بالأمس.. و خلال مخاطبته لجمع اعلامي.. كرر رئيس الاتحاد العام نفس حديثه السابق حول منع اللاعب بكري المدينة من الانضمام لكتيبة المنتخب الوطني.
شداد.. من قبل.. و خلال لقاء تلفزيوني موثق ذكر بأن اللاعب بكري المدينة لن يعود للمنتخب الوطني (مدي الحياة) طالما بقي هو علي سُدة قيادته!!
كلام غريب و عجيب.. إذ ما علاقة بقاء شداد في قيادة الاتحاد العام بإختيار لاعب (سوداني الجنسية و خاضع لكل مواد الدستور السوداني الذي منحه حقوقه كاملة)؟!
ما هي علاقة ديكتاتور الاتحاد العام بإختيار اللاعبين في ظل وجود لجنة فنية تملك الحق الأصيل في اختيار اللاعبين؟!!
و تحت أي قانون أباح عنترة لنفسه أن يحجب مواطن سوداني من أداء واجب الوطن عليه؟!
هل المنتخب الوطني ملك لشداد؟ و هل أصبح ديكتاتور الاتحاد العام أعلي من الدستور الذي يمنح اللاعب كامل الحقوق بدون حجر أو اقصاء؟!!
ديكتاتور الاتحاد تدخل في صميم عمل اللجنة الفنية التي تمتلك حقاً (قانونيا) بنص (لائحة المنتخبات الوطنية) ـ الفصل الثاني ـ تكوين سجلات المنتخبات الوطنية:
5ـ1/ يتكون المنتخب من اللاعبين الذين يتم اختيارهم بواسطة اللجنة الفنية.
المادة (5/1) لم تقُل اللاعبين الذين يختارهم شداد أو يتدخل في اختيارهم شداد.. بل منحت الحق ـ فقط ـ للجنة المنتخبات الوطنية التابعة للاتحاد العام.
هذا الاختصاص.. نالته اللجنة من نفس اللائحة في الفصل الثالث ـ تكوين و اختصاصات لجنة المنتخبات الوطنية ـ في البند (٩) و الذي ينص علي:
(تختص لجنة المنتخبات الوطنية بالآتي:
ب/ اختيار اللاعبين وفق الاسس التي تضعها اللجنة و أي ضوابط أخري لا تتعارض مع هذه اللائحة و أي موجهات أو لوائح يصدرها مجلس الادارة).
فهل أصدّر (مجلس الادارة) أي موجهات أو لوائح تمنع اللاعب بكري المدينة من الانضمام للمنتخب؟ أم أن شداد يتغول علي سلطات مجلس الادارة كما تغول من قبل علي صلاحيات لجنة المنتخبات الوطنية؟!
و تري.. كيف ستكون ردة فعل أعضاء لجنة المنتخبات الوطنية التي صرّح بعض منسوبوها (قبل أيام) بنيتهم في استدعاء اللاعب للمنتخب الوطني؟!
هل ستمارس اللجنة حقوقها المنصوص عليها في اللائحة أم تنحني أمام العاصفة الشدادية التي تستهدف اللاعب لعامين توالياً؟!
هل ستقبل اللجنة الوصاية علي عملها و تحرم الوطن و المنتخب الوطني من أفضل موهبة كروية في العقد الأخير بحثاً عن ارضاء شداد و تحاشياً لاغضابه و هو الذي خرج للعالم بتصريح مفاده بأن اللاعب لن يعود للمنتخب الوطني مدي الحياة و طوال فترة بقاء شداد رئيساً للاتحاد؟!
هل ستسمح اللجنة للقرارات الشخصية أن تصبح معياراً للاختيار للمنتخب الوطني و تدوس علي اللائحة التي تُنظم عملها و التي استمدت نصوصها من مجلس الادارة و ليس من الرئيس منفرداً؟!
و حتي متي سيصمت مجلس ادارة الاتحاد العام علي هذه السطوة الشدادية و الديكتاتورية المدمرة للرياضة و لمستقبل اللاعبين؟!
ألا يعلم أعضاء مجلس الادارة مدي حوجة المنتخب الوطني الفنية للاعب في حجم و موهبة و خبرات بكري المدينة؟
أيهما أهم عند المجلس.. ارضاء الرئيس.. أم مصلحة الوطن و حوجة المنتخب المآسة لجهود اللاعب قبل التصفيات المهمة التي تنتظره قريباً؟
هل سيضحي مجلس الادارة.. و أعضاء لجنة المنتخبات بحلم وجود السودان في النهائيات مقابل تمرير قرار أرعن لا سند قانوني له غير التشفي في لاعبٍ أخطأ و تمت محاسبته و نال عقوبته بالكامل؟
يقيني أن المجلس و اللجنة سيقفان الآن أمام مفترق طرق لا مكان فيه للموقف الضبابي.. و أن كل أهل السودان يناظرون ردة فعلهم لتحديد هل نحن في عهد المؤسسية و التطوير فعلاً أم أننا ما زلنا في العصور الحجرية ذات السمات الديكتاتورية الكريهة.
و إنا لمنتظرون.
نبضات متفرقة
ما زلنا موضع تندُر في المجالس الخاصة لمتابعي الدوري العماني الذين هالهم خطاب الاتحاد السوداني في الردّ علي تعميم عقوبة بكري المدينة.
أخيراً.. فقد انتهت حلقات مسلسل قانونية مشاركة المهاجم ريشموند.
شكراً لادارة الخرطوم الوطني.. النادي الذي يمتلك علاقات متميزة و أزلية مع زعيم أندية السودان.
نتمني أن يكون ريشموند من ضمن خيارات مباراة الغد أمام هلال الفاشر بإذن الله.
ما زلنا في انتظار مدرب بقامة المريخ.. من ناحية السيرة الذاتية أو التأهيل الفني.
بعد مرور أسبوعين فقط من المنافسة.. عادت لجنة الخرمجة للتعديل في البرمجة بسبب اعداد المنتخب الوطني (المعلوم للكافة سلفاً)!!
التعديلات الاخيرة شملت مباريات المريخ و الهلال فقط بحجة أن الاندية الاخري لن تتأثر بتجميع المنتخب!
بالأمس فات علينا أن نهني الاخوة في العرضة شمال بالعيد التسعين لميلاد الصفر الدولي العتيق.
تسعون عاماً مرّت بدون أي انجاز يُذكر للنادي الهرِم.
تسعة عقود من الاصفار كاملة الدسم و الطيران الدولي الثابت كل موسم.