زووم
ابوعاقلة اماسا
فيلم تركي آل الشيخ..!!
* نراقب فيلماً جديداً إسمه تركي آل الشيخ، أشعل الأسافير والمغايظات بين أنصار القطبين، وكان سبباً في أن تسيل جداول من الحبر في الصحف الورقية والإلكترونية، مع آلاف التغريدات في مواقع التواصل الإجتماعي حتى بدا الأمر وكأننا نتابع مسلسلاً هندياً تضيع حلقاته الطوال ما بين نظرات البطل ومعشوقته وإيماءات الأشخاص الذين يحيطون بهم.. وعادة السودانيين تجعل مثل هذه الأشياء لا تخلص لنهايات سعيدة.. فقد وجد هذا الرجل الثري ضالته في إعلام خفيف ولفيف وأندية متعطشة، وجماهير متلهفة ومتسرعة في إطلاق الأحكام ومثله يكون ملولاً ومتعالياً يزيده الثراء دعة وتعقيداً، وتركي آل الشيخ يريد أن يحصل على (إستثمارات).. ونحن هنا نعاني في إيجاد مكان لهذه الكلمة في قوائم أعمالنا في الأندية.. ونعمل جميعاً بالمنهج السوداني الفوضوي والعفوي والتلقائي، بينما هو قادم من تجربة مع الإحتراف الحقيقي روحاً وتطبيقاً، في السعودية حيث أثمر التطور والبرامج الحاسمة عن أفضل وأقوى دوري عربي، وتركي نفسه يخوض تجربة في مصر… وما أدراك ما مصر.. وما بيننا وإخوتنا في شمال الوادي ملايين السنين الضوئية في الوعي والتنظيم في طريق الإحتراف وكرة القدم.
* معظم الذين تلقفوا الموضوع وعلقوا واهتموا، تحدثوا عن قدرات الثري السعودي وتجاهلوا كل شيء، تحدثوا عن المال ولا شيء غيره، وأنه سيدفع مليون دولار، ويتعاقد مع أفضل لاعبين، وأفضل جهاز فني، ويشيد المنشآت، مع أنه مجرد رئيس فخري وليس مجلس إدارة ولا مالك جديد لنادي الهلال بالفهم الحديث عن الملكية، وتناسوا أن واقعنا في الكرة السودانية مختلف تماماً وأن ظروفنا تفرض علينا أثرياء يستعرضوا قدراتهم المالية لفترات مختلفة قبل أن يغادروا ويتركوننا لنصطدم بالحقيقة المرة: أن القمة عندنا ماهي إلا مواعين تستغل لأغراض محددة وهي في الأصل ليست سوى (بؤر صراعات) منفرة جداً تنعدم فيها الجاذبية والمتعة..!!
* المريخ والهلال معاً سبق أن تولى رئاستهما جمال الوالي وصلاح إدريس وغيرهما، وقدموا عطاءً أدار الرؤوس، وتعاقدوا أيضاً مع نجوم أحدثوا نقلة نوعية في هذا الملف، ولكن مازالت حصيلتنا من البطولات (بيضة ديك) في دولاب المريخ، ومجتمعاتهما كما كانت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.. غارقة في الصراعات والمشاحنات.. كثيرة الكلام وقليلة العمل (جعجعة بلا طحن)..!!
* أراهن على أن الهلال لن يستفد من آل الشيخ كما يجب، وسيفاجأ الرجل بأن ٩٠% من جمهور القمة السودانية تجتهد لإشباع كراهيتها للطرف الآخر ولا أحد يظهر جهداً للتطوير وتحقيق البطولات.. وأن ذلك هو السبب الأساسي لضعف نتائج منتخباتنا وأنديتنا خارجياً، وسيفاجأ بأن الكرة السودانية تديرها عقليات من العصر الحجري.. لا تتحرر ولا تتطور..!!
حواشي
* عندما أقدم الأمير الراحل فيصل بن فهد على إكرام بعثة المريخ في إحدى زيارات الفريق للمملكة، كانت تلك محاولة منه للتعبير عن حبه للسودانيين ومكانتهم الكبيرة عنده.. ولكن.. كيف استقبل السودانيون ذلك الكرم؟
* إذا لم تتذكروا تفاصيل ما حدث أحاول أن أذكركم بمقتطفات منها.
* ضجت الصحف المحلية بذلك الخبر وسال الحبر على ورق الصحف السودانية وشد الإنتباه بنزاع إداري نشب داخل النادي كان بطله عصام الحاج عثمان.
* الإعلام المريخي إنقسم على نفسه.. فمنهم العاقل الذي تعامل مع الحدث على أساس أنه شيء طبيعي ولا يستحق الضجيج.. ومنهم من قال أن تلك الأموال من حق نادي المريخ ويجب أن تسلم إلى خزانته… وكان من بين من كتبوا من كتب بدافع الحسد أيضاً..!
* عصام الحاج الذي كان سكرتيراً للنادي وقتها صنع من الحدث جلبة لم يسبق لها مثيل، ولم يكتف بملء الصحف بالتصريحات والهجوم.. بل سافر خصيصاً لإستلام المال وإعادته للخزينة.
* المهم في ذلك أن معركة ضارية إندلعت تحت عنوان المكرمة الأميرية وكانت سبباً في ألا تقوم علاقات طيبة بين المريخ وأي من معجبيه، وكان الحدث ذاته عبرة جعلت وفود المريخ تتوارى في إبرام وتوقيع الإتفاقيات لدرجة أن النادي موقع على عشرات الإتفاقيات للتوأمة مع أندية مصرية وخليجية لم يستفد منها… كان آخرها مع النادي العربي القطري في ٢٠١٧.. وقعها رئيس النادي وقتها أسامه ونسي ولم يسأل عنها أحد ولم يسع شخص آخر لتفعيلها..!
* بعد جهود ومخاطبات ووعود ورعود معتادة من سوداكال وافق الإتحاد القطري على التكفل بعلاج النجم الأول للكرة السودانية أحمد حامد التش..!
* الحلواني تجاوز العشرة أيام في الدوحة.. ونحن على ثقة أن رجال رابطة المريخ هناك لم يتركوه لحظة.. ولكن إذا انتظرنا مجلس سوداكال أن يعالج لاعباً نكون قد جنينا على المريخ.
* إذا نجح تركي آل الشيخ في مساعيه للإستثمار في الكرة السودانية فذلك يعني أنه سيفتح الطريق أمام مستثمرين آخرين.. ولكن.. إذا فشل فسوف نلحق بفشل السياسييين في استقطاب المستثمرين في المشروعات الإقتصادية.
عاقل والله يا أماسا كلاه في الصميم الله يحفظك يا صفوه فأنت مثال للإعتدال والعقلانيه.
تصحيح (كلام في الصميم)