لا نبالغ عندما نقول ان الهلال إختلف في الشكل والمضمون خلال مواجهته الاخيرة بالجيش الرواندي.
انتقل الفريق من البطء ورتابة الايقاع وسلحفائية التحول بين الخطوط الثلاثة.
اجاد وسط الهلال الربط وأحكم التنسيق ، ونجح الفريق لاول مرة في تجاوز النسبة العالية من التمريرات الخاطئة التي كانت تطيش للخصم فتشكل خطرا على المرمى الازرق.
ادى اعتماد الجهاز الفني على عناصر مهارية مثل نزار والثعلب الى سيادة الملعب.
بفعل التمرير المتقن الدقيق وهو ما سهل المهمة على الشغيل وديارا واراح المهاجمين الاثنين فشاركا في روعة الاداء.
تخلص الهلال من الاحتفاظ الطويل بالكرة فظهرت الرشاقة وفاعلية الانتقال للهجوم.
لا نتجاوز ان الخصم عديم الخبرة وقليل التجربة ولكنه كان طموحا رفض الاستسلام وهاجم بضراوة في الشوط الثاني.
لا نقول ان المستوى العام للهلال انخفض في النصف الثاني فلربما كانت تعليمات المدرب تجنب الاحتكاك للحفاظ على سلامة اللاعبين.
غاب شيبوب وغابت الملامح نعم… ولكن بذات القدر غاب البطء والتعقيد واستبدلها الهلال بالسلاسة والسهل الممتنع.
اعاد نزار الرزانة والاتقان للوسط لانه لا يميل لعرقلة الهجمات واستعراض المهارات.
ويسخر كل امكانته لصالح المجموعة واللعب الامامي المفيد.
اذا كان الالماني كروز لاعب ريال مدريد هو الممر الافضل في العالم من حيث الدقة والصحة والسلامة وقلة الاخطاء.
فاننا لا نتحرج في اطلاق اسم كروز السودان على الفنان نزار حامد قليل الاخطاء في المباراة الاخيرة.
نزار لا يتفلسف ولا يضيع جهود زملائه ، ويلعب الكرة الشاملة ولا يعرف الانانية والتبختر والتطاول على المستديرة والاستهتار بالخصم.
يتميز بالجدية ونادرا ما تخطئ تمريراته رغم ان كرة القدم لعبة اخطاء.
نرفع القبعات احتراما لشجاعة المدرب الزعفوري الذي اشرك نزار وصهيب ودفع بكل المحترفين والمجنسين عدا جمال سالم ولم يتهيب التجربة او يخشى نقد الاعلام وسطوة اللاعبين وزعلهم.
اتخذ قرارا مفصليا بابعاد شيبوب والشعلة واشرك شلش لكنه اخطأ في ابعاد الدمازين.
كوّن المدرب فكرة ممتازة عن قدرات اللاعبين من خلال اشرافه ومساعدته للمدرب السابق لامينو .
كنا ننتظر اعادة عمار للدفاع ليكون الى جانب ايمانويل.
وكما وعدنا بالامس بتناول السلبيات فان الدفاع لم يكن مثاليا.
وشكّلت هجمات الخصم على قلتها خطورة كبيرة ، وقد لاحت ثلاث فرصة تقريبا للتهديف بسبب غياب العمق وتردد السموءال والحارس يونس.
نعيب على يونس عدم التنسيق مع المدافعين والتأخير في الخروج سواء للكرات الطولية المرسلة من الوسط لمهاجمي الخصم او الكرات المعكوسة ركنيات او مخالفات.
ونتمنى إن يعالج المدرب كجيك هذه السلبية.
في وجود الدمازين والجريف نتمنى ان يستبعد المدرب المدافع بويا من قلب الدفاع حيث كشفت مباراة الجيش شروده الذهني.
ونعيب على ايمانويل ارتكابه مخالفة كبيرة في منطقة خطرة امام المرمى اجبره ارتباك الدفاع على فعلها.
هناك فجوة كبيرة بين قلبي الدفاع وبينهما والطرفين ، ولولا القراءة المميزة لديارا والشغيل لارهق الجيش الحارس يونس.
لاحظ المتابعون انخفاض ايقاع الهلال في الشوط الثاني ونتمنى الا يكون مرده الى ضعف المخزون اللياقي رغم انه جائز وممكن باعتبار ان الفريق لا يزال في بداية الموسم ولعب مباراة واحدة في الممتاز.
نتوقع ان يتيح المدرب الفرصة لوجوه جديدة امام اهلي شندي ونرجو ان يعتمد على عناصر القوة والخبرة لاختبار الطريقة التي سيلعب بها في زنزبار.
ويتعين على جماهير الهلال وهى العاشقة المتبتلة في محراب الازرق ان تراجع طريقتها في التشجيع حتى لا تلحق الضرر بالنادي.
وتصادر مساندة الانصار للاعبين اذا قرر الكاف حرمان الفريق من جماهيره.
ونوجه صوت لوم للجنة المنظمة للمباراة والتي تضم الجهات الامنية المختلفة.
يفترض ان الاجهزة المعنية قامت بتفتيش كل الجماهير عند الأبواب فمن اين وكيف دخلت الالعاب النارية والشماريخ التي تسببت في ايقاف الحكم للمباراة؟؟؟.
على ادارة الهلال ان تحمِّل اية عقوبات متوقعة للجنة المنظمة طالما انها تستقطع مبالغ كبيرة للشرطة والتأمين والتذكرجية والمراقبين.
نعلم ان الترتيبات الامنية وحدها ليست كافية لردع المتفلتين.
ويستحيل متابعة كل الجماهير ولكننا بذات القدر نرى ان ما حدث من صميم واجبها.
قدم الهلال مباراة كبيرة اسعدت القاعدة وافرحت الانصار.
نتمنى ان تختفي الظواهر السالبة وان ترتفع قناة الهلال في نقلها للمباريات الى مستوى الحدث بالاستفادة من السلبيات والاخطاء.
١٨
