صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صنع في الصين

61

ساخر سبيل

الفاتح جبرا

صنع في الصين

تمتليء الشبكة العنكبوتية هذه الأيام بكم رهيب من علماء الأوبئة (من منازلهم) وعدد لا يستهان به من الخبراء الإستراتيجيين المتعمقين في شؤون (الكورونا) منشأها ومنبتها وإنطلاقتها وكيفية الإصابة بها وإنتقال العدوى من خلالها.
جيش جرار من مستخدمي برامج التواصل الإجتماعي لا يتردد في نشر ما يأتيه من أخبار أو ما يعن له من أقوال قبل أن يلقي بتدويناته التي لا ترتكز إلى مصدر موثوق أو تعتمد على معلومة مؤكدة إلى فضاء الأسافير التي أصبحت تمتليء يومياً بملايين التغريدات في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم انتشاراً كبيراً وسريعاً للفيروس يقلق العالم أجمع ويجعله يرتعد من الخوف .
على الرغم من توفر كافة المعلومات عن فيروس الكورونا ، طبيعته، وسبل انتشاره، وطرق الوقاية منه ، و(معدلات الإصابة به حتى اللحظة) من خلال النشرات التي تقوم بها المنظمات الصحية الأممية ، وبعض الوسائل الإعلامية العالمية التي تتمتع بقدر وافٍ من المصداقية، إلا أن الفيض الهائل الذي تبثه مواقع التواصل الإجتماعية من معلومات غير مؤسسة يطغى على المسألة ، فهنالك من يروج للقرض (الواحد ده) للوقاية من المرض وأخر يشير لإستخدام (الكمامات) المصنوعة من قشر البصل الأحمر (يعني ما أي بصل) !
بالطبع ساعد في ذلك عدم وجود (حملة قومية) إعلامية (مكثفة) ومدروسة لتثقيف المواطنين حيث أننا (على مر العصور) ظللنا نسجل فشلاً مريعاً في مسألة (إدارة الأزمات) بكل أنواعها صحية ، أمنية ، طبيعية إلخ وأول أسباب هذا الفشل هو كثرة (الناطقين الرسميين) الذين لابد أن تتضارب تصريحاتهم بشكل يسهم في تغبيش الرؤية وتشتيت الذهن حتى أن كثير من المواطنين (لي يوم الليلة ما عارفين مصنع الشفاء إنضرب بي طيارة وللا صاروخ) !
وما الشائعات التي إنطلقت عقب وفاة أحد المستشارين القانونيين مؤخراً (رحمه الله) إلا دليلاً على الفشل في إدارة الأزمات كما أشرنا إليه ، وتعدد (التصريحات) المتقاطعة التي يسهم فيها تعدد (الناطقين) مما يجعل المواطن غير قادر على معرفة (الحاصل بالظبط شنو) !
ولأن المتربصين بالثورة وحكومتها لا يتركون فرصة إلا وإستغلوها للنيل منها فقد جاءتهم (الكورونا) تسعى على طبق من ذهب وطفقوا يتساءلون عن الإجراءات الإحترازية التي إتخذتها الدولة وتوفر المعينات الطبية التي تساعد في درء الخطر وهم يعلمون تمام العلم بأنه حتى الدول الكبري تعجز وحدها عن مواجهة هذا الوباء كما أنهم يعلمون (بإنهم ما خلو لينا تعريفة) وأن الحكومة قاعدة تمشي أمورا (بالبركة) وقد إرتضت (الفلس) وهي تنفذ سياسة (عفا الله عما سلف) !
إن المتتبع لما ينشر على وسائل التواصل الإجتماعي يجد أن الغالب الأعم الذي يتم نشره يفرزه الخوف من هذا الوباء الفتاك كما إن الأمر لا يخلو من الموروث الذي أورثته لنا سيئة الذكر (الإنقاذ) والذي يقوم على قلة الثقة أو انعدامها في كل ما يصدر عن الجهات الرسمية، إضافة إلى (القوم) الذين يتخذون (كما أسلفنا) موقفاً معادياً ورافضاً ومشككاً بكل ما يصدر عن الحكومة الحالية ، وهنا لابد أن نشير إلى أن (الفجور في الخصومة والعداوة) يجب (أن تاخد راحة) والبلاد تواجه هذا الخطر العظيم وأن الموقف الوطني يتطلب (عدم التخذيل) أو (دس الكمامات) والوقوف موقف المتفرج (فالوباء ما بعرف ليهو قشة مرة) ، هذا إذا لم نعشم في التعاضد والتآزر والتكاتف لتجاوز المسألة بأقل الخسائر الممكنة (ويا ريت لو بدون) ونأمل أن تتعامل كل أجهزة الدولة بمهنية عالية وحسابات دقيقة (فالقصة ما هظار) و لا تتحمل (الدفاع بالنظر) !
كسرة :
عمرنا كولو نشتكي من رداءة معظم الواردات الصينية أهو طلعوا لينا منتج (اصلي) !
تنبيه :
أيها المواطن أحرص على النظافة واحذر الازدحام واستخدم المناديل عند العطس والسعال تجنبا لفيروس كورونا.
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد