صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سيكافا.. الشباب أو الانسحاب

21

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* ورد في الأنباء أن مجلس إدارة الاتحاد العام المنتخب حديثاً بصدد الموافقة على المشاركة في بطولة سيكافا للمنتخبات التي تقام في كينيا في الفترة من (24 نوفمبر إلى 9 ديسمبر) على أن يسافر المنتخب إلى نيروبي يوم (22 نوفمبر).
* الخبر أعلاه غريب ويدعو للدهشة، إذ كيف يمكن للسودان المشاركة في سيكافا في تلك الفترة قبل أن يسدل الستار على الموسم الكروي المحلي في وقت يسابق فيه الاتحاد الزمن لإنهاء الموسم يوم (30 نوفمبر)، وفي سبيل ذلك فرضت على الأندية برمجة ضاغطة بشكل رهيب تدفع معها الأندية ثمن الصراع العنيف الذي تم في وقت سابق بين اتحاد معتصم ومجموعة الفريق عبد الرحمن سر الختم، وهو الصراع الذي أفضى وقتها لتجميد كرة القدم السودانية، وأدى إلى خلل كبير في سير المنافسات المحلية.
* الحالة الوحيدة التي يمكن أن تجعل قرار المشاركة في سيكافا منطقياً أو مقبولاً هي المشاركة في المسابقة بمنتخب الشباب أو المنتخب الرديف، وذلك لأن العديد من الأسباب الجوهرية تجعل المشاركة بالمنتخب الأول الذي سيلعب في (الشان) أمراً مستحيلاً، وإن حدث فالنتيجة ستكون دماراً شاملاً وضرر بليغ للمنتخب نفسه وللاعبين ولأنديتهم.
* الموسم الكروي الحالي يعتبر أطول موسم في تاريخ كرة القدم في العالم، إذ بدأت بعض الأندية إعدادها منذ (ديسمبر 2016) والبعض الآخر بدأ إعداده في (يناير 2017) ما يعني أن تلك الأندية ظلت في حالة نشاط لقرابة العام.. وإن كانت هنالك أندية حظيت بفرصة راحة مطولة في منتصف الموسم (فترة الراحة بين الدورتين والتي طال أمدها بسبب الصراع الشهير) فإن هنالك أندية لم تعرف التوقف ولم يذق لاعبيها طعم الراحة وعلي رأسها المريخ الذي شارك في أربع بطولات (الدوري والكأس محلياً ودوري الأبطال الإفريقية والبطولة العربية) بينما شاركت أندية الهلال الأم درماني وهلال الأبيض والأهلي شندي في ثلاث بطولات.
* وباستثناء الأهلي شندي الذي ودع المسابقة الإفريقية مبكراً، فإن أندية المريخ والهلال وهلال الأبيض لم تحصل على راحة بعد نهاية الدورة الأولي بعد أن فرض عليها النظام الجديد لبطولات الكاف أن تدخل مباشرة في مباريات مرحلة المجموعات (ثمن النهائي).. وبعد أن أسدل الستار عليها حصل لاعبو الهلال الأم درماني على راحة بينما واصل هلال الأبيض نشاطه استعداداً لربع النهائي في وقت شارك فيه المريخ في نهائيات البطولة العربية وبالتالي لم يحظَ بفرصة للراحة.
* تلك الوضعية تعني أن مشاركة أي لاعب من أندية المريخ والهلال وهلال الأبيض في سيكافا أمر شبه مستحيل إلا حال أراد الإتحاد العام إلحاق الضرر بالمنتخب وبالأندية عبر تعريض اللاعبين لخطر الإصابات التي يمكن أن تبعدهم عن الملاعب لفترات طويلة ويمكن أن تحرمهم من المشاركة مع المنتخب نفسه في نهائيات الشان مع الإشارة لأنهم حتى لو لم يتعرضوا لإصابات فإن مشاركتهم في سيكافا ستكون وبالا عليهم وستجعلهم يشاركون في (الشان) وهم في حالة بدنية غاية في السوء جراء الإرهاق الشديد الذي سيتعرضون له، ولا ننسي أن أولئك اللاعبين خاضوا عددا كبيرا من المباريات في النصف الثاني من الموسم بعد ترحيل عدة جولات من الدورة الأولي للممتاز لتلعب في الدورة الثانية دون أن ننسي أن البرنامج نفسه في الدورة الثانية وبالذات في الشهر الأخير يعتبر برنامجاً ضاغطاً بصورة مهلكة للغاية في ظل دخول اتحاد الكرة سباق مع الزمن لإنهاء الموسم في (30 نوفمبر).
* أكثر ما يحتاجه لاعبو المنتخب بعد نهاية الموسم الكروي الحالي هو (الراحة) ولا ننسى أن الراحة نفسها تعتبر جزء من الإعداد المهم والضروري للاعب كرة القدم حتى يلتقط أنفاسه قليلاً ويستعيد نشاطه وحيويته وصفاءه الذهني ليكون قادراً على تقديم عطاء جيد.. ومن غير المنطقي أن يتم اختيار لاعبين من أندية المريخ والهلال وهلال الأبيض ليشاركوا بعد هذا الموسم الطويل والشاق وبعد ماراثون البرمجة الأخير الضاغط في سيكافا ليواصلوا بعدها إعدادهم استعداداً للنهائيات التي تقام في يناير ليعودوا منها ويلتحقوا بأنديتهم التي ستكون على موعد مع المشاركة في تمهيدي بطولات الكاف والنسخة الجديدة من الدوري الممتاز وهو أمر لا يستوعبه عقل ويعتبر تعذيب للاعبين لا أكثر.
* إن أراد الاتحاد المشاركة في سيكافا فإن الأفضل المشاركة فيها بمنتخب الشباب لصقله ومنحه فرصة الاحتكاك واكتساب الخبرات ووقتها يمكن أن اكتشاف مواهب يمكن أن يتم تغذية المنتخب الأول عبرها، أو المشاركة بالمنتخب الرديف من خلال اختيار المبرزين من بقية أندية الممتاز باستثناء (المريخ والهلال وهلال الأبيض) باعتبار أن بقية الأندية لم تلعب عدداً كبيراً من المباريات واقتصرت المنافسات التي شاركت فيها على الممتاز وكأس السودان، وجل أندية الممتاز لعبت مباريات قليلة جداً في الكأس، والمشاركة بالرديف ستمنح نجوم أندية الممتاز فرصة من ذهب لتقديم أنفسهم بقوة ليحظوا بفرصة التواجد في قائمة المنتخب الأول التي ستشارك في (الشان) من خلال الظهور المميز في سيكافا، وبالتالي سيكون المنتخب المستفيد الأول من ضخ دماء جديدة، ومن رفد قائمته بمواهب جديدة.. لكن المشكلة التي ستواجه الإتحاد في هذه الحالة أيضاً ستكون التزامات تلك الأندية في آخر جولتين بالممتاز لأن المنتخب يفترض أن يغادر يوم (22 نوفمبر) مع الإشارة لأن بعض الأندية ستتنافس حتى الجولة الأخيرة على مقعد للتمثيل الإفريقي وأندية أخري ستتنافس على البقاء ومن الظلم حرمانها من خدمات أبرز لاعبيها في تلك الجولات المصيرية.
* قرار المشاركة في سيكافا يحتاج إلى مراجعة ودراسة متأنية والأفضل للسودان المشاركة بمنتخب الشباب أو الإنسحاب.

 

 

حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل

 لزوارنا من السودان متجر موبايل1

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

3,699 حملو التطبيق

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app

13230 حملو التطبيق

على متجر   mobogenie

 http://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

5000+ حملوا التطبيق

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد