عشرة أيام فصلت بين لقاء الأمس و اللقاء الذي سبقه.. كانت كافية جداً لتلتقط الفرقة الحمراء أنفاسها المتلاحقة جرآء الضغط الكبير للمباريات المتتالية في جدول الدوري.
الفسحة الزمنية المذكورة منحت الجهاز الفني (الجديد) فرصة ممتازة للتعرُف أكثر علي مقدرات النجوم و امكانياتهم الفنية و البدء في التعود علي الملاعب السودانية ذات الخصوصية المتفردة علي ما سواها.
نجوم المريخ كانوا في الموعد تماماً.. و ساعدوا مدربهم في الظهور بروح مختلفة و أداء مغاير للذي ودعوا به (كيغان) الذي يستحق هو و طاقمه المعاون الشكر علي ظهور الفريق بلياقة بدنية عالية.
المريخ دخل لأجواء اللقاء علي الرسم التكتيكي المرّن (4:2:3:1) بتغييرات عديدة في التشكيل الرئيسي عبر عودة الكابيتانو أمير كمال للتواجد برفقة نمر في الخط الخلفي و ظهور احمد آدم (بيبو) ـ أساسياً ـ بعد غياب لــ15 مباراة توالياً.
علي الجانب الآخر فقد دخل العرباوية المباراة بتكتيك (4:5:1) بتكثيف التواجد في خط الوسط و محاولة الضغط علي لاعبي المريخ لمنعهم من بناء الهجمات و هو الأمر الذي نجح فيه فتية السوكرتا في أغلب فترات اللقاء الذي انحصرت فيه الكرة في وسط الملعب تحت ضغط لاعبي حي العرب الذين مارسوا عنفاً شديداً علي حامل الكرة وسط تهاون غريب من حكم اللقاء.
البلدوزر ريشموند افتتح التسجيل بعد أن انبري لتسديد ضربة الجزاء المرتكبة مع التش الذي تلاعب بدفاع أبناء الشرق.. و مع بدايات الشوط الثاني منح ريشموند زميله السماني كرةً علي طبق من ذهب لم يتوان الأخير من وضعها هدفاً في الشباك الزرقاء كهدف ثالث له هذا الموسم في بطولة الممتاز.
بعد الهدف الثاني انخفض رتم الأداء الأحمر لتنحصر الكرة في منتصف الملعب و تختفي تهديدات المريخ لمرمي المضيف ما خلا تسديدتين فقط بداخل حدود المرمي أتيتا بعد هدف التش الرائع في الدقيقة 88 من عمر اللقاء.
حي العرب هدد المرمي الأحمر كثيراً في الشوط الثاني.. حيث سدد الفريق 6 مرات نحو المرمي كانت خمس تسديدات منها بداخل حدود مرمي أبو عشرين الذي أحسن الزود عن مرماه ببسالة و قوة لينال الكلين شيت في ختام اللقاء (الثامن له خلال الموسم الحالي).
عموماً.. فالنتيجة أكثر من رائعة بعد أن أعادت الفريق لموقعه الصداري بفوزٍ كبير في ملعب صعب وسط الظروف التي تحيط بالفريق من تغيير في الأجهزة الفنية.
نبضات متفرقة
طالعت بياناً لرابطة محبي المريخ في البحر الأحمر يُفسر الوضع الغريب الذي وضعتهم فيه قيادة البعثة!!
قيادة البعثة اختارت فندقاً أكثر تكلفة من الفندق الذي حجزته الرابطة لاقامة البعثة!!
مريخاب البحر الأحمر المخلصين تعرّضوا لصدمة من هذا الموقف الغريب (و الغير مستغرب من مجلس الفشل).
كل القصة ترتكز حول نية الرابطة في تكريم الدكتور مزمل بين شوطيّ اللقاء و هو الأمر الذي لم يرض أولئك النفر فإختاروا معاقبة جمهور كامل تصدي لخدمة معشوقه بكل تفاني و اخلاص.
بعض أعضاء المجلس يكرهون مزمل أكثر من حبهم للمريخ!!
شخصياً.. كنت استبعد هذه الفرضية.. حتي و انا اتابع اهمال المجلس لموضوع فوز الفريق بدوري 2018 و تعاملهم البارد مع هذا الأمر.. و للأسف فقد تأكدت لي هذه الكراهية بما حدث في مدينة بورتسودان.
أعضاء الرابطة اضطروا لدفع 70 مليون لادارة الفندق التي حاسبتهم علي حجز يوم كامل بالاضافة لوجبة العشاء التي تم اعدادها سلفاً.
قيادة البعثة رفضت ركوب البص السياحي الفاخر و أصرّوا علي امتطاء سيارات الفندق!!
المدير الفني امين المسلمي أعلن مبكراً مسئوليته الفنية عن اللقاء و يستحق الثناء للظهور الجيد في أول المواجهات.
أكثر ما لفت نظري هو الشجاعة العالية التي دخل بها المسلمي اللقاء بعدم التقوقع الدفاعي أو الانكفاء في منتصف الملعب الخاص بنا.. و قد ظهر هذا جلياً في تشكيلته ذات النزعة الهجومية بوجود لاعبين اصحاب نزعة هجومية كـ(التكت ـ التش ـ السماني ـ سفيان) في خط الوسط.. مع وجود لاعب واحد ذو نزعة دفاعية (ضياء الدين) الذي استبدله المسلمي بدون أن يدفع بلاعب وسط متأخر بديلاً عنه.
المسلمي.. كراعو خضراء.. فمنذ دخوله لعالمنا و الافراح تتري يمنةً و يساراً.
نتمني له التوفيق في هذه التجربة الكبيرة.. و نتمني أن لا يتم تقييمه سلباً او ايجاباً قبل مرور فترة كافية للحكم عليه ليتمكن من وضع بصمته بهدوء بعيداً عن الضغط الانفعالي.
البلدوزر ريشموند واصل التهديف في الظهور الثاني توالياً له.. و نتمني أن يتمكن هداف الممتاز الريح من اكمال التعافي للتواجد برفقة هذا النجم المهول القدرات و الذي ننتظر منه الكثير و المثير.
المريخ سدد 9 كرات كانت 4 منها بداخل حدود المرمي.. و حي العرب سدد 11 تسديدة 6 منها أبعدها أبو عشرين عن مرماه.
المريخ نال 4 ركنيات (كلها في الشوط الأول).. و حاز العرباوية 6 ركنيات (2 في الشوط الأول و 4 في الشوط الثاني).
الزعيم قفز للصدارة برصيد 44 نقطة و بفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه.
تبقت للمريخ مبارتين فقط خارج العاصمة (الشرطة القضارف ـ الفلّاح عطبرة).. بينما تبقت للهلال 7 مباريات ولائية (اهلي شندي ـ هلال الابيض ـ مريخ الفاشر ـ هلال الفاشر ـ حي الوادي نيالا ـ حي العرب بورتسودان ـ هلال كادوقلي).
المؤكد هو أن الهلال سيعاني الأمرّين أمام هذه الأندية و ما لم يتدخل الدعم التحكيمي فلن يفلح في الفوز عليها.
مباراة الزعيم القادمة يوم 1/3 أمام مريخ الفاشر الذي قفز للمركز الثالث علي روليت الدوري.