في افريقيا كل شئ جائز..
الاسماك.. تتفوق علي (التماسيح والصقور)..!!
السودان.. رغم اي شئ.. فشل في كل شئ..!!
منتخب الرأس الاخضر يفاجئ الجميع ويتأهل للمونديال علي حساب الكاميرون..!!
تعدادهم اكثر من نصف مليون نسمة لكنهم أمنوا بالهدف ونجحوا في تحقيقه..!!
الحسابات والارقام تكشف حقيقة مجموعة اللئام..!!
إعداد – محمد كامل سعيد
تمكن منتخب الراس الاخضر (كابو فيردي) من تحقيق انجاز كروي كبير يعد هو الاول نوعه في كرة القدم ذلك بعد ما اعلن تاهله بجدارة الي نهائيات بطولة كأس العالم المقبلة المقررة في امريكا وكندا والمكسيك 2026..
عبر منتخب الراس الاخضر للمونديال القادم باستحقاق ليؤكد لكل العالم وبشكل عملي ان كرة القدم لا تحتاج الا الي الاجتهاد والتخطيط والمثابرة بعيدا عن ما حدث ويحدث عندنا في السودان.. اي ان العملية لا تحتاج الي تاريخ مديد او بطولات زائفة او اسماء رنانة.. اذ ان منتخب الراس الاخضر لم يتمكن حتي الان من تحقيق حلم الفوز بلقب بطولة الامم الافريقية في اشارة عملية اكدت ان العمل والاجتهاد والرغبة والايمان بالهدف المراد الوصول اليه مع الثقة واليقين الكامل بان من سار على الدرب وصل.. تظل تلك من اهم الادوات الاساسية والثابتة لتحقيق اي نجاح او تفوق في اي عمل اداري.. العمل الاداري الذي يعتبر تكليفي وليس تشريفي كما يظن الجهلاء عندنا في السودان..!!
(كورة سودانية) ستحاول في السطور التالية تناول ذلك الانجاز التاريخي لمنتخب الراس الاخضر.. وتقارنه بما يحدث عندنا في السودان من فوضي وارتجال وعدم وطنية وانانية وجهل وجوع ثابت ومتكرر بين الدخلاء علي المقاعد القيادية سواء في الرياضة وكرة القدم او غيرها من المواقع القيادي السياسية والفنية والاجتماعية.. فالي المحصلة المثيرة:
*في افريقيا.. كل شئ جائز:*
كانت افريقيا تُصنّف في كل العالم حتي وقت قريب بانها القارة الاكثر فقرا من بين جميع القارات.. حيث يتفشي فيها الجوع والمرض والجهل الذي يتسبب في التراجع والتواضع والانهيار الذي يحث لشعوبها في كل شئ.. لكن مع مرور الزمن وتمدد التطور في كل شئ.. بدأت القارة السمراء في التعافي واستفادت الكثير من البلدان بالتقنيات الحديثة المتطورة في كل شئ.. وعمليا فقد نجحت العديد من دول القارة في الاستفادة من التطور الذي حدثت في كل العالم وتقدمت بشتي الطرق سواء عن طريق الاستعانة بالخبرات الاجنبية او تطوير التقنيات الحديثة.. لكن في ذات الوقت نتابع العديد من الدول بالقارة السمراء لا تزال تستسلم للواقع البائس الذي وجدت نفسها فيها حيث لم تغادر محيط الجهل والجوع والمرض الذي سكن في كل مكان فيها.. وفرض نفسه الاقتصاد الصحة التعليم .. و.. و.. و.. الخ
المشكلة الحقيقية التي نعايشها كافارقة تؤكد ان كل شئ يظل ممكنا ومتاحا وجائز الحدوث في هذه القارة الغريبة العجيبة التي حباها المولي عز وجل بجينات خاصة ومختلفة عن بقية الشعوب المنتشرة في كل بلدان القارات الاخري..!!
*اتحاد جزر القمر تأسس عام 1982م..!!*
منتخب الراس الاخضر (كابو فيردي) تاهل بجدارة الي نهائيات المونديال بعد مسيرة ناجحة ونتائج متميزة حيث حقق انتصارات باهرة في التصفيات الافريقية المؤهلة الي نهائيات كاس العالم.. مع الاشارة المهمة هنا الي ان اتحاد كرة القدم في الرأس الاخضر تأسس عام 1982.. اي والله قبل 43 سنة فقط (تصوروا) وشارك منتخبها في كأس الامم الافريقية اربع مرات فقط بداية من عام 2013..!!
وتعتبر ابرز انجازات منتخب الراس الاخضر في بطولة الامم الافريقية (الكان) هي وصوله الي الدور ربع النهائي خلال البطولة الماضية..!!
*نتائج باهرة ومشرفة.. وتأهل بجدارة للمونديال:*
لعب منتخب جزر القمر في التصفيات الحالية ضمن المجموعة الرابعة.. وتمكن من جمع (23) نقطة من عشر مباريات لعبها بنظام الذهاب والاياب.. وحقق سبعة انتصارات.. وتعادل في مباراتين.. وخسر مرة واحدة.. وسجل لاعبوه 15 هدفاً واستقبل مرماه سبعة اهداف.. ولعل الشئ الذي سيعتز به كل مواطن من جزر الراس الاخضر ويفاخر به يتمثل في حقيقة ان منتخب بلادهم تأهل لاول مرة الي نهائيات المونديال علي حساب منتخب كبير جدا له اسمه وتاريخه هو منتخب الكاميرون الذي اكتفي بالجلوس في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة برصيد (19) نقطة بينما جاء المنتخب الليبي الشقيق في المركز الثالث بالمجموعة وربما يلعب الكاميرون الملحق..!!
*(الاسماك) تتفوق بجدارة علي (التماسيح)..!!*
لعل من سخرية القدر ان منتخب الرأس الاخضر الذي ينطق باللغة البرتغالية (كابو فيردي) يلقب (باسماك القرش).. في اشارة مياشرة الي ان الدولة هي في الاصل عبارة عن جزر صغيرة تتواجد في المحيط الاطلسي.. وعاصمتها (برايا) لذلك اطلق علي منتخب البلد ذلك اللقب..!!
وبالمقابل فان هنالك منتخبات اخرى في القارة السمراء يطلق عليها القاب مختلفة وعديدة علي شاكلة (التماسيح) اللي هو لقب منتخب السودان بجانب صقور الجديان.. ولعل التفوق الذي حققه منتخب الاسماك اكد به بشكل عملي ان الاسماك قد تفوقت علي (التماسيح).. والتماسيح هنا يمكن ان تفهم باكثر من معني الاول قريب.. والثاني بعيد .. وانا هنا اقصد ما اقصد تماسيح تماسيح.. صقور.. صقور..!!
*تعدادهم السكاني.. اكثر من نصف مليون نسمة..!!*
الراس الاخضر عبارة عن عشر جرز بركانية تقع في المحيط الاطلسي تسمي بالبرتغالية (كابو فيردي) يبلغ عدد سكانها حوالي 524 الف نسمة.. اي انهم اكثر من نصف مليون بقليل ومن بين العشر جزر تلك تعتمد اربعة جزر فقط علي الزراعة نسبة لقلة الامطار… ويعيش اكثر من 35 % من سكان الراس الاخضر في المناطق الريفية.. وتستورد البلاد حوالي 75% من المواد الغذائية من الخارج.. اما نسبة تواجد المسلمين في الراس الاخضر لا تزيد عن 2% من عدد السكان.. ويترأس الراس الاخضر مستر “خوسيه ماريا نفيس”..
اتحاد الكرة في الراس الاخضر تأسس عام 1982.. وتم الانضمام للاتحاد الدولي لكرة القدم في العام 1986.. وعمليا فقد ساهم الفيفا في انشاء ملاعب عشبيىة في ولاية سانتا كروز في بلدية سينتاغو لاتاحة الفرصة للشباب لمماسة كرة القدم..!!
*اعلان التأهل من العاصمة (برايا) الاثنين:*
استقبل منتخب الراس الاخضر في الجولة الاخيرة بالتصفيات الافريقية المؤهلة الي نهائيات كاس العالم علي ملعبه ووسط جماهيره في العاصمة برايا ضيفه منتخب استواتيني يوم الاثنين.. في حين لعبت اكثر من مباراة بالمجموعة الرابعة في ذات التوقيت.. وتمكن منتخب اسماك القرش من تحقيق الفوز علي ضيفه بثلاثية نظيفة سجلها كل من “دايلونويلي” و”سميدز” والمخضرم “سويبيرا” في الوقت بدل الضائع.. والاهداف الثلاثة جاءت في الشوط الثاني.. وفي ذات الوقت اكتفت الكاميرون بالتعادل السلبي مع انجولا لتحل ثانيا بالمجموعة..
*مسيرة مثيرة ومشرفة رغم البداية المتعثرة:*
مشوار ومسيرة منتخب الراس الاخضر نحو المونديال العالمي لم تكن سهلة او متاحة بل تعددت فيها المواقف الصعبة والحزينة والمفرحة.. حيث استهل منتخب (اسماك القرش) مشواره بالتعادل في ملعبهم ووسط جماهيرهم امام انجولا بدون اهداف سلبيا بالجولة الاولي لتصفيات المجموعة الرابعة..
وفي الجولة الثانية تضاعفت المعاناة عند ما خسر الراس الاخضر خارج ملعبه امام الكاميرون في ياوندي باربعة اهداف مقابل هدف..
حصول المنتخب علي نقطة وحيدة من اصل ست نقاط هي مجموع نقاط المباراتين بالجوليتن الاولي والثانية لم يحبط المدرب “بيدرو” الشهير “ببوستا” والذي يتولي امر قيادة المنتخب حيث جدد الاتحاد الثقة فيه علي الرغم من فشله في الوصول الي نهائيات الامم الافريقية.. ولذلك لم يستسلم الجهاز الفني ولا نجوم المننتخب لتلك النتائج.. واستعدوا جيدا.. وعمليا حقق الراس الاخضر بعد تلك البداية المخيبة خمسة انتصارات متتالية ابرزها واهمها كان علي الكاميرون في برايا واخرها علي استواتيني بلاثية..!!
*(15) الف مشجع اختلطت دموعهم بالفرحة داخل الاستاد:*
كان المشهد مساء يوم الاثنين الماضي مهيبا ومثيرا وتاريخيا حيث احتشد حوالي (15) الف مشجع في مدرجات الملعب الرئيسي للعاصمة برايا لمساندة وتشجيع اللاعبين في مباراتهم الحاسمة امام المنتخب الضيف استواتيني.. وعلي الرغم من ان البداية لم تكن مبشرة حيث توترت الجماهير وتشاءمت من ظهور رياح غريبة تسببت في بعض الارتباك لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي.. لكن الامور اختلفت في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل اصحاب الارض لثلاثية نثرت السعادة واختلطت دموع الفرحة بالاننتصار مع دموع التاهل الي المونديال داخل الاستاد..!!
*السودان رغم اي شئ.. فشل في كل شئ..!!*
بالعودة الي واقعنا الذي نعيشه في السودان سنجد اننا وعلي الرغم من اي شئ يتعلق بالتاريخ والامكانيات والامجاد وغير ذلك الكثير المثير الا اننا فشلنا في كل شئ.. لاننا واذا تابعنا حالنا الرياضي عامة والكروي بصورة خاصة سنقف عمليا علي واقع المأساة التي تحاصرنا من كل جانب بفعل تصرفات الدخلاء علي الرياضة وكرة القدم والذين حولوها الي ساحات معارك وانتقام وعداء شخصي وحقد وكل الصفات التي لا توجد لها اي علاقة بالرياضة عموما وكرة القدم علي وجه الخصوص..!!
اتحادنا العام لكرة القدم اتخذ اللهث خلف المناصب عنوانا بارزا لعمله دون ان يلتفت قادته واعضاءه للدور الاساسي او الرئيسي الذي جاءوا من اجله وجلسوا علي كراسي قيادة الكرة في اعرق الاتحادات الرياضية سواء في افريقيا او العالم العربي.. وبالنظر الي هذه الجزئية فاننا نجد ان اتحاد كرة القدم في جزر الراس الاخضر قد تأسس عام 1982.. فاين هي التقديرات الخاصة بالعراقة هنا.. ثم ان الراس الاخضر لم يتمكن حتي الان من احراز لقب بطولة الامم الافريقية في حين اننا في السودان اسسنا الاتحاد الافريقي وفزنا باللقب عام 1970.. فاين الريادة هنا والقيادة..؟!!
*قادة الكرة عندنا يجيدون التآمر ولا شئ سواه..!!*
المتابع للاحداث الكروية الجارية في السودان منذ سنوات يتأكد من حقيقة واحدة هي ان قادة الكرة في بلادنا وبالتحديد الجماعة الحاكمة حاليا لا يشغلون انفسهم بكل ما له علاقة بتطوير كرة القدم او تأهيل الكوادر او الاهتمام بالبنيات التحتية او تنظيم البطولات المحلية وكيفية تطويرها ولا غير ذلك من الاشياء التي يفترض انها داخل دائرة اختصاصاتهم لانهم بالجد مشغلون بالكيفية التي يتآمرون بها علي الاتحادات المحلية والاندية خاصة تلك التي لم تعلن تأييدها لهم في الجمعية العمومية الاخيرة.. اما تطوير او الاهتمام بالمنتخبات الوطنية فان تلك القصص تعتبر هامشية بالنسبة لهم بدليل الواقع البائس الذي تعيشه كرتنا السودانية بالتحديد في عهد مجموعة التدمير الحالية التي ساهمت بنسبة كبيرة جدا في التراجع والتواضع والانهيار الذي لن يتوقف عند هذا الحد بل سيكون قابلا لاحداث المزيد من التراجع والتواضع..!!
*الحقائق والارقام.. تكشف حقيقة اللئام..!!*
وهنا فان لكل من يشكك في ما قلنا خلال السطور السابقة واذا ما حاولنا تناول الانهيار الحاصل لكرتنا السودانية في عهد هذه المجموعة الفاشلة بالارقام فان تلك الارقام ستكشف حقيقة اللئام.. فالاندية والمنتخبات علي سبيل المثال تؤدي مبارياتها الدولية (قبل الحرب) خارج البلاد بسبب عدم وجود ملعب تنطبق عليه الشروط الدولية التي وضعها الفيفا والكاف.. كما ان انديتنا واتحاداتنا المحلية تعيش واقعا ماسويا يحاصرها من كل الجوانب فهي لا تجد اي اهتمام اللهم الا اذا كانت قد رهنت قرارها وسلمته لقادة الدمار.. الي الان لم نتابع بطولة منتظمة حتي من قبل اندلاع الحرب.. تلك مجرد عينة عشوائية لارقام الفشل الذي تجسد في هذه المجموعة.. وربما نعود لهذه القصة في وقت لاحق باذن الله.



