مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
لم يكن الحقل الصحي استثناءا علي العديد من المجالات المختلفة التي شملتها موجة الغلاء الاخيرة والطفرة الكبيرة في الأسعار ، حيث ارتفعت قيمة بند العلاج للمرضي في كل مراحلها ابتداءا من مرحلة مقابلة الطبيب مرورا بمرحلة الفحوصات المعملية وانتهاءا بمرحلة صرف الدواء .
وتكمن خطورة ارتفاع الاسعار في هذا الحقل أن الذي يمثل دور المستهلك فيه هو المريض الذي لا يملك من الخيارات ما يجعله يتحكم في تاريخ ووقت استفادته من الخدمة أو السلعة التي يريدها ، ولا يملك كذلك إلا الإذعان لما يحدده له مقدم الخدمة من أسعار سواء في قيمة كشف الطبيب أوفحص معملي أو سعر الدواء ، فالتعامل مع الأطباء لا يخضع في العادة لأي نوع من أنواع المفاصلة التي تحدث بين الطرفين في أي نوع من أنواع المعاملات بين الناس ، وكذلك الحال مع الصيدليات حيث يدفع المريض مرغما قيمة الروشتة – دون أن يسأل عن سبب فرق السعر بين صيدلية واخري ، ودون أن يخبر الصيدلي بأنه اشتري نفس الدواء قبل أقل من اسبوعين بسعر يقل بكثير من الذي يشتري به الان – كما يفعل ذلك بالمحال التي تبيعه سلعا تجارية اخري .
العلاقة مباشرة وشديدة الوضوح بين مدخلات إنتاج الدواء الذي ينتج محليا أو سعر ذلك الذي يتم استيراده من الخارج وبين أسعار الدولار في السوق الموازي مما يجعل ارتفاع سعر الدواء منطقيا بعض الشئ ، وكذا الحال مع المواد التي تستخدم في المختبرات الطبية – لكن لا علاقة مباشرة بين ذلك وبين ارتفاع قيمة الكشف ومقابلة الطبيب إلا ما يدفع به الأطباء من أسباب تتعلق بارتفاع تكلفة المعيشة بشكل عام . غير انه لايوجد تناسب بأي حال بين ارتفاع تكلفة المعيشة وبين قيمة الكشف لبعض الاطباء والتي اصبحت تتراوح بين الخمسمأئة والالف جنيه في بعض الحالات ، فاذا علمت – عزيزي القارئ – أن بعض عيادات الاطباء تستقبل مابين الثلاثين الي الاربعين مريضا في اليوم وقمت بإجراء عملية حسابية صغيرة بضرب هذا العدد من المرضي في قيمة الكشف للمريض الواحد ستعرف بكل سهولة أن أي ارتفاع في تكلفة المعيشة لن يقوي علي الصمود فيوجه هذه الأرقام .
نحن لا نحسد هؤلاء علي أرزاق يسوقها الله رغدا اليهم، ولن نتهم أحدا بالجشع والمتاجرة في أسقام الناس ، ولكن فقط نناشدهم ألا يبالغوا في تحديد قيمة الدخول اليهم وأن يراعوا حال المرضي وظروفهم الاقتصادية الصعبة التي ربما كانت أقوي أسباب الكثير من أمراضهم والتي تتعلق بنقص وسوء التغذية جراء أوضاعه المادية المتدنية .
بعض كبار الأطباء يبررون لذلك بأن المريض الذي لا يملك ثمن مقابلتهم يمكنه الذهاب الي المستشفيات الحكومية ليعاينه هناك صغار الاطباء من مراحل الامتياز وغيرهم ، وهم بذلك يحرمون الفقراء من خبراتهم التي نالها اكثرهم علي حساب هؤلاء الفقراء انفسهم وتعلموا علي حسابهم في جامعات كانت تدعمها الدولة بالكامل حتي تاريخ قريب .
لا نعلم مدي امكانية تدخل الدولة ممثلة في وزارة الصحة ومحاولة تحديد فئات معقولة للدخول الي عيادات كبار الاطباء ، ولكن نتمني علي الاقل أن تلزم الوزارة كبار الأطباء العاملين لديها بالتواجد لفترات أطول بالمستشفيات الحكومية لمعاينة الفقراء من المرضي الذين يترددون عليها .
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app