قبل اقالة الغرايري !

؛ شكرا اخي في الوطن و المريخ، علم الدين.. لقد كفيت و وفيت. و إن كان لي أن أدلى برأي، فلي بعض الملاحظات، يتوجب على إيضاحها:
1. بصراحه، شديده، فإن اللاعب السوداني يختلف عن لاعبي كرة القدم المحترفين في دول مثل أندية شمال أفريقيا و تنزانيا و ساحل العاج و كينيا و يوغندا و جنوب أفريقيا، و حتى إثيوبيا، و كلها دول تشجع الرياضه بقوه و تمتلك “أكاديميات لكرة القدم”، يلتحق بها الموهوبون و ذوي الرغبه القويه، و في اعمار صغيره.. و بذلك تمتلك الانديه في جميع هذه الدول و غيرها لاعبين محترفين، مؤهلين فنيا و مدربين مهنيا، و تجد العديد من هؤلاء محترفين، ليس في بلدانهم فحسب و إنما على المستوى الخارجي، في أوربا و غيرها.
2 اللاعب السوداني لا تتوفر له فرصة التأهيل على مستوى الاكاديميات، و إنما يعتمد على الموهبه فقط، و يتم تطويرها في الحواري و أندية الأحياء على أحسن تقدير.. يقضي فيها سنوات و سنوات متنقلا في ما بينها، و قد تتاح له فرصة الالتحاق بانديه المقدمه في السودان، المريخ و الهلال تحديدا، و هو في عمر متقدم. هذا اولا، ثم يصعب تطويعم حينها على أساليب اللعبه الفنيه و التكتيكيه، في اخذ “الخانه”، و التحرك بدون كره، و التغطيه الدفاعيه، و التركيز عند التهديف، و ذلك على سبيل المثال، لا الحصر.
2. و حتى لو تم توفير التدريب المهني من خلال المدربين الفنيين المحترفين، سوف تواجه الاعب السوداني بعض الصعوبات في إستيعابها و تطبيقها.. و لو إنتبه بالكامل و انصاع لتوجيهات المدرب و استوعبها، فإنك تلاحظ انه يتخلى عنها كليا في أول 10-15 دقيقه للمباراة.. و “ترجع حليمه لي قدبمها”.
3. اسوق مثلا ماثلا أمامنا الآن: فريقه الاهلي طرابلس و الشباب التنزاني، في تقديري، كلاهما افضل من المريخ و الهلال، فنيا و بدنيا و مهارات فرديه و إتباع أساليب كرة القدم الحديثه، في الدفاع و الوسط و الهجوم.. لقد تفوقنا على كليهما و تأهلنا على حسابها هذا الأسبوع، بالحظ و التوفيق و” حرارة القلب”اولا و اخيرا، لا أكثر.
4.و لذلك، نلاحظ اننا نعتمد على “التطفيش” دون تركيز، فالقصد هو إبعاد الكره عن منطقة المرمى، لتعود ثانية بسرعه و قد تكون أخطر من سابقتها التي ” توكلنا و طفشناها”.. فينهك الفريق، و يفقد لياقته و تركيزه.
5. تنعدم في انديتنا الاداره الاحترافيه.. و نعتمد على ” الشلليات” في إدارة الانديه، مع الاعتماد المالي على “افراد”، و ليس على برامج و قروض و إستثمارات مدروسه.. و بالنتيجه، يتحكم في انديتنا اشخاص لا صلة لهم بإدارة “الرياضه و كرة القدم” البته. و هؤلاء يستهدفون” الوجاهه”، لا الإحترافيه و النجاح.. و بالنتيجه، تحدث الخرمجه في الاداره، و إنتد ابات الاجهزه الفنيه و المحترفين، و تتفاوت عقودات المحليين حسب المزاج، لا الإجاده، و يكثر السماسره المحترفين في مثل هذه الأجواء غير المواتيه.. و تكون النتيجه النهائيه، (حدس ما حدس)
6.السؤال المنطقي، لماذا لا يكون لنا إدارات مؤهله علميا و محترفه فنيا في مجال تخطيط و إدارة كرة القدم؟ لماذا نجود على المحترفين الأجانب “المواسير”، و انصاف المدربين الأجانب، ثم نفشل او نبخل في إستجلاب إدارات فنيه محترفه؟
نعود للمريخ، و تقديري ان الغرايري لم يقدم للمريخ 10٪، مما كنا ننتظره منه في إعداد الفريق و قيادته في البطوله الافريقيه.. أسوأ من ذلك، أتى لنا الغرايري بمواطنه اللاعب العاطل و فرضه او سوقه للمريخ، بالإضافه لبقية المحترفين الأجانب، سواءا إنى بهم هو شخصيا او فرضوا عليه من قبل الاداره..و هذا لعمري، منتهى الاستخفاف و الإساءه لكيان المريخ. و عليه، فالغرايري لا يمتلك فكرا متقدما في التدريب و ليس لديه خطط و رؤى فنيه، و لم يحافظ على الفريق الذي تسلمه إبتداءا، بديل الاصابات و الغيابات، و كلف الكيان مالا و وقتا ثمينا، بلا طائل. بإختصار الغرايري لا يناسب المريخ، و لا يشبهه. و بما اننا مقبلون على مرحلة المجموعات، يكون بقاء هذا الغرايري فيه ضرر كبير جدا للمريخ.. أي أن عدم وجوده افضل من بقاء المريخ بلا مدير فني اجنبي.
7. تبقى حوالي 4 اشهر لمرحلة المجموعات، و هي فتره كافيه، في تقديري، لإستقطاب إثنين او ثلاثة محترفين حقيقيين اجانب في الدفاع و الوسط و الهجوم.. و كذلك إستقطاب جهاز فني محترف و مقتدر، يمكنه قيادة الفريق بحنكه و إحترافيه، خاصه و ان غالبية الوطنيين بالفريق اذكياء و جاهزون بدنيا و نفسيا إلى حد معقول، و بقليل من فن القياده و التحفيز و التوجيه، بواسطة جهاز فني ذو أفق و قدرات، يمكننا أن نتقدم في المنافسه.. خاصه و ان أولادنا يمتلكون شجاعة و روح عاليه مستعدة للتضحيه من أجل الكيان، كما وضح لنا جليا، ليلة السبت الباهر.
و لك شكرى و تقديري، من قبل و من بعد.. ، و لأبطال السبت الشهير المشهد كل التقدم و الثبات و التوفيق و النجاح؛؛