صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عضوية المريخ… كهف العجائب (٣)

128

أكبر جريمة في تأريخ العضوية في السنوات الأخيرة

عشر سنوات من الحديث عن حوسبة العضوية والمحصلة صفر

أعضاء مجلس الشرف يدعمون بالمليارات ولا يحملون عضوية النادي

عشرات من المغادرين لمجالس الإدارات لايحرصون على أماكنهم بالجمعية العمومية

– أبوعاقله أماسا
مجمل التناقضات التي تحتويها ملفات العضوية بنادي المريخ وعبر حصيلة ممارسة إمتدت لما يقارب القرن هو دليل كبير ومزعج ومفزع في آن واحد على فشل مجتمع المريخ في الإتفاق على الحد الأدنى من الثوابت داخل هذا النادي، فهم يختلفون على كل شيء.. حتى النقاط التي تجاوزها العالم الخارجي منذ عقود طويلة.. ولم يأت مجلس إدارة في الثلاث عقود الأخيرة لم يهتم بأمر العضوية، ولكن.. كل بما يؤمن له البقاء من إستجلاب واحتكار.
* سنوات من الحوسبة
– في الفترة التي شهدت إزدهار واستقرار الأوضاع المالية بنادي المريخ، انطلقت مبادرات كبيرة جداً من حيث الأفكار، ومن ضمن تلك المشروعات تصدى عدد من الشباب المتعلمين والمتخصصين في تقنية المعلومات لمشروع حوسبة نادي المريخ، وكان عصب المشروع يهدف إلى أن يودع المريخ النظام الإداري البيروقراطي والتقيلدي في استخدام الأوراق والمستندات إلا في الأمور التي تستحق، وكان واحدة من المجالات المستهدفة بالحوسبة هي عضوية النادي، وقد جلسنا مراراً مع أولئك الشباب واستمعنا إليهم يتحدثون في الأمر بحماس منقطع النظير واستعداد بعض المبرمجين منهم لتصميم برنامج خاص بالعضوية، وبرنامج آخر محاسبي يسهل من الأداء المالي، إضافة لنظام الأرشفة الإلكترونية من خلال غرفة خاصة أنشئت داخل النادي وفي مكان مميز جداً، وبدأت الأجهزة تنساب وتتدفق من الخيرين وأبناء النادي كمعينات للعمل، ولكن ما حدث بالفعل أن العراقيل قد وضعت أمام لجان الحوسبة لأن نجاحها كان يعني أن تندحر عصابات المافيا الناشطة في العضوية من سماسرة وغيرهم، ويعني كذلك أن يفلت الأمر من أيدي بعض الإداريين الذين يتحكمون في خيوط اللعبة ويحددون نجاح أو فشل الجمعيات العمومية.. وهم حجر العثرة الأكبر أمام أي فكرة لتطوير عضوية نادي المريخ..
* كل مساعي الحوسبة باءت بالفشل
– كما يحدث لكل مشروعات المريخ الطموحة، وضعت العراقيل أمام فكرة حوسبة العضوية وتثبيت سجلاتها في النادي، وأمام أية محاولات لتحرير العضوية وجعلها تنطلق لتصبح مثل عضويات الأندية المصرية على سبيل المثال، وظل  المريخ حبيس فكرة ضيقة للنادي، يكتفي بفريق كرة قدم ومجموعة من الرواد يتجمعون مساء للعب الدومنة والكوتشينة، وكانت هنالك محاولات متفرقة وخجولة لحوسبة ملفات العضوية وأرشفتها بوسائل حديثة ومواكبة وفي عهود مختلفة.. وكلها باءت بالفشل الذريع..!
* أكبر جريمة عضوية مؤخراً
– رغم إتفاق الناس على اختلاف مواقفهم في المريخ، إتفقوا على محاربة الممارسات السالبة ولو من ناحية نظرية ومبدئية، ومع ذلك كانت هنالك جرائم ترتكب في هذه القطاعات، لم تتوقف عند الإستجلاب والسداد من المديونيات.. وكانت أكبر جريمة ارتكبت في عصرنا ما اقترفه عضو مجلس الوفاق عمار باشري، وهو من عناصر المؤتمر الوطني التي كان النظام البائد يحشرها حشراً في مجالس الإدارات، وقد استولى المذكور عدداً من دفاتر الأرانيك والإيصالات مع كشوفات العضوية وجهاز الكمبيوتر الخاص بلجنة العضوية وأخذهم معه إلى مكان ما لم نعرفه حتى الآن، وهو من الأسباب الرئيسية التي صنعت الإرتباك الذي عايشناه في الجمعيات الأخيرة.. خاصة جمعية النظام الأساسي.
* الفشل في ملاحقة باشري
– فشلت كل المساعي التي بذلت في سبيل إسترداد متعلقات العضوية التي استولى عليها عضو مجلس الوفاق عمار باشري، ولم ينجح أحد في التواصل معه بعد سقوط حكومة الإنقاذ، وبالتالي فإن الضرر الذي ألحقه باشري بالمريخ أكبر من أي فوائد تحققت من وراء تعيينه، فضلاً عن أنه لم تكن لديه أنشطة وإرتباطات بالمجتمع المريخي ولا مساهمات من أي نوع، غير أن عضوية الحزب الحاكم في النظام البائد كانت تشعر بالعقدة والغيرة وأحياناً الحسد تجاه تجربة جمال الوالي مع النادي والنجاح الذي حققه.. لذلك كان دخول النادي حلماً لمنتسبي المؤتمر الوطني..
* محاولة الفاتح عزالدين الأولى
– في منتصف التسعينات كان قطب المؤتمر الوطني ورئيس المجلس الوطني لاحقاً الفاتح عزالدين رئيساً لمنظمة شباب الوطن، وسجلت الوقائع التأريخية أنه تقدم بطلب لمجلس المريخ لضم كل عضوية منظمة شباب الوطن إلى عضوية نادي المريخ، وقد إصطدم الطلب بجبهة معارضة عنيفة داخل المجلس قادها محمد الياس محجوب..ولكنها كانت المحاولة الأولى التي كررها باشري ولكنها لم تكتمل..
* عضوية هلالاب الإتحاد
– من ضمن الخروقات الفضائحية التي شهدتها ملفات العضوية أن لجنة العضوية الحالية إكتشفت وجود أسماء كبيرة ضمن عضوية النادي.. ولكنها معروفة بالإنتماء لنادي الهلال ومعروفة أيضاً بأنها من قيادات الإتحاد العام ومن وراء هذه المعلومات كثير من التفاصيل قد يكون من أهمها أن عوض الجيد سليمان رئيس لجنة سحب الثقة كان هو المقرر للجنة العضوية التي شهدت هذه الواقعة، ما يعني أنه كان على علم بها أو تقع على عاتقه ومسؤولياته مباشرة دون غيره.
* أسماء كبيرة غائبة عن كشوفات العضوية
– معظم أعضاء مجالس الإدارات الذين يغادرون مناصبهم لايهتموا بإستدامة العضوية وسداد الإشتراكات، ويتنازلون بسهولة عن حقوقهم كأعضاء في جمعية المريخ العمومية، وعن حقوقهم في ممارسة الحق الديمقراطي في المناقشة والإختيار بناء على الخبرات التي اكتسبوها من خلال دورات عملوا فيها كأعضاء في مجالس الإدارات، وأبرزهم من الأحياء اللواء ماهل أبوجنة.. وعصام الحاج الذي انقطع عن نادي المريخ منذ مغادرته في نهاية التسعينات ولم يعد إلا في خواتيم عهد جمال الوالي، وكذلك حسن عبدالسلام وعادل محمد عثمان والفريق عبدالله حسن عيسى وبعض من أسماء الرموز.. لم يحرصوا على استدامة أسمائهم ضمن قوائم عضوية النادي، مع العلم بأن وجودهم يضفي الهيبة على الممارسة ويمنح التظاهرة حقها من الزخم ويسهم كذلك في نقل الخبرات من جيل إلى آخر وهو المفقود.
* غير أعضاء ويدعمون بالمليارات
– من التناقضات الغريبة أن عدداً من أسماء الذين أسهموا في مسيرة نادي المريخ بالمليارات، وهم أقطاب غير موجودين في كشوفات العضوية، وعلى رأس أولئك مجلس الشرف الذي انتقاه عصام الحاج وكانوا يدعمون النادي بعشرين مليونا على الأقل شهرياً، والعشرات من رواد المقصورة الماسية.. كلهم ساهموا في مسيرة الناجي بالمليارات وبخلت عليهم مجالس الإدارات بعضوية رسومها كانت عشر جنيهات في الشهر..
       …… نعود لنواصل

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد