مذاق الحـــــروف
عماد الدين عمر الحسن
emadsogra@gmail.com
لم يكن الحزب الحاكم موفقا في تصريحاته الاخيرة التي نفي فيها مسؤليته عن الضائقة المعيشية والغلاء الذي يعاني منه الناس في هذه البلاد، ولكن علي الرغم من ذلك فان مجرد اعترافه بوجود الضائقة ومعاناة الناس يعتبر في حد ذاته مرحلة وخطوة أولي علي الطريق الصحيح في علاقة الحزب بالمواطنين من عامة الشعب ، وذلك أن قناعات الحزب كانت حتي وقت قريب تستند علي أن الحزب كان له الدور الاكبر في تغير حياة الناس وانتشالهم من الفقر والعدم الي مرحلة النعيم والرفاه ، هذه القناعات هي التي قادت أحد القيادين في الحزب من قبل الي أن يصرح بأن متوسط دخل الفرد في السودان يقارب الالفين من الدولارات ، وهي ذاتها التي قادت غيره قبل ذلك لأن يقول ان الناس في السودان ما كانوا يعرفون الصابون ولا الكهرباء قبل أن يفتح الله عليهم بالانقاذ .
تبقي الخطوة مهمة علي كل حال خاصة إذا أعقبتها خطوات اخري تعمل علي تقريب المسافات بين الحزب ومنسوبيه من ناحية – وبين باقي الشعب من ناحية اخري ، إذ أن هناك اعتقادالا بأس به يقول أن التصنيف يفرق بين الطائفتين من عدة أوجهويمكن بكل سهولةالتمييز بينهما ، والحزب علي ذلك هو المطالب بالنزول الي حيث يوجد الشعب لأن هذا الاخير لا يستطيع الصعود الي حيث يوجد الحزب ، وله في ذلك ان يبحث عن الوسائل التي يمكنه استغلالها . وعلي سبيل المثال فقد كانت حركة الاحتجاجات الاخيرة التي شهدتها الخرطوم وبعض المدن الاخري ، والمظاهرات المتفرقة علي زيادة الاسعار الاخيرة كانت فرصة جيدة يمكن استغلالها بواسطة الحزب لهذا الغرض ، فالملاحظ أن الذين خرجوا في تلك المظاهرات لم يطالبوا باسقاط نظام ، ولا بتغير حكومة – بل انحصرت كل هتافاتهم في الاعتراض علي الغلاء واقتصرت مطالبهم في القضاء علي الفساد ، وقد علا من بين الشعارات التي رفعت خلال الاحتجاجات هتاف ( ضد الحرامية ) .
نقول ، لو أن المؤتمر الوطني التقط القفاز وتبني هذه الشعارات المرفوعةمن قبل المحتجين وتقدم بها الصفوف– حتي لو كان ذلك عبر مشاركة بعض قواعده في التحركات – لحقق بذلك عددا من الاهداف ،أهمها تقريب المسافة الي حد كبير بينه وبين عامة الشعبوإشعارهم بأنه يحس بنبضهم ولا يعيش في جزر معزولة كما يعتقدون ، كما أن مثل هذه المشاركة من شأنها أن تحبطأي مخطط يهدف لاستغلال مثل هذه الاحتجاجات وإخراجها من أهدافها ، وقبل ذلك كله كان سيسقط في أيدي من يتهمونه بالفساد بشكل مستمر ويرد علميا بأننا قبلكم ضد الفساد و ( ضد الحرامية ) .
نعود لما افتتحنا به المقال ونقول أن التصريحات بعدم المسؤلية عن الضائقة المعيشية والغلاء – رغم الناحية الايجابية التي ذكرناها عنها – لكنها تبقي تصريحات تفتقر الي الشجاعة في تحمل المسؤولية ، حيث يبدأ تصحيح كل خطأ بالاعتراف به ، والمعروف للحزب قبل غيره أن بعض سياسات الحكومة والحزب هي التي قادت الي ما وصل اليه الحال ، رغم قناعتنا الكاملة بوجود أسباب اخري.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوا التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
https://apkpure.com/ar/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/net.koorasudan.app
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
http://apk-dl.com/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app
لم يكن الحزب الحاكم موفقا في تصريحاته الاخيرة
ومتى ( كان الحزب الكاضب) منذ ماقبل إنقلابهم
الكذب ديدنهم من تاريخ ظهورهم أيّام البنا والهضيبي