صرخة استغاثة للحكومة الانتقالية أطلقتها أسرة سودانية بحسب الزميلة المجدة هنادي عبداللطيف، لإرجاع ابنها المتواجد بمعسكر بياتي الإماراتي بعد عملية نصب وخداع قامت بها شركة بلاك شيلد الإماراتية عن طريق احدى وكالات السفر والسياحة السودانية لإبنهم الذي قدم لوظيفة (حارس أمن) بدولة الإمارات ليتفاجأ ومن معه، ليجدوا أنفسهم مجبرين على التدريب العسكري ومن ثم الذهاب الى مناطق العمليات وتم تخييرهم مابين الذهاب إلى ليبيا او اليمن، بعضهم رفض وأصر على العودة الى السودان، وبطبيعة الحال فقد رفضت إدارة المعسكر الإماراتي هذا القرار ومنعت عنهم الاتصال ثم تم تقسيمهم الى دفعات وطلبوا منهم ان يرتدوا زي الدعم السريع ومن ثم ترحيلهم بواسطة طائرة وعند استفسارهم عن الوجهة التي سيتم أخذهم لها، أخبروهم لدواعي أمنية غير مسموح لهم بمعرفة المكان الذي سيرحلون اليه، (إنتهت الفصول الاولى للقصة). وفي انتظار ما تسفر عنه التحقيقات من قبل الحكومة الانتقالية مع الشركة الإماراتية ووزارة العمل الإماراتية التي صادقت على عقود استجلابهم من السودان بحسب وكالة الاستقدام السودانية التي أخلت طرفها من هذه القضية على ما يبدو وألقت باللائمة على الحكومة الإماراتية. مثل هذه المآسي ظل عشرات الالاف من السودانيين يتعرضون لها بشكل مستمر دون أن تجد معالجات جذرية من الحكومة السابقة. وحتى الشباب السوداني الذي فضل نعيم الخارج على جحيم الداخل، نجده لا حول له ولا قوة، عندما يصطدم بالواقع الأليم الذي أوجد نفسه فيه عند وصوله لارض مطار الدولة التي سيقيم بها، ولا مناص من الإلتزام بنصوص العقد التي تبدلت بشكل مفاجئي بعد وصول العامل الذي يجد انه فعلياً عامل وليس موظفاً كما هو متصوص عنه في العقد في بعض الأحيان. ضغط مستمر بلا رحمة، حقوق مسلوبة، مرتبات ضئيلة مقارنة بحجم العمل ونوعيته وبيئته، لا توجد جهة يمكن اللجوء إليها لانصافه، قانون الدولة في العادة يكون معك وضدك في آن واحد، ورغم ذلك يستمر شبابنا في هذا العمل المجهد والمرهق والذي يمتص رحيق شبابه حتى يذبل مقابل مبالغ لا تكاد تغطي مصاريفه الخاصة في دولة عمله، ولكنه وبقدرة قادر أضحى (حاوي) بين ليلة وضحاها، يعيش على (العدس والسلطة) ليوفر لاسرته بالسودان ما يسد جوعها ويكفيها قسوة الحاجة وسؤال الناس، ويطمئنها بمستقبل افضل للافواه المفتوحة بحثاً عن لقمة عيش نظيفة، وتأميناً لتعليم مدرسي معقول رغم إلتهام المدارس لنصف راتب المغترب الذي لا تكل أسرته عن طلباتها دون أن تدري ان عائلها يعيش على الكفاف في سبيل الحفاظ على مستوى معيشي معقول لها، دون أن يفقد لقب (مغترب) . وبالعودة لوضع شبابنا البائس بالإمارات والخطأ الجسيم الذي ارتكبته وزارة العمل في عدم وضع قيود وشروط للعمل بالخارج، نجد ان ما حدث رغم فظاعته، إلا أنه جرس إنذار لحكومة حمدوك بالاسراع في معالجة هذا الخطأ بإعادة الشباب فوراً ورفع قضية عاجلة ضد الشركة الإماراتية والمطالبة بتعويض نتيجة للضرر النفسي والمالي الذي لحق بهم، ومن ثم وضع قوانين حازمة وصارمة لتقنين وضع السودانيين العاملين بالخارج، وعدم التهاون في إهدار حقوقهم وتحسين صورتهم خاصة في بعض دول الخليج التي باتت تنظر للسوداني على أنه مرتزق حرب. يبقى العشم في المعالجة الفورية أوجب واجبات الحكومة الآن، والبحث في ملفات السودانيين بالخارج وخاصة دول الخليج، منعا لأي تجاوزات قادمة.
الجريدة