برغم أن قضية شرف شيبوب قد تجاوزت مراحل الإيلام المألوفة، والمتبادلة بين الكبيرين، إلى أن تفاصيلها داخل نادي المريخ ماتزال محل شد وجذب، ليس لقصور في فهم القاعدة لما جرى وما يجري الآن، وإنما بسبب ذلك الكم المهول من المعلومات المتقاطعة، والتفسيرات غير الصحيحة للقانون، والأهم من كل ذلك التجاوز المخل للإتحاد السوداني لكرة القدم كمرجع مهم جداً في مثل هذه القضايا، إضافة إلى أن المشكلة نفسها كانت قد تفجرت في فترة شهدت عدم إستقرار إداري واضح، وبالتنالي إنتقال الملف من طاولة لجنتي تسيير وتأثره بأجندة الصراع الدائر بين مجموعتي جمال الوالي وونسي، والواقع أن قضية شيبوب قد تأثرت تماماً بهذه الأجواء، والعتمة التي لازمتها ماهي إلا في تباين مواقف البعض ما بين حريص على مصلحة الكيان، وتركيزه على إفشال طرف من طرفي الصراع الإداري في هذا النادي العريق، مع العلم بأن أبعد من يكون عن محور هذهالحرب الخفية هما ونسي والوالي.
خطأ مبدئي
هنالك نجوم أقل بكثير من شرف شيبوب قدموا من أندية أقل أيضاً من نادي الموردة العريق، وما كانوا في أنديتهم بذات التأثير الذي كان به اللاعب الضجة مع الموردة وقبلها مع المهدية، ومع ذلك وقعوا على عقودات إحتراف مع المريخ، بينما وقع هو على أورنيك لاعب هاوي، كان ذلك هو الخطأ المبدئي الذي إرتكبه مجلس إدارة نادي المريخ المنتخب قبل أن يحلم ونسي برئاسة النادي في ظرفه الطاريء، وهو خطأ إداري لا يغتفر بنيت عليه الأزمة من نقطة صفرها، وهي الثغرة التي فكر من خلالها أصحاب البطولة في الهلال، وكان بإمكان مجلس المريخ معالجتها عندما شهد الجميع على نجاح اللاعب واستحواذه على اهتمام الفرنسي الإيطالي دييغو غارزيتو بتوقيع عقد إحتراف رسمي وتحسين وضعه المالي، غير أن ما حدث في الأمر كان تباطؤ وعناداً إدارياً قبل أن يستقيل المجلس المنتخب ويحل مكانه لجنة طواريء برئاسة ونسي، إصطدمت بجملة من المشكلات لم تطرأ على بال أحد كانت أزمة شيبوب واحدة فقط منها.
خطأ آخر لا يغتفر في عهد ونسي
تمت المؤامرة وانتقل اللاعب شيبوب إلى تونس متجاوزاً كل المعارك التي شهدتها جوبا وعودته مجدداً إلى أحضان المريخ طامعاً في سخاء جمال الوالي، وهنا ظهرت حساسيات شكلت هالة بين الرجلين (ونسي والوالي) رغماً عن إرادتهما، فعاد إلى أحضان الهلال ثم تونس، والملاحظ وقتها أن مسؤولي المريخ أداروا المعركة وقتها إعلامياً فقط، أما فيما يخص التشاور مع الجهاتالمسؤولة والرسمية لإدانة الهلال بإعتبار أنه طرف في المؤامرة، وأنه من الممارسات التي تشير إلى لعب غير نظيف، فليست هنالك إجراء رسمي وحتى خطاب مكتوب للإتحاد السوداني أو غيره، بل كانت المقالات أعلى حرارة من موقف المسؤولين بنادي المريخ.. وثمة خطأ لا يغتفرعندما طلب الإتحاد التونسي شهادة نقل اللاعب من نظيره السوداني، فظهر موقف إتحادنا في الأمر بتأجيل إجراء إرسال الشهادة ومخاطبة نادي المريخ وإعلامه بالأمر.. ومطالبته بالإعتراض على الخطوة كتابة إذا كان يرى عدم أحقية اللاعب بالإنتقال، وإبراز العقد الموقع معه بعد أن تسرب الكلام عن وجود عقد بين الطرفين.. ورغم أنه غير موقع أمام أحد مسؤولي الإتحاد طالبوا به.. غير أن مسؤولي المريخ تلكأوا في الرد على إخطار الإتحاد ولم يردوا معترضين أو موافقين.. فتم إرسال بطاقة شيبوب إلى تونس كإجراء روتيني وقانوني.
العقد المزعوم.. لم يظهر بعد
الواقع في هذه القضية أنها تدور على صفحات الصحف كما أنها حرب البسوس، ولكنها على أرض الواقع معتمة المعالم ومشوهة التفاصيل، فالموقف الرسمي للمريخ يؤكد أنهم غير متحمسين في ملاحقة القضية، وأن العقد الذي أعلن البعض عن وجوده لم يظهر بعد، لم يبرز لإتحاد كرة القدم السوداني، وكذا الحال لم يرسل للإتحاد الدولي.. بينما يؤكد أحد مسؤولي الإتحاد أن المريخ يهدر وقته في إثارة قضية لا طائل منها، وبعض قادته لا يملكون الشجاعة لتبيان موقف النادي ومن ثم الإعتراف بأن بعضاً من القصور في الجانب الإداري في التعامل مع الملف هو الذي أهدر حقوق النادي وليس الإتحاد.
جمهور المريخ مازال منتظراً
على ضوء بعض الفتاوي والتطمينات الصادرة من أعضاء في مجلس المريخ.. بعضهم بدون علم بتفاصيل ما جرى وما يجري في هذا الملف، ظلت جماهير المريخ مترقبة لأخبار تفرحها، لن تكون بعودة شيبوب إلى كشوفات المريخ بالتأكيد، ولكنها تترقب شيئاً يشفي غليلها في قضية هيجت الرأي العام بمدافع صوتية، وبشارات مرت كالسراب بدون أثر.. وبعضهم ما يزال يغلي لها الحصى لتصبر.. بينما يقول المنطق هنا أنه يتعين على الأمانة العامة أن تسدل الستار على هذه القضية بتنوير شامل كامل يوضح فيه أن هنالك جوانب قصور من قادة المريخ أهدرت الحق في اللاعب.. وأنه ليس بمقدورهم المواصلة في الملاحقات، فالأخ مدثر خيري يقول: أنه بإمكان المريخ الحصول على شيء.. ولكن المسالة بحاجة إلى إجتهاد وعمل وملاحقات مستمرة.. وهو ما لم يفعله أحد حتى الآن.
على المريخ الاعتراف بالهزيمة والالتفات الى ما ينفع الفريق وعدم اضاعة الزمن فيما لا طائل منه.