احتفلت أول مدربة سودانية وأفريقية وعربية في تاريخ كرة القدم الكوتش سلمى الماجدي بعقد قرانها على النجم والكوتش أحمد يكيني الذي يساعدها في تدريب الأهلي القضارف.
وكان الأمس -الإثنين- هو اليوم الذي تم فيه عقد قران المدربة السودانية سلمى الماجدي التي تسعى إلى تطوير نفسها وشق طريقها الخاص في عالم التدريب وقد أثبتت جدارتها مع العديد من الأندية.
الطريق إلى دكة البدلاء
قبل أشهر قليلة من الآن تلقى اتحاد كرة القدم السوداني، اليوم الأحد، خطابًا رسميًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” يفيد باختيار مدربة كرة القدم السودانية المعروفة سلمى الماجدي ، لتأهيلها كي تصبح مدربة بمواصفات مميزة.
وقال الاتحاد السوداني إن الفيفا أكد في خطابه تخصيص مدرب خبير، لتأهيل الماجدي خلال فترة معايشة طويلة، حيث سيتم خلالها وضع برنامج إعداد لعدة أسابيع سنويًا داخل وخارج السودان.
وسبق للماجدي أن تلقت كورسات تأهيل من خلال الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، وتعد أول سيدة تعمل في تدريب فرق كرة القدم للرجال على مستوى مسابقات الدوري المختلفة.
الكوتش سلمى الماجدي مع فريق الشرطة القضارف
كنداكة سودانية
تمكنت المرأة السودانية من اقتحام عدد من المجالات التي كانت في الماضي حكراً على الرجال ويصعب على النساء دخولها، أبرزها رياضة كرة القدم، والنموذج الشابة السودانية سلمى الماجدي التي وجدت طريقة لإشباع عشقها للعبة الشعبية من خلال تدريب فريق للرجال.
ورغم أنه في السودان لم يتحقق بعد حلم منتخب وطني نسائي لكرة القدم، إلا أن الماجدي، (27 عاماً) حولت عشقها لتحقيق المستحيل لتدخل غمار التدريب كأول امرأة تتولى تدريب فريق للرجال في إفريقيا والعالم العربي، ما يجعل منها رائدة في هذا المجال.
وقالت سلمى الماجدي عن سبب اختيارها لهذا المسار: “كرة القدم هي حبي الأول”.
وتقود الشابة السمراء تدريب النادي الأهلي بمدينة القضارف شرق العاصمة الخرطوم، على ملعب ترابي حيث يطلق عليها اللاعبون لقب “الأخت المدربة”.
وأضافت الماجدي: “أصبحت مدربة لأنه حتى الآن لا وجود لكرة القدم النسائية في السودان”.
وأكدت المدربة السودانية أنها وقعت في غرام اللعبة منذ أن كانت في سن السادسة عشرة من العمر عندما كانت تتابع شقيقها الأصغر خلال تدريبات مدرسة الكرة بنادي الهلال.
وتابعت: “تأثرت بطريقة عمل المدرب، وراقبت بتمعن تقنياته وتحركاته وأماكن وضعه العلامات أثناء الحصص التدريبية”.
يشار إلى أن سلمى الماجدي اختارتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عام 2015 ضمن لائحة “أكثر 100 امرأة تأثيرا” في العالم، وهي تولت تدريب فرق النصر، النهضة، النيل حلفا، والمورده، التي تلعب ضمن دوري الدرجة السودانية الثانية.
وحازت سلمى الماجدي التي تتحدر من عائلة تقليدية محافظة، على رخصة تدريب من الفئة “باء” من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، تتيح لها تدريب أي ناد من الفئة الأولى في أي بلد أفريقي.
سلمى الماجدي وشريك حياتها الكوتش أحمد يكيني
أيقونة الحقوق
ويوجد العديد من المجموعات النسائية ذات الميول المدافعة عن المرأة وتطالب بمساواتها مع الرجل في السودان. ولكنها في الغالب تصطدم بالسلطة الحاكمة ذات المرجعية الإسلامية.
وفي هذا الصدد تعتقد الناشطة المعروفة تهاني عباس أن سلمى الماجدي وبدخولها مشروع تدريب كرة القدم للرجال تكون قد اختطت طريقا جديدا ومبتكرا في مجال استرداد الحقوق.
وتقول “تجربة سلمى جديرة بالاحترام والدعم لأنها تمثل فكرا جديدا ومنشئا للتغيير في مجتمعاتنا بصورة مختلفة “.
وتضيف “نحن نتشرف بسلمى التي حققت ما عجزنا عن تحقيقه من سنوات وهي بالنسبة لنا أيقونة في استرداد الحقوق”.
أثناء إشرافها على أحد التدريبات سألتها عن حلمها في المستقبل، فأجابت وهي تداعب الكرة بقدمها “حلمي أن تحقق كل فتاة سودانية رغبتها في تحقيق حلمها مهما كان وبالنسبة لي هو تطوير لغتي الانجليزية وتدريب أحد الفرق الكبرى في العالم”.