في ذكري رحيل نادر خضر : قدم (حبيبو) مسيرة غنائية حافلة بلون غنائي نادر كأسمه أستمرت لمدة (17) ربيعاً
في ذكري رحيل الفنان (نادر النادر ) :
كتب : نيازي أبوعلي
ما بذّكر اني بكيت قريب.. قالو البكا طبع الضعيف المنكسر
لكن شنوا الخلاّ الدموع جوه العيون يوم اللحد
تملاها تتفجر عيون.. دمعا غزير كان منهمر
وعشان شنو ناس البلد.. كل البلد
اتلموا زي عمل السحر .. واقفين ومستنين شنو
في كل زاوية ناس كتار من كل بيت من كل دار
زي سيل يدافر منحدر.. واقفين ومستنين شنو ؟
انا شفت واحد بالدموع بلّ الارض غرقان ودر
والتاني يتسنّد يقيف يرفع أخوهو الما قدر
حاصل شنو !
بعض أبيات مرثية نادر خضر سطرها الشاعر الفاتح حمدتو نستأذنكم للدخول بها لبوابة السرد .
(1)
لم يدرك الفتي الأسمر المبدع نادر خضر ان احياءه حفل لطلاب جامعة وادي النيل سيكون آخر حفل يحييه في مسيرة حياته الفنية وان مشيئة الأقدار سطرت له تفاصيل اليوم المشؤوم والموت المفاجئ بطريق التحدي بالقرب من مدينة شندي أثر الحادث المؤلم الذي اودي بحياته في رحلة عودته الي العاصمة الخرطوم بعد انتهاء الحفل .
(2)
قدم (حبيبو) مسيرة غنائية حافلة بلون غنائي نادر كأسمه أستمرت لمدة (17) ربيعاً منذ أحترافه للغناء في العام (1994) م وذلك عقب عودته من دولة الأمارات ووقتها كان يقدم حفلات غنائية كتب لها النجاح وذاع صيتها بامارات زايد و بعد حضوره اليها من دولة الهند والتي ذهب اليها بغرض دراسة الأقتصاد وأستقراره بوطنه السودان وأنطلاقته الفنية به .
(3)
ظل نادر خضر طوال مسيرته الفنية يقدم نصوص غنائية متفردة تسكب عبير الأمنيات وصدق المشاعر يعتبرها العشاق بمثابة موعد غرامي ويتجنبه الكثير من أصحاب الدموع القريبة والخدود الباكية الذين يالفون ويؤلفون ، بالأضافة الي تميزه عن أقرانه بطريقة اداء أجادها بجدارة بخفة الدم وادائه الراقص وابتسامته القيافة وطريقته في اختيار الأزياء التي يتقلدها في كافة المحافل مما جعل منها بأن يصبح فنان شباك في وقت من الأوقات يحضر اليها الجمهور من كل صوب وعشقها جمهور شعوب أخري مثل الاثيوبيين والأريترين عبر تواصله المستمر معهم وذهابه الي بلدانهم المجاورة للسودان واحياء حفلات جماهيرية خاصة لجمهور مختلف.
(4)
برع نادر في أختياره لأغنيات راهن عليها الكثيرون وحفظها جمهوره عن ظهر قلب كما لعب الشاعر الكبير الفاتح حمدتو دوراً كبيراً في صقل مشروع (حبيبو ) وشكلا ثنائية اسمحوا لي ان اطلق عليها ثنائية ( نفاج الروح ) وأثراءهم للساحة الغنائية بعدد مقدر من الأغنيات الناجحة ، جمل بها المبدع الراحل الأمسيات الغنائية منها (لميس) و(تاجوج) و( الدنيا بخيره) و(رجعت ليك) كما تجلوا في مدح المصطفي عليه الصلاة والسلام في مدحة (جات متأخرة) وكانت تحمل الكثير من المعاني الجمالية في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ، برغم ذلك لم يحصر (حبيبو) نفسه في التعامل مع الشاعر حمدتو رغم الثنائية الناجحة بل تعاون مع كبار الشعراء في عدد من الأعمال منهم ، التجاني حاج موسي ، د.علي كوباني ، مختاردفع الله .
(5)
الا رحم الله الفنان الراحل نادر خضر وأسكنه فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء