يظن أن هذا الكاردينال أحد أولياء الله الصالحين، أو أنه من رفع علم السودان وساهم في طرد الإنجليز من السودان.
فأنتم أنفسكم يا سادة لم تتهافتوا على جريدة الهلال ولا القناة إلا لأن مالكهما ( غير الشرعي) رجل أعمال يجود ببعض ماله على من يطبلون ويهللون له.
فمن يسكنون بيوتاً من الزجاج يفترض ألا يلقوا بالحجارة على بيوت الآخرين.
قلت “يُفترض” لأن البعض في هذا السودان صاروا لا يستحون إطلاقاً.
يهاجمون السوباط ويعتبرونه (كوزاً) لا يستحق أن يكون على رأس لجنة التسيير، بالرغم من أنهم ظلوا يمجدون الكاردينال على مدى سنوات طويلة مع قربه الدائم وعلاقته الوطيدة بكل الفاسدين في نظام المخلوع.
هب أن السوباط (حرامي بتلب البيوت) عديل، فماذا عن الكاردينال!!
هل كان سيدكم نزيهاً ومستقيماً وعفيف اليد واللسان طوال السنوات التي ترأس فيها الهلال!!
ألم تلاحقه الشبهات والإدانات خارجياً وداخلياً قبل وبعد أن ترأس هذا النادي العظيم!!
ألم يكن بعض مريديه وأنصاره الحاليين جزءاً من المعسكر الآخر حتى وقت قريب، فأين المباديء والأخلاق التي تدعونها في مثل هذا التقلب المخجل في المواقف؟!
يسيئون لرمضان لمجرد أنه تناول القليل من فساد كثير تابعه الجميع طوال سنوات الكاردينال ناسين أنه زميل يواجه محنة مالية، ومن العيب الكبير علينا كسودانيين أن نهاجم الناس في أوقات أزماتهم.
فالجميع معرضون لمثل هذه الظروف، والدنيا ما دوامة يا هؤلاء، فكفاكم غفلة وجهلاً.
الأخلاق والقيم التي تشنفون آذان الناس بها تحتم على من يلتزم بها فعلياً ألا يعاير أحداً بتقدمه في السن، ولا بقلة أمواله أو فقره , ولا بالأزمات التي تواجهه في الحياة.
فما أكثر من دخلوا هذا الوسط حفاة عراة وصاروا فجأة من أثرى أثرياء البلد.
وواهم من يعزي مثل هذا التحول لنجاحهم وعصاميتهم واجتهادهم.
فقد عرفنا الصحافيين تاريخياً بأنهم أفقر خلق الله في هذا البلد بالرغم من أسمائهم اللامعة واجتهاداتهم ومكانتهم الاجتماعية الكبيرة في وقت مضى.
أما اليوم فكلما أمعنت في الفشل والسب والشتائم وانعدام الموضوعية، صرت أكثر الناس ثراءً.
وهذا وضع توقعنا أن يتغير مع رحيل اللصوص والمجرمين، لكن من الواضح أن كيزان (السجم) عرفوا كيف يغرسوا صفاتهم القبيحة في الكثير من أبناء هذا البلد، وهو ما يحتاج لزمن وصبر شديد إن أردنا التخلص منه.
يبقى السؤال الهام والمحوري: من يتواطأ مع الكاردينال ويعينه هو وشلته على الاستمرار في غيهم!
فجميعنا نعلم أن أشرف غادر السودان وبقي بالخارج لفترة طويلة أثناء الثورة.
ولما قارب غيابه الستة أشهر لفت بعض أنصاره نظره لضرورة العودة للوطن.
وبدا واضحاً حينها أنه تواصل مع وزير الداخلية السابق الذي منحه الضوء الأخضر، فعاد إلى البلد وكانت أولى زياراته إلى مكتب الوزير نفسه.
وبعد أن شعر بأنه لا توجد مخاطر بذات الحجم السابق عادت مجموعته لنفس ممارساتها القديمة التي اكتوى بنيرانها الأهلة طويلاً.
والآن بالرغم من ترجله إلا أنه حور إسم الجريدة من الهلال إلى هلالنا واستمرت مجموعته في تمجيده وتلميع صورته.
من يتحدثون عن المجلس المنتخب الذي يعلمون قبلنا من انتخبوه وكيف وبأي مقابل تم ذلك.. من يتحدثون عن مجلسه المنتخب لا يريدون أن يصدقوا أن عهد كاردينالهم قد ولى كسائر الرؤساء السابقين في الهلال، لذلك يصرون على إبراز صوره وتسطير المانشيتات التي تحمل اسمه حتى يومنا هذا.
وما تزال القناة التي تحمل إسم الهلال تحت إمرته.
حتى الصور التي تُلتقط له مع أعضاء لجنة التسيير الحالية يتم التركيز فيها على شخصه وتستمر مساعي تهميش الآخرين، وبرضو هناك من يحدثوننا عن (مطاردة رجال الأعمال)!
” ما في مجلس معين بلغي عقودات أبرمها مجلس منتخب” كلمات حق أريد بها باطلاً، فالكل يعلمون كيف ومن كان يوقع العقودات بين المؤسسات التي تحمل اسم الهلال والنادي خلال فترة مجلس الكاردينال الذي اكتفى معظم أعضائه بأن يكونوا (تمومة جرتق) وجوقة تهليل لا أكثر.
” مخندق” وصف أطلقه الذهن الشعبي..” نعم هذا صحيح، لكن ماذا عن الكثير من درر وأوصاف الذهن الشعبي الأخرى التي تعكس مدى التزام هذا الشعب بالقيم والأخلاق النبيلة، ولماذا لم تحفظونها عن ظهر قلب كحفظكم لمصطلح (الخندقة)!!
موروثاتنا الشعبية تلزم أي سوداني أصيل بأن يحترم الصغير ويوقر الكبير وأن يختلف مع الآخرين بشرف وأدب، وأن يشكر الخلق على أفعالهم الطيبة دون أن يزين لهم الأخطاء أو يصنع من فسيخهم شربات أيضاً.
يظل رمضان زميلاً عزيزاً يحترمه غالبية المعنيين بهذا الوسط، ونسأل المولى عز وجل أن يعينه على مشاكله وأن يحل أزمته ليعود لبلده معززاً مُكرماً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد