* تبخرت كل الاوهام المتعلقة بقصة (احتراف محمد عبد الرحمن) خارج السودان ولعل عودة اللاعب بنفسه لتدريبات المريخ – الذي رفض تجديد العقد معه – حملت الكثير من الدلالات، وكشفت حفائق سعى البعض لتغطيتها او تلوينها حتى تظهر بصورة مختلفة لتحقيق مكاسب خفية..
* استند هواة الصيد في المياه العكرة على عروض وهمية هدفها الاول رفع سعر اللاعب الذي امضى ثلث فترة عقده مع المريخ وهو مصاب.. وهنا لا ننكر تالق ميدو خلال فترته الاولى مع المريخ، وفوزه بلقب هداف الدوري، وبطولة الاندية العربية على كاس الشيخ زايد..
* وبنفس المستوي، وبالنظر الى انجازات ميدو مع المريخ بالعقل، سنجد ان لها اسبابها القوية والمباشرة.. ففوز اللاعب بلقب هداف الدوري كان مسنودا برغبته الكبيرة في الرد على بعض الهلالاب الذين اشاروا الى ان تعدد اصابات ميدو كانت من اهم اسباب اسغناء الهلال عنه..
* ثم ان تربع اللاعب على عرش هدافي العرب كان مسنودا باصرار ميدو ورغبته في تسويق نفسه بدليل انه شارك في اياب نصف نهائي كاس العرب الماضية برغم اصابته التي تفاقمت وتسببت في ان تمتد فترة غيابه الاخيرة عن الملاعب لما يقرب من العام..
* فوز ميدو بلقب هداف كاس العرب الماضية كان بالامكان ان يقوده لتحقيق حلم حياته المتمثل في الاحتراف الخارجي وفي صفوف اكبر الفرق الافريقية او الاسيوية لكن ابتعاد اللاعب عن الملاعب بسبب الاصابة ساهم في خصم الكثير من رصيده وباعد بينه والاننقال الى خارج السودان..
* لقد كان من المؤسف ان نتابع ما فعله البعض لرفع سعر اللاعب عبر الترويج لاخبار كاذبة تتحدث بدون اي منطق عن وجود مطاردات من جانب ثلاثة او اربعة اندية جزائرية لميدو طلبا لخدماته.. حدث ذلك في وقت يعلم فيه الجميع حقيقة استحالة اقدام اي فريق على خطوة التعاقد مع لاعب مصاب ابتعد عن الملاعب لما يقرب من العام..
* كانت الطبخة (حمضانة) ربما لان من وقفوا خلف طهيها قد بالغوا في وضع (المحدقات) فكان من الطبيعي ان لا يزيد عرض المجلس الشرعي للمريخ لتجديد عقد ميدو عن مائة وخمسون) الف دولار اراه من وجهة نظري – المبلغ – خرافي خاصة للاعب ظل بعيدا عن الملاعب لحوالي عام..
* وكانت (الحركة الاخيرة) متمثلة في بث اشاعة توقيع اللاعب لعقد مع اتحاد كلبا.. ليخرج احد قادة النادي المذكور ويكذب الشائعة التي وبدلا من ان تساهم في رفع سعر اللاعب فقد حجمت وضعه مع الاشارة هنا الى ان تدخل ادارة الهلال لاعادة ميدو الى الكشوفات الزرقاء كان من اسباب ممانعة اللاعب ورفضه لعرض المريخ..
* كان مرور الايام كافيا لتاكيد كذب كل العروض التي قيل ان ميدو تلقاها فكان ان عاد اللاعب الى السودان ولم يجد غير العودة مرة اخرى الى تمارين الزعيم والبحث عن خانة تعيده مرة اخرى الى دائرة الاضواء التي اقتربت من مرحلة الانحسار عنه..
* لو كنت حقيقة مكان مجلس ادارة نادي المريخ الشرعي، وتابعت هذا السيناريو بكل تلك تفاصيله البائسة، لما ترددت لحظة في تحديد شروط لعودة اللاعب تتعلق بالعرض المالي لتجديد فترته مع الفريق بحيث لا يتجاوز (50) الف دولار فقط لا غير.. اذا اراد فعليه ان يوقع واذا رفض فليذهب غير ماسوف عليه..
* المبلغ المذكور علاقته مباشرة مع حقيقة ان اللاعب ابتعد عن الملاعب لما يقرب من عام وعليه فان الحكم على مستوى ميدو يظل مجهولا للعامة لكن من باب الوفاء لا مانع من ان يقدم المجلس مقترحا يقضي بتعديل العقد حال اثبت اللاعب مقدرته وجدارته بارتداء الشعار الاحمر..
* هكذا اعتقد ان التعامل الاحترافي يجب ان يكون حتى تضمن الاندية حقوقها وتقترب من ما نسمععنه وتتعامل به الاندية في الدول العربية والافريقية من حولنا..
* لقد ظلت انديتنا تدعي انها ولجت محيط الاحتراف الذي لم يتعدى عندها دائرة التعامل اللفظي، وبمعزل عن الحساب، فهي وللاسف لا تعرف شيئا عن حقوق اللاعب او المدرب وواجباته.. وتحولت خزائن انديتنا خاصة الكبيرة الى سبيل يقف امامه كل من هب ودب لياخذ منه ما شاء من الدولارات قبل ان يغادر الى بلاده.
* تخريمة اولى: كل المعطيات تؤكد ان العاطفة ستحل مكان كل شئ في قصة عودة ميدو الى السودان، بدليل ان ظهور اللاعب في تمارين المريخ بدون اي مقدمات اثلج قلوب البعض.. وعليه لا مانع من ان يتم اعادة قيد ميدو وباكثر من سبب سيراه اصحابه كافيا للحفاظ على مكتسبات النادي.. اما ضوابط الاحتراف فلن تكون ذات اي قيمة..!!
* تخريمة ثانية: يؤدي المريخ مباراة مهمة مساء اليوم امام اهلي شندي وبلا شك فان رفاق رمضان عجب سينزلون الى ارضية الملعب على وقع الخسارة الاخيرة التي تعرضوا لها قبل ايام امام الامل عطبرة وكل الامنيات ان يكون الكوتش جمال ابو عنجة قد نجج في اخراج جميع اللاعبين من حالة الاحباط وان يكون الفوز هو الغاية المرجوة.
* تخريمة ثالثة: وتاني بنكرر وبنعيد.. مرت الايام.. كالخيال احلام.. ولا زلنا في انتظار نتيجة شكوى المريخ التي تقدم بها الى كاس والتي اوهم فيها البعض بانها مربوحة ومضمونة.. لكن مرور الايام وضعها في خانة واحدة مع السراب الذي يحسبه الظمآن ماء.
