صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شكرا للمريخ الذي اعاد لي (التوازن النفسي).. !!

1٬528
افياء
ايمن كبوش
شكرا للمريخ الذي اعاد لي (التوازن النفسي).. !!
# لا اخفي عليكم حقيقة هذا العنوان الصادم.. فقد لمست ذلك الارتياح الهادر (عصرا).. في ملامح الدكتور (مزمل ابو القاسم) و(هيثم كابو) و(نصر الدين الفاضلابي).. لم يعبروا عن هذا الفرح صراحة، والحق اقول، ولكنني من باب التجني اقول ان الفرحة كانت تتراقص في دواخلهم وشباك ابو عشرين تهتز عند الدقيقة الخامسة والعشرين.
# في ذات الاطار.. عايشت نفس الشعور ولكن برؤية مختلفة جدا في عيون الاستاذين (صلاح خوجلي) و(عاطف الجمصي).. كانت هناك قواسم مشتركة لهذه المشاعر المضطربة.. بل كان هناك وجع وألم وانين نكاد نلمسه في قبضة يد عارية.. الرغبات والميول.. والنتائج المتشابهة والاحتفال بالخيبة.. و…
# ادخلني المريخ.. وادخلهم.. كذلك.. في ازمة نفسية.. هب ان هذا التعادل الذي كان امام الترجي، استمر حتى النهاية.. بالتأكيد سوف تصيبني، وتصيبهم (الذبحة الصدرية).. حسن.. وحسين.. نتائجهم (نيكوتين) وحياتهم (آيس وترامادول).. لانهم يرفعون شعار (بكرة) هو الادعى للانجاز.. والغد المأمول هو الفارس الذي سيأتي على صهوة جواد ابيض ليحصد البطولات.. بطولة تلو بطولة.. اما اليوم فلا عليك يا سيدي الا ان تتعلق باهداب الامل.. وبكرة احلى.. والقادم اجمل.
# غادرنا المكان على صدى لحن معتاد ومكرور.. كانت.. (مساحات الأسى الفي عيونا.. تتفجر مدينة وناي.. بطاقات دعوة الرجعة.. تساب عينين من الفرحة.. دموع للحاضرين فجت.. زغاريد غطت الدنيا.. وعاد فرح الرجوع منية..).. كان بيننا ذلك الليل المجنون.. وبيننا ذكريات لا تنسى عندما تأهل الهلال من جنوب افريقيا على حساب صنداونز الذي تجرأ في الخرطوم وزار شباك الهلال مرتين و(بعدها عيونهم ما شافت غير القون تلو القووون).. ثم: كانت معنا (سافِر) بكسر الفاء.. تلك الاهزوجة الراقية للشاعر الجميل «قاسم ابوزيد».. كانت تجري حُزنا «شرق عيونا بالدمعات» على لسان الراحل المقيم فينا حبا وصبابة «مصطفى سيد احمد المقبول».. ظللت سموات ليل الخرطوم التي خرجت «عارية» لتحتفل بالخيبات.. نعم احتفلت خرطوم الصمود بالاعلان الرسمي لـ«خيبة» «المتعوس» و«خائب الرجاء»… وليتها خرجت احتفالا ببشارات النصر.. وعودة طائر الازرق الجميل الى عاصمة الصمود.. ليت خرطومنا هذي عادت لترتدي ثيابها الجديدة ثم تضع «برفانها المثير» من اجل القادم العائد في ثوب عُرسه من بيرتوريا.. ولكنها للاسف، خرطوم الذلة والمسكنة، خرجت لكي تحتفل بالانهزامية السودانية.. وكأن الخسائر في عالم اليوم اصبحت «عيدا» يُحض على الفرح ويُحفز على الاحتفال.. هكذا.. في الشوارع.. وفي وضح النهار.. او في المساء المفضوح.. المحشود ببعض الصبية والجهلاء من الكبار.. العيال.
# نعم احتفلت الخرطوم في البيوت والمقاهي والمنتديات والقروبات.. ثم نامت غريرة الاعين.. مرتاحة البال على مخدات الخدر اللذيذ لان «حسن» قُتل في حرب البرازيليين الافارقة.. ولحق به «حسين» في قتال توانسة باب سويقة.. لذلك أنتحرت القضية «الهايفة» على مشنقة الجدل العقيم على قروبات الواتساب وجنبات الجنبات وامسيات القهقهة.. هذا جدل يشبه تساؤلات: «البيضة اولا ام الدجاجة» لذلك انقسمت الخرطوم.. نصفين.. نصف يُغازل (فلوران مدربي) ويتغزل في الهلال الجديد بشعارات (القادم احلى).. ونصف آخر يوقد شمعة ويرفض ان يلعن الظلام بدعاوي (ريكاردو مدربي) ادار الماتش بشكل جيد ولعبنا كويس.. ولكن حق لي ان اقول شكرا للهلال الذي رفض التغيير.. وكذلك شكرا للمريخ الذي اعاد لي.. ولهم.. التوازن النفسي.. لاننا من ذلك الشعب الذي يؤمن بنظرية (موت الجماعة عرس) ويا لاعراس خيباتنا.
قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. Hamid FATEEN يقول

    يا سلاااااااااام عليك يا كتاب
    عبقرية الفكره وروعة الكلمات… ورسم لوحة المقال بالوان الحروف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد