روابط الهلال في دول المهجر..بين الصراعات والمصالح ومساعي الوفاق لدعم النادي

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

روابط الهلال في دول المهجر..بين الصراعات والمصالح ومساعي الوفاق لدعم النادي

ـ روابط مشجعي الهلال في دول المهجر تمثل واحدة من أبرز مظاهر الانتماء والتشجيع الخارجي إذ يعكس السودانيون حبهم لنادي الهلال وتعلقهم به رغم بعدهم الجغرافي ومع ازدياد الجاليات السودانية في الخارج تشكلت هذه الروابط كجزء من الجهود لدعم النادي وتوسيع قاعدته الجماهيرية خارج السودان ومع ذلك لم تخلو هذه الروابط من تحديات وصراعات تتعلق بالمصالح الشخصية والخلافات الداخلية.
ـ رغم النوايا الحسنة التي تشكلت من أجلها روابط مشجعي الهلال إلا أن بعض الروابط في المهجر عانت من صراعات داخلية نتيجة تضارب المصالح والأهداف وجزء كبير من هذه الصراعات ينبع من سعي البعض للظهور في مقدمة المشهد والحصول على امتيازات خاصة أو مناصب داخل الروابط بينما ينصب هدف آخرين على دعم الفريق بأي شكل ممكن دون النظر إلى المصالح الشخصية.
ـ في بعض الحالات أدت هذه الصراعات إلى انقسامات داخل الروابط مما أثر سلباً على العمل الجماعي وأضعف قدرتها على تقديم الدعم الفعال لنادي الهلال هذه الخلافات أحياناً تتفاقم بسبب عوامل خارجية مثل التأثيرات السياسية والقبلية التي تتسرب إلى أوساط الجالية مما يزيد الأمور تعقيداً.
ـ من أمثلة الصراعات التي تدور بين روابط الهلال رابطة الهلال في جدة التي مرت بتحديات كبيرة في الفترات الأخيرة بدءاً من الانشقاقات والخلافات والتراشق والاتهامات بين الأعضاء وصولاً إلى المشاكل المتعلقة بالانتخابات وكانت هناك محاولات عديدة لرأب الصدع بين أعضائها من خلال تنظيم انتخابات الوفاق الأخيرة والتي أفضت إلى وفاق وإعادة توحيد الهلالاب في جدة خاصة مع أهمية المرحلة التي يمر بها النادي على الصعيد القاري.
ـ إحدى المشكلات الرئيسية التي واجهتها رابطة تمثلت في انقسام الآراء ومحاولة التكويش والهيمنة وهذه الانشقاقات تعود بشكل كبير إلى اختلاف المصالح الشخصية بين الأعضاء حيث تحول التركيز في بعض الأحيان من دعم الهلال إلى تعزيز المواقف الفردية ومع ذلك تم بذل جهود لتجاوز هذه الانقسامات من خلال انتخابات الوفاق تحت إشراف لجنة قانونية محترمةوالتي أسفرت عن تشكيل لجنة جديدة تهدف إلى العمل على إعادة الثقة وتوحيد الصفوف.
ـ على الجانب الإيجابي فرابطة جدة لا تزال تتمتع بدور فعال في دعم الهلال حيث يتم تنظيم حملات لتسجيل أكبر عدد من الأعضاء وتسهيل حصول الهلالاب في جدة على عضوية ناديهم وهذا يساهم في تمكين النادي مالياً وعينياً ومعنوياً.
ـ على الجانب الآخر لا يمكن إنكار التأثير الإيجابي الذي تقدمه جمبع روابط مشجعي الهلال في المهجر والعديد من هذه الروابط تعمل بنشاط على دعم النادي ببعض المشاريع التي تعود بالفائدة على الفريق بالإضافة إلى ذلك تساهم هذه الروابط في نشر اسم الهلال خارج حدود السودان مما يعزز من سمعته وشعبيته في المحافل الدولية.
ـ الجانب المعنوي أيضاً يلعب دوراً كبيراً حيث تقدم هذه الروابط الدعم النفسي للاعبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى حضور المباريات وتشجيع الفريق عندما يلعب في البطولات المختلفة خارج السودان وهذا الدعم الخارجي يخلق شعوراً بالانتماء لدى اللاعبين ويساهم في تعزيز أدائهم على أرض الملعب.
ـ إلى جانب الصراعات الداخلية تواجه روابط مشجعي الهلال تحديات أخرى تتعلق بالتنسيق والتنظيم وفي بعض الأحيان تكون هناك صعوبة في توحيد الجهود بين الروابط المختلفة في دول المهجر حيث يفتقد بعضها إلى الهيكلة التنظيمية التي تمكنها من العمل بشكل منسق وفعال وهذا الضعف في التنظيم يؤدي إلى ضعف في الأداء والقدرة على تقديم دعم مستدام للنادي بالإضافة إلى ذلك هناك أحياناً انقسامات بين روابط المشجعين في الداخل والخارج حيث يشعر البعض أن روابط المهجر لا تعكس تماماً احتياجات النادي أو تطلعات الجماهير في السودان.
ـ رغم التحديات والصراعات التي تعاني منها بعض روابط الهلال في المهجر إلا أنها تظل جزءاً أساسياً من دعم النادي وعلى وجه الخصوص الدعم المعنوي الذي تقدمه الروابط سواء من خلال التشجيع أو نشر الأخبار عن الفريق يعزز من الروح الجماهيرية ويزيد من ولاء اللاعبين للنادي.
ـ يبقى الدور الذي تلعبه روابط مشجعي الهلال في المهجر مهماً ومحورياً رغم السلبيات والتحديات التي تواجهها ومن المهم أن تتجاوز هذه الروابط الخلافات الداخلية (إياك أعني يا رابطة جدة) وتوحد جهودها من أجل خدمة النادي الذي يجمعهم جميعاً تحت رايته.