صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كم أشعر بالخزي والعار؟

1٬073

زووم

ابوعاقلة اماسا

كم أشعر بالخزي والعار؟

* التقاضي لدى الجهات العدلية والقانونية ليس عيباً، بل فعل حضاري عندما يتعقد النزاع في مرحلة الحوار الإنساني الودي المباشر، ولكن في حالة وصول أزمة المريخ الإدارية للفيفا فأشعر حقيقة بالخزي والعار، لأننا ذهبنا إلى هناك نتيجة للتباغض ورفضنا لمبدأ الحوار وتقديم التنازلات بالصورة التي تحدث في كل مجتمع متحضر يتطلع للبناء والتطور، وحالة التعارك والغلاط ورفع الأصوات التي نعيشها في هذا النادي وبقية الأندية السودانية والمجتمع الرياضي دليل آخر على أننا أمة متخلفة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فنحن لسنا أول من يمارس كرة القدم وينشيء أندية جماهيرية، ولكننا في الحقيقة أول أندية جماهيرية بإمكانيات مهولة مجتمعها غير قادر على الإستفادة من الوسائل الحديثة والأنماط الحضارية في تداول السلطة، ولا يعترف بأن الديمقراطية نور ونار، وأنها وسيلة عصرية لإختصار مثل التعقيدات التي يمر بها المريخ اليوم.
* الأهلي والزمالك صنوي المريخ والهلال في شمال الوادي لم نسمع فيهما بأزمة نظام أساسي تعصف بإستقرارهما، وليست هنالك إجتهادات وبدائل لإختيار مجالس الإدارات غير الديمقراطية والتوافق على هدى المصالح العليا وهيبة المؤسسية التي تطغى على كل شيء، لذلك يتضح الفرق بيننا وبينهم اليوم في أنهما لعبا نهائي أبطال إفريقيا في النسخة الأخيرة، ويلعبان هذا الموسم لتكرار ذات الشيء بينما نحن بسلامتنا نفرح بتجاوزنا للدور الأول ونرجف من خصمينا في دور ال٣٢.. هذا فوارق منطقية ومعقولة بين أندية يعمل أنصارها للتويج والبطولات وفرض السيادة عليها، وأندية يعمل أنصارها على إثارة المشاكل والأزمات والصراعات وقضية التطوير عندها في قاع الأولويات.
* المرحلة التي وصلت إليها أزمة المريخ الإدارية اليوم دليل على فشل مجتمع المريخ في تقديم نموذج من الممارسة يتسق فعلاً مع حجم الأحلام والطموحات، ولا يعقل أن تحلم بالبطولات وأنت لا تقدم ما يقرب إليها من قول وعمل، ولا تضحي ولا ترتقي بمستوى تفكيرك إلى المستوى العملي، وتهدر كل قوتك وإمكانياتك في صراعات شخصية ومعارك إنتقامية.. كل ضد الآخر.. وتأتي في آخر المطاف لكي تنافس وتحصد الجوائز مع من خطكوا وسهروا وضحوا وقدموا الغالي والنفيس..!
* لا يمكن أن يفشل المريخاب بكل تأريخهم الطويل وعمر النادي الممتد لقرابة القرن في التوافق على نماذج لإختيار مجلس الإدارة، وكيفية محاسبته ودعمه ودفعه لتطوير النادي… وأدوار المشجعين في مسيرة النادي ومسيرة الكرة، وكيفية استثمار القاعدة الجماهيرية العريضة، وتحريك العواطف لخدمة مسيرة البناء على النحو الذي يجري في كل بقاع العالم.. خاصة في الأندية ذات القواعد الجماهيرية العريضة… فبالله عليكم هل هنالك أندية بمستوى جماهيرية المريخ في العالم وبمستوى عراقته.. يتمتع بهذه الثروة البشرية المهولة.. ومع ذلك يعاني من مثل الذي يعاني منه المريخ اليوم؟… لا أظن.. فالجمهور ثروة… والعراقة والتأريخ ثروة والعقول التي تناصر النادي من علماء ورجال أعمال وإعلام أيضاً ثروة.. ومع كل ذلك نتحدث عن المريخ الفقير.. أليس هذا هو الفشل الذي يستدعي الخجل والبكاء؟
حواشي
* قلت مراراً.. ولا أمل التكرار: الديمقراطية فعل الشعب، إن هو تمسك بها وارتقى في ممارستها حصد ثمارها تطوراً ونماءً وإستقراراً، وحينها يسمى شعباً متحضراً.. وإن هو سفهها وتعامل معها بتأفف كما يتعامل معها البعض في المريخ نكاية في فئة محددة، كانت النتيجة عراك فارغ مثل الذي يحطم حاضر المريخ ومستقبله الآن.. ووقتئذٍ يسمى بالشعب الفاشل المتخلف..!
* ملاحظات الفيفا على النظام الأساسي ٢٠١٩ كلها صبت في إتجاه ترفيع الممارسة الديمقراطية في المريخ من أجل التقليل من فرص تكرار هذه الأزمات مستقبلاً، ولكن مجتمع المريخ لن يستفيد من الفرصة ولن يتعلم من الدرس… لماذا؟
* لأن الأجواء عدوانية وكل شخص يريد أن ينتقم من الآخرين وينتصر لنفسه.. ويرى الحل من زاويته في إقصاء الآخرين.. ولأن الحقيقة أن هذه الأندية للجميع فإن الصراع سيستمر ويدمر ما تبقى من قيم إلى أن يقتنع الناس بأن ما يفعلونه ويفتعلونه من صراعات لا يمت للرياضة وروحها بشيء.
* كل الأطراف المتصارعة تعاملت مع موجهات الفيفا على أساس أنه انتصار لها، وفي ذلك دليل آخر على أنهم يتفقون على أن يتصارعوا فقط..!
* بعضهم إجتهد بكل ما أوتي من قوة لإبعاد مجلس سوداكال.. كله كله.. بخلافاته ونظامه الأساسي ولجانه.. وآخرون كانوا ضد أشخاص بعينهم، وبعض منهم مع أشخاص يتبعونهم حتى في الإنفعلات.. ويعشقون ذلك.. وبعضهم كان هدفه إسقاط النظام الأساسي ٢٠١٩ وبعدها لا يمانع في جلوس أي شخص على رئاسة النادي.. ليست هنالك رؤية موحدة.
* ذات الحلول التي جاءت من الفيفا اقترحها من قبل مولانا أزهري وداعة الله وكانت فرصة للجميع للإنعتاق من هذه الأزمة بمخرج آمن.. وبدون ضوضاء، ولكنهم تعاملوا بسلبية مع المبادرة… وعادوا وقبلوها من أصحاب العيون الخضراء..!
* ذات الإتجاه أشار به من قبل مولانا مجذوب المجذوب الذي قدم مجهودات لم يقدمها أعضاء كثر في مجلس سوداكال.. ولكن لولا جنسيته السودانية لإعتمدوه خبيراً أجنبياً ومبعوثاً أممياً لفض النزاعات.. فقد كان حكيماً كما يجب، ومقبولاً في طرحه كأرفع مسؤول دبلوماسي.. ولكن..!!
* (أمتز رئيس) سيبقى على كرسي رئاسة المريخ خمسة أشهر أخرى…!
* لو تخلص سوداكال من عيوبه الواضحة التي جعلت أقرب الناس إليه ينفضوا من حوله واللاعبين والمدربين يفقدوا فيه الثقة.. فأنا أول من سيؤيد استمراره حتى الجمعية العمومية.
* أما إذا استمر على ذات النهج فعليه الإستقالة والمغادرة اليوم قبل الغد لأن الإستمرار لا يبشر بخير… حتى لو جاء قرار إبقاءه من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وليس الفيفا..!
* نطالبه فقط بأن يكون أميناً مع نفسه ومع غيره حتى يعيد بناء الثقة معهم..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد