’’طابة الطيبة,,
’’شهداء أحد ومسجد الاجابة,,
دكتور/ عمر الفاروق القعـقاع
انها نافذة اسبوعية (كل اثنين) نطوف بها عبر الكلمات و نسبر غمار ديار الحبيب صلى الله عليه وسلم من دار الي دار وثنية بعد ثنية واثر بعد اثر ولعلي ازيد شوقكم لزيارتها واجعلكم عبر الحروف تزورونها وبقلوبكم , وتضعون رحال الشوق في امنية الوصول اليها , كيف لا وقد اختارها الله عز وجل مهاجرا لرسوله صلى الله عليه وسلم , وخصها بخصائص ليست لغيرها فهي درة الاقطار وقرة الامصار حيث درجت فيها النبوة وسار فيها الاصحاب .
خرجنا من زيارة البقيع وننطلق الان الي منطقة شهداء احد لنتجه صوب مقبرة ومقام شهداء احد عليهم رضوان الله، نمر في طريقنا بأحد معالم المدينة جوار مستشفى الانصار القائم بحي بني معاوية حيث نمر بمسجد الاجابة او مسجد المباهلة او مسجد بني معاوية وهم من الاوس رضوان الله عليهم ، وهي كانت قرية من قري المدينة المنورة وذات يوم كان رسول الله صل الله عليه وسلم راجع من العالية فمر بمسجد بني معاوية فدخل الي المسجد وصلي ركتين الي الي جوار المحارب علي بعد زراعين منه ثم دعاء دعوته المشهورة ثلاث دعوات استجاب الله اليه في اثنين وسمي بمسجد الاجابة وكان مع النبي صل الله عليه وسلم سعد بن ابي وقاص ويقال اسمه ايضا مسجد المباهلة وهو المسجد الذي باهل فيه النبي صل الله عليه وسلم وفد نصاري نجران بعدها اوفد معهم ابوعبيدة عامر بن الجراح امين الامة ، نصل الان الي منطقة معركة احد وما يسمي اليوم بحي شهداء احد ، ويقع موقع الشهداء الي الشمال من المسجد النبوي الشريف علي بعد ستة كيلو مترات تقريبا , واستشرفنا جبل الرماة مستقبلا لنا ونحن داخلون علي موقع المعركة وعلي حسب المخطط (المرفق مع النافذة) نجد ان المشركين قد قدموا من الناحية الجنوبية وقد ارتكز المسلمون وسيدنا النبي صل الله عليه وسلم في الناحية الجنوبية خلفهم من الشمال جبل احد وايضا الي ناحية الغرب الشمالي جبل الرماة والذي ارتكز فيه بأمر من رسول الله خمسون صحابي من امهر رماة النبل يمثلون حماية خلفية من التفاف جيش المشركين من الخلف فقد كانت خطة محكمة وترك اتجاه واحد لدخول المشركين الي ميدان المعركة وقد كان، وكانت النصرة للمسلمين في بداية المعركة وكادت ان تنتهي المعركة بذلك لولا نزول الرماة من جبلهم في مخالفة للأوامر النبوة فكان الالتفاف من قبل مفرزة يقودها خالد بن الوليد تغير موازين المعركة فيصاب المسلمون حبنها بالكثير من الجراح وتتبدل موازين المعركة ، استشهد في المعركة سبعون صحابي جليل ، ابرزهم عم نبي الله واخيه من الرضاعة اسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وارضاه وعبدالله بن حرام وعمرو بن الجموح وحنظلة غسيل الملائكة رضي الله عنهم وارضاهم .
يظل هذا المكان الاثري التاريخي شاهدا لأعظم المعارك التاريخية ، وشهيدا عليها ايضا جبل نحبه ويحبنا جبل من جبال الجنة كما قال النبي صل الله عليه وسلم (احد جبل يحبنا ونحبه ) (واثبت احد انما عليك نبي وصديق وشهيدين ) ، هذا المكان شهد تحت هذا الجبل الاشم الشامخ نقل رفاة الشهداء مرتين مرة قبل ست واربعون سنة من وفاة النبي صل الله عليه وسلم في عهد خليفة المسلمين معاوية بن ابي سفيان ومرة في عهد الملك فيصل ففي الاول والثانية يقول المحدثين عن ذلك انهم وجدوا اجساد الشهداء بعد كل هذه السنوات كما هي كأنما قتلوا الان طرية يخرج منها الدم تتثني كأن استشهادهم كان الان ، ويحكي عن الشيخ محمد محمود الصواف العالم العراقي انه دعي ابان عهد الملك فيصل الي حضور نقل جثامين شهاء احد بعد ان بدأت تظهر عيون المياه في المنطقة فقال لقد رأيت بعيني حمزة وقد قطعت انفه واذنه وبقرت بطنه وكان واضع يده علي بطنه وعندما حملناه خرج الدم منها دافئا واجسادهم طرية كأنهم نائمون ، نتوقف عند هذا الاثر الطيب لننطلق في النافذة القادة الي اثر جديد من اثار المدينة الطيبة.
.
جبر الله بخواطركم
جبر.الله بخاطرك وجزاك عنا كل خير