في ظل الجمود السياسي
زيارة قطبي الكرة السودانية لاثيوبيا …دلالات وأبعاد ..!!
تقرير : ادريس كسلاوي
شاءت الظروف والصدف أن يخوض قطبي الكرة السودانية المريخ والهلال احد جولتي ( الذهاب والاياب) في الدور الاول من دور ابطال افريقيا بالاراضي الاثيوبية وذلك عبر مواجهتهما المرتقبة خلال شهر سبتمبر المقبل امام ارتا سولار الجيبوتي وسان جورج الاثيوبي علي التوالي ..وان كانت المواجهات التي يلعبها طرفي القمة بوجه التحديد في (اثيوبيا) في ظاهرها العام امرا اعتياديا .. الا انها تتضمن ابعاد اخري خارج المستطيل الاخضر ذات تاثير دبلوماسي ينظر له اهل السياسة بعين الاعتبار نحو نافذة امل بخلق تواصل وتعاون رياضي بين البلدين مما يفتح الباب علي مصرعيه لمزيد من التواصل والتفهامات في مجالات اخري في ظل الجمود السياسي الذي يحيط بين الدولتين ..
(١)
.. إختيار مجلس ادارة المريخ استاد مدينة بحر دار الاثيوبية لمواجهة ( الاياب ) امام ارتا سولار الجيبوتي في الدور التمهيدي لدورى أبطال افريقيا ..بلا شك ان هذه الخطوة تحمل في معانيها ودلالاتها رسائل عميقة ترسخ في مفهومها السامي عن دور الرياضة في ربط وتعزيز العلاقات بين شعوب البلدان في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة السياسية بين السودان واثيوبيا فتورا وجمودا علي خلفية تداعيات ازمة ( سد النهضة ) .. ولعل قيام المواجهة في اثيوبيا ربما تلعب دورا مهما وكبيرا في ازالة الكثير من الحواجز والهواجس بين البلدين وتقريب وجهات النظر في الجانب الدبلوماسي فضلا عن عكس عمق الروابط الازلية التي تجمع الرياضيين بين البلدين التي تؤكد في مضامينها ان الرياضة ترسو أعلي مقاما فوق ما تفسده السياسة ..
(٢)
بكل تأكيد أن مواجهة ( الذهاب ) التي تجمع بين الهلال امام شقيقه سان جورج الاثيوبي بأديس ابابا لا تقلل عن سابقتها في المحتوي والمضمون في تعزيز دورها ومكانتها الدبلوماسية بين البلدين ..بل ستمضي بذات المنوال والمفاهيم الراسخة لدور الرياضة بعيدا عن حصر المواجهة حول من المتأهل الي الدور القادم من المنافسة ؟ بيد ان زيارة الناديين المتبادلة بالفعل ستسهم في خلق تواصل واهتمام علي الصعيد الدبلوماسي والشعبي والرياضي ..خاصة وأن الناديين يتمتعان بقاعدة جماهيرية كبيرة واسعة وسط ابناء الجالية بالخرطوم واديس ابابا ..وتجمع الناديين روابط مشتركة في كثير من الجوانب ..
(٣)
قال المحلل الرياضي الهادي ادم : ان الرياضه سلوك حضاري وهي تعالج ما افسدته السياسه والرياضه ترسخ لرتق النسيج الاجتماعي وتعتبر أحد الوسائل الفعاله لإحلال السلام والأمن والإستقرار مشيرا الي ان ما يحدث بيننا والجارة الاثيوبيه من اختلافات في وجهات النظر بالامكان ان تلعب الرياضه دورا كبيرا في ازالة الجليد ومحو آثاره وعودة العلاقات بين البلدين الشقيقين والشعبين الصديقين مسألة وقت فقط
واضاف الهادي : احسب أن إختيار المريخ لملعب بحر دار الإثيوبي ومقابلة الهلال لسان جورج الإثيوبي لها اثار اجتماعية كبيرة خاصة لما يتمتع به الفريقان من جمهور في إثيوبيا ..
وواصل الهادي : أعتقد جازما أن مباريات المريخ والتي اختار لها مدينة بحر دار سوف تزيل الكثير من التناقضات وتجعل العلاقات قويه وحميمه بين الشعبيين واتوقع ان يجد المريخ مساندة ومؤازرة كبيرة من ومحبي وعشاق الرياضة لهذه المدينة السياحية وأيضا كذلك مقابلة الهلال لسان جورج والتبادل الذي يحدث ذهابا وإيابا سوف يكون له أثره الإيجابي في توطئة العلاقات ..
ويري المحلل الرياضي الهادي ادم ان ما حدث سحابة صيف عابرة سواء كان من أحداث تداعيات منطقة الفشقه المفتعله بأيادي قذرة أرادت أن تصير الأمور بهذا المنحى العدائي وكذلك توترات سد النهضة نعلم تماما من يحرك هذا الملف لإثارة الفتنه بيننا واخوتنا في إثيوبيا ولذلك نأمل من خلال اللقاءات الرياضيه ان تعود المياه إلى مجارئها ويزداد التعاون بين البلدين الشقيقين ..
الفشقة ما مفتعلة بل هي عدوان حقيقي من إثيوبيا بعد أن سرق لها الإنجليز كامل إقليم بني شنقول بنيله وسكانه وعممهم وجلاليبهم وسلمته لإثيوبيا عام 1903 حسدا وحقدا واستكثارا على المسلمين