صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قطر الخير ومونديال الألفية

802

كبد الحقيقة
د . مزمل ابو القاسم
قطر الخير ومونديال الألفية

* تابعت قبل أيام فيلماً توثيقياً بعنوان (FIFA Uncoverd) حول قضايا الفساد المرتبطة بالفيفا على أيام رئاسة جوزيف بلاتر، ووضح من توقيت إطلاقه أنه استهدف الطعن في أحقية دولة قطر باستضافة مونديال الألفية الذي سينطلق اليوم من دوحة الخير، والتشكيك في النهج الذي استخدمه مسئولو الملف القطري في الظفر بالاستضافة.
* بعض ما تم ترديده على ألسن صحافيين غربيين تحدثوا في الفيلم المذكور كان مثيراً للسخرية والرثاء على حد السواء، إذ ذكر أحدهم أن الفيفا منح قطر حق تنظيم المونديال مع أنها دولة صغيرة المساحة قليلة السكان، لم تكن تتوافر على بنيات أساسية تليق بالمونديال، وكأنه يفترض أن تنظيم كأس العالم حق حصري للدول الكبيرة ذات المساحات الشاسعة والتعداد السكاني الضخم!
* زعم آخر أن الفيفا منح قطر حق تنظيم المونديال مع أن مناخاتها حارة، وكأنه يتوهم أن تنظيم المونديال حق إلهي للدول ذات المناخات الباردة!
* تناسى أن قطر أعدت نفسها جيداً لمواجهة مثل تلك الادعاءات الخائبة، وتعهدت في ملفها المبهر بتكييف الملاعب، وتوفير أجواء ربيعية لمرتاديها، وكانت الرائدة عالمياً في ذلك المجال.
* نسألهم: ألم تجد دول إفريقيا ذات المناخ الملتهب نفسها ملزمةً بخوض بعض المونديالات السابقة في دول تموت من البرد حيتانها؟
* ألم يلتزم منتخبا السنغال ونيجيريا مثلاً بخوض مبارياتهما في مونديال 2018 في روسيا ذات البرد القارس، فما الذي يمنع منتخبات الدول ذات المناخات الباردة من اللعب في دول تتمتع بمناخ ساخن؟
* هناك شانئون مغرضون تحدثوا باستنكار شديد عن أن قطر أنفقت مائتي مليار دولار على استضافة المونديال، واتهموها بالتبذير، وحديثهم يحوي أكاذيب وتخرصات قبيحة في حق دولة طموحة اجتهدت بكل قوتها، وامتحنت نفسها وشحذت عزيمة أبنائها كي تضع نفسها بين الكبار، وتعهدت بأن تقدم أفضل تجربة للتنظيم في تاريخ المونديال، ولا يخالجنا أدنى شك في أنها ستبهر العالم بأعلى مستوى الإجادة.
* لم تنفق قطر المبلغ المذكور على تنظيم المونديال كما يزعمون، بل صرفته على تشييد بنيات أساسية ضخمة من شأنها أن تخدم الدولة الطموحة وتحقق رفاه شعبها لعشرات السنوات، لأنها استثمرت في مستقبل أجيالها المقبلة، وأنفقت حكومتها الرشيدة تلك الأموال على تشييد طرق مرور حديثة وجسور بديعة، ونظم صرف صحي متطورة، وخطوطاً عصرية للمترو (الأفضل في العالم)؛ كما مطارات مذهلة، وفنادق فخمة وضخمة، ومستشفيات حديثة تتوافر على أفضل الخدمات الصحية، وشيدت حدائق عامة حولت الدولة ذات البيئة الصحراوية القاسية إلى جنان تفيض بالبهاء والجمال والخضرة.
* قضيت زهاء العام في قطر (مع تحول مستمر إلى السودان)، وتابعت تدشين مئات المشاريع المتصلة بالمونديال من إستادات وملاعب تدريبات وفنادق وخطوط مترو ومطارات وطرق وجسور ومستشفيات وفنادق وحدائق وغيرها.. ولم أرَ أي مسئول قطري يحمل مقصاً لافتتاح أي مشروع.
* الأشقاء القطريون يحبون بلدهم ويخدمونها بالمهج، وقد بدت محبتهم لوطنهم جليةً في كل ما صنعوه لها، لأنهم ينفذون كل شيء بأعلى المواصفات العالمية، ويتفانون في توفير أفضل الخدمات لبلدهم، وأجمل ما عندهم أن لا كبير عندهم على المحاسبة، وقبل فترة تم إلقاء القبض على وزير بارز بتهم فساد، وأحيل إلى المحاكمة ولم يساعده حسبه ولا نسبه على تجنب العقاب.
* الأموال المذكورة وفرت لمواطني قطر والمقيمين فيها أحد أفضل نُظم الرعاية الصحية في العالم أجمع، وجعلتهم يتمتعون بعناية طبية قلّ أن توجد في أكثر دول الغرب.
* ببطاقة صحية تستخرج مقابل مائة ريال قطري (27 دولاراً فقط)؛ يتمتع الوافد الأجنبي بعلاج نوعي، يشمل الفحص بأفضل الأجهزة الطبية، ويغطي كلفة الأدوية المدعومة بنسبة تفوق 90‎%‎، وفي تلك الخطوة لفتة إنسانية بديعة، ولمسة رقيقة تجعل الوافد يتعامل مع الدولة التي تستضيفه وتعنى برفاهيته وصحته وخدماته وكأنه أحد مواطنيها.
* في قطر الخير قلما تحتاج إلى زيارة دواوين الدولة والبنوك وكل المؤسسات الخدمية لإجراء أي معاملة، لأن غالب المعاملات تتم إلكترونياً وبمنتهى السرعة والسلاسة والاتقان.
* في قطر الخير قلّما تشاهد رجال الشرطة في الطرقات، لأن نظم حفظ الأمن تتم عندهم بتقنيات بالغة التطور، لكنك تجد الشرطة أمامك فور احتياجك إليها.. وعندها تحظى بمعاملة بالغة اللطف، حيث لا تجبر ولا تكبر ولا أدنى مساس بحقوق الإنسان، وفي قطر لا حاجة لإغلاق دار ولا تأمين سيارة، لتمام علم الناس بأنهم محروسون آمنون، في واحدة من أكثر دول العالم أمناً وطمأنينة.
* وعن رقي إنسان قطر حدّث واسهب واطنب ولا تتحرج.. شهادتي فيهم غير مطعون فيها ولا مجروحة، لأنني خبرتهم عن كثب، وعرفت أدبهم الجم وخلقهم العالي وكرمهم الفياض.
* حسن الخُلق عندهم طبيعة لا يخالطها تكلّف، وتواضعهم (خِلقة)، وقبولهم للوافدين وحسن تعاملهم معهم ينمُّان عن أدب جم وسمو في الأخلاق وعفة في النفوس.
* ابتداءً من اليوم سيدخل العالم أجمع (مجالس) الأُنس القطرية، ليستمتع بالحدث الرياضي الأبرز في المعمورة، بتنظيم يُعد الأفضل في تاريخ المونديال، حيث لا شيء يُترك للصدفة، ولا أي تفصيل صغير يُهمل أو يُنسى.
* ابتداءً من اليوم سيُمِّتع مليارات البشر في كل أرجاء العالم أنفسهم (بالدهشة)، وسيرون قطر الخير على حقيقتها، دولةً طموحةً ناهضة بقوة، تزخر بالحداثة والتطور، وتقدم الأفضل في كل شيء لضيوفها بمختلف سحناتهم وألوانهم وجنسياتهم، حيث لا فرق هنا بين بني البشر، إلا بمقدار تقيدهم بالنظم التي وضعتها الدولة المستضيفة للحدث الضخم.
* لا شك عندي أن قطر ستبهر العالم بأفضل تنظيم للمونديال في تاريخه كله، ذلك رهان أضعه بكل ثقة واطمئنان في بنك المحبة الغامرة، لدولةٍ صغيرة بحسابات المساحة والسكان، كبيرة بل عظمى بمقاييس الطموح الوثاب، والعزم الصقيل.
آخر الحقائق
* بالأمس أتى الرد على افتراءات بعض الأوروبيين بلسان أوروبي يتولى رئاسة الفيفا.
* قال إنفانتينو: قطر دولة لها سيادة ولا تحتاج إلى نصائح أو تدخلات حول حقوق العمال وعلى أوروبا أن توقف الانتقاد وتركز على تحسين أوضاع المهاجرين لديها.
* وقال: ينبغي على الأوروبيين أن يعتذروا للشعوب قبل إعطاء الدروس والعديد من المؤسسات الأوروبية تعمل في قطر وتجني أرباحا مالية.. والشعارات والدروس الأخلاقية تنم عن النفاق وظروف العمال في دولة قطر أفضل من ظروف المهاجرين في أوروبا.
* وقال: دول عدة تمنع الكحول في الملاعب فلا داع لسياسة الكيل بمكيالين.
* صدق.. وسعدنا بأن شهد شاهد من أهلها.
* آخر خبر: يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.

قد يعجبك أيضا
2 تعليقات
  1. Ameen يقول

    بعد كسير التلج ده أمشوا مدوا قرعتكم عادي زي بتاع السوكرتا العملها واضحه 😁
    شايف قالوا ح يوزعوا صدقة كأس العالم كراسي و تجهيزات ملاعب (ما في كنجالات) 🤣🤣🤣

  2. ابوعبدالله الخضرابي يقول

    سبقك بها السوكرتا يا مزمز العب غيرها ههههه والظاهر
    دولة تصرف المليارات للكفرة والملحدين ومجانية وتتبرجح وهناك مسلمون في دول عدة يموتون جوعا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد