افياء
أيمن كبوش
قمة مهمة.. شدوا الهمة..
# تمور الساحة الرياضية بأحداث، شبه مشوقة، الا انني، رغم ما فاتني منها، وقد كان يستحق التوقف، أمضي إلى ما كنت قد بدأته بالأمس عن لقاء القمة المرتقب، والمعلن في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وسط إرهاصات وقرارات مقيدة للحريات بفعل الكورونا التي أدبت العالم وقيدت حركته بالجنازير.
# قلت له: لا اريد ان أتوقف كثيرا عند الخرمجة التي تمارسها لجنة التطبيع الهلالية، حيث لدينا من الوقت ما يمكننا من كتابة مجلدات عن تلك القصص القصيرة والصغيرة التي تؤكد بأن ايام انعتاق الهلال، لم تأت بعد.. ولكن..
# دعونا نواصل مع هلال مريخ.. ملح هذه الارض المحروقة.. الفرح السوداني الوسيم الذي لم تصادره كشات المرور وبوليس البلدية… هذه القمة التي لن ندير لها ظهورنا ولو زرعوا لنا هذا النيل… من سوبا الى المقرن.. باليخوت والعوامات والاغاني والحسناوات.. لو جلبتم لنا من كل جنس راقصة.. ومن كل بلد عالمة.. ومن كل مساء مغنية… سيظل لقاء “هلال مريخ” هو حياة اغلب السودانيين… انسه العفوي.. وونسته البكر.. اللقاء الذي ندخله بيقين “لالوب بلدنا” ولا “عنب الدوري الانجليزي”، نأتيه بإيمان راسخ… وسودنة غريبة… نعيشها في المدرجات نبضة.. نبضة.. نصنع من ذلك اللقاء ملتقى الاصحاب والاضداد.. نستدعي خلاله ذاكرة اعيادنا السودانية الكبيرة ومهرجاناتنا الصاخبة.. هي مباراة الاقتصاديات الصغيرة التي تصنع فرحاً لبائع موية وبائع كمامة وبائعة شاي صغيرة قادمة من دار السلام غرب ام درمان أو تلك الحارات البعيدة في كوري والثورة وامبدة، بائعة شاي غريرة لا تعرف دار الاذاعة ولا دائرة المهدي ولا دائرة السنتر. ولكنها تعرف دار الرياضة، هذه الأرض التي تزرع املاً لهذه الكائنات اللطيفة التي تتحرك من مدرج الى مدرج… وسط هذه الوجوه السمراء الممتلئة بالوعد والتوتر وجحيم الانتظار.. هناك فرحاً سيأتي.. وقد لا يأتي.. ولكن في كل الأحوال تجلس الجماهير على ارائك من جمر الانتظار.
# هلال مريخ.. أيها السادة.. هي هلال مريخ… لن يسرقها منا شارع النيل… ولا سمح المقيل ولا غروب الشمس وساعات الاصيل.. لن يصادرها من وعينا الحاضر، الترامدول والكبتاجون والشاشمندي وحبنا للنساء.. لن نذهب بعيداً عن هلال مريخ وان جاءتنا ياسمين صبري ولوسي ارتين ومونرو مارلين وصافينار وفيفي عبده ودينا وياسمين عبد العزيز.. سنكون حضورا مع التسالي.. والفول المدمس.. والاحاجي.. ولا نبالي.. سنكون هنا… مع سمؤال ميرغني وابوعشرين والشغيل نصر الدين وبكري المدينة والتفاصيل الحزينة.. نفرح بالانتصار.. وتبكينا الهزيمة… ولكن هلال مريخ سوف تظل هي هلال مريخ.. ندفع لها من جيوبنا المليئة بالمحبة.. ومن قدرتنا على الاصطبار.. نشتري تذاكرها خصماً من بند الاحتمال.. الضحك فيها انفجار.. والغضب عليها انفجار.. هلال مريخ.. شعب هذه الارض… كسوفها وخسوفها.. ليلها ونهارها.. زواجها.. وطلاقها.. منطقها.. وتناقضها.. حزنها.. وفرحها… حياتها وموتها.. حبها وعشقها وكراهيتها.. هلال مريخ.. غدا نكتب عن الحظوظ وعن الأوراق المكشوفة في تلك المباراة التي نعنونها الليلة بحكاية “السترة والفضيحة متباريات”.
فيء اخير
# الأخ هيثم السوباط اثبت انه رجل “دواس” من طراز رفيع.. يكفي انه حتى الآن، قادر وقاهر لإعلام “ولاد الحرام”.