زووم
أبو عاقله اماسا
كواسي يعلمنا كيف نسعى للنجاح..!
* كلاعب كرة قدم كان الغاني كواسي أبياه لاعباً يشار إليه بالبنان، ورقماً مهماً في الكرة الغانية وصاحب سيرة مثيرة للإعجاب كشخص هاديء وواعي ومنضبط.. وكمتابع لمسيرة الكرة الغانية.. منتخباتها وأنديتها كنت معجباً بشخصيته كلاعب، وعندما رشحت الأنباء بأن نادي الخرطوم الوطني يسعى للتعاقد معه إستبعدت الأمر في البداية، ولكنني كنت موقناً وقتها بقدرات مجلس إدارة هذا النادي- رد الله غربته- وبالفعل جاء إلى السودان وأشرف على تدريب هذا الفريق لسنوات.. إلى أن استدعاه منتخب بلاده ليبدأ الصعود في الإتجاه الصحيح..!!
* أما بصمته في الكرة السودانية، فقد بدأت ككشاف مواهب مميز، ومدرب صاحب رؤية تطويرية مفقودة في كرة القدم السودانية برغم تأريخها الطويل، ويكفي أنه مكتشف أميز نجوم الساحة الكروية في العشر سنوات الأخيرة، عندما تبنى مشروعاً طموحاً مع نادي الخرطوم يقوم على فكرة تأهيل الصغار والإعتماد عليهم في عملية البناء.. ولولا أنه بدأ مشروعه في نادي الخرطوم لما استطاع أن يحقق ذلك الرصيد المميز، لأن الإداريين السودانيين وبصريح العبارة يستعجلون النجاح ولا يجيدون التخطيط للمشاريع الطموحة ولا تسع نفوسهم عناء الصبر على عمليات البناء.. وأن تتعاقد مع مدرب من هذه المدرسة وتصبر عليه وتعينه وتوفر له الأدوات مسألة تحسب لإدارة الخرطوم الوطني في عهد الرجل الرزين مأمون النفيدي ومجموعته..!
* يستحق المدرب الغاني كواسي أبياه أن نمنحه لقب الأب الروحي لطفرة المنتخب في الآونة الأخيرة.. لأنه حدد هدفه بدقة منذ أن وطئت أقدامه السودان، وصبر على كثير من مكاره الكرة السودانية.. وكافح أمام المتاريس والمعوقات ليهدينا كل هذا الفرح في وقت كنا نحتاج لشيء يعيد إلينا البسمة.
* في الوقت الذي كان فيه معظم الرياضيين في السودان يتحدثون عن تراجع كرة القدم السودانية، والبعض يتداعى بنوع من الإستسلام المقيت ويتحدث بروح الهزيمة ولغاتها بعبارات على نحو (الكورة السودانية انتهت).. وكثير منا يقول ببراءة يتمكن فيها الإنهزامية: هو نحن عندنا كورة؟.. ويذهب للمقارنة بالدوريات الأوربية والعربية ويتغزل في الدوري السعودي والمصري والقطري، كان هذا الرجل يؤمن بأن أدوات التطور في كرة القدم متاحة.. طالما أننا نملك آلاف اللاعبين اليافعين.. ومن هذا اليقين وهذه الحقيقة نهضت الدول الإفريقية متجاوزة فقرها لتحقق منتخباتها أفضل النتائج.. ونحن كسودانيين لا نؤمن بقدراتنا حتى ونحن ننفق ملايين الدولارات في إدارة كرة القدم.
* المدرب الغاني كواسي أبياه لم يحقق طفرة في نتائج المنتخب فحسب، بل افتتح مدرسة تعيد لنا الثقة في قدراتنا، نتعلم منها أن النجاح يتحقق بالتخطيط والسعي والعمل.. وهنا لابد من الإشارة والإشادة بنهج اتحاد كرة القدم في السنوات الأخيرة في الإهتمام بالمنتخبات الوطنية وتوفير ما تستحقه من إمكانيات.. فقد اكتسب العاملين في لجان المنتخبات.. خاصة الدكتور أسامة عطا المنان.. خبرات كبيرة في هذا الحقل.. وكلنا يعلم أنه مجال شاق.. وأفريقيا تحتاج لمن يعرف مداخلها ومخارجها وأساليبها المعتدلة والملتوية، والأخ أسامه عطا المنان أصبح بالفعل خبيراً من خبراء القارة.. لذلك تمضي مسيرة منتخباتنا على بساط أخضر مفروش بالورود الملونة..!
* ما يحققه منتخبنا الوطني الأول من نتائج دليل على أننا كأمة سودانية (نستطيع) أن نتبوأ مكانة في مقدمة الأمم بقليل من الثقة والإيمان بالقدرات.. في وقت يحتاج فيه الإنسان السوداني لكل ما يعيد بناءه النفسي..!
حواشي
* إن كانت هنالك رسالة مستفادة للقمة السودانية، وأخص هنا إدارة المريخ.. فهي أن تحديد الهدف و(المشروع) مرحلة تسبق إختيار المدرب الذي يساعد على بلوغ ذلك الهدف..!
* نكتب هذا في التوقيت الذي تنتظم فيه ثورة مضادة لإجراءات مدرب المريخ الإيطالي (سوليناس) بعد أن عاقب بعض لاعبي فريقه لعدم الإنضباط..!!
* نريد أن نبني فريقاً قوياً يزلزل الدنيا تحت أقدام الجبابرة وليست لدينا لوائح إنضباط.. وغير مستعدين لتطبيق أية لائحة؟.. دي كيف؟.. لا يسعنا إلا التعبير عن حيرتنا على طريقة صديقنا عبدالقادر قرورة:(دي يأكلوها ليكم بي ملاح شنو؟).
* نجح المنتخب الوطني وحقق الفوز على غانا وأسعدنا لأن هنالك مجهود مبذول وعمل ضخم يستحق عليه الجهاز الفني وإدارة المنتخبات رفع القبعات..!
* بعض المريخاب لديهم رأي سلبي في استدعاء المدرب للاعب التش.. وربما نسي هؤلاء أن الغاني من مكتشفي هذا اللاعب ويعرف تماماً حدود قدراته وكيف يوظفها لمصلحة الفريق..!
* لو كنت مكان رئيس المريخ لاختصرت الطريق وحافظت على الخماسي (محمد مصطفى، كرشوم، عبدالرحمن كوكو، التش، الجزولي نوح) بأي ثمن.. فمع هؤلاء يسهل البنيان..!!
* لا أعرف لماذا ينتقد بعض الزملاء اللاعب أبوعاقله عبدالله.. فهذا اللاعب الذي أعتبره نموذجاً للطموح.. لم يحقق ما حققه إلا بكثير من الإجتهاد والإنضباط والإلتزام والأدب.. وقبل هذا وذاك هو خريج جامعة السودان (كلية الهندسة).. وأمثاله نحتاجهم في فرقنا ومنتخباتنا لأسباب لا يتسع المجال لحصرها..!!
* أبوعاقله عبدالله لاعب محترم ومهذب ومنضبط.. لكي تنتقده لابد أن توضح بالضبط ماذا تريد.. ليس نقداً من أجل النقد فقط..!
* لسنوات طويلة تخلت إدارات المريخ عن نهجها المتوارث في اختيار اللاعبين بمواصفات دقيقة تضمن نجاحه ومكانته في الفريق.. ولكي لا ننسى.. كان كشيفي المريخ من لدن فتح الله إبراهيم يحددون اللاعب المميز بمستواه في الملعب.. ثم يتابعونه خارج الملعب ويبحثون في مسيرته مع فريقه السابق لمعرفة السجل الإنضباطي قبل تسجيله.. أما الآن فنحن نرى أن اللاعب يوقع بسبب تسديدة واحدة فقط.. ويمكن أن يبقى في الكشوفات بهدف واحد جميل يحرزه في مباراة ودية..!
* فقدنا المنهج والتخطيط والإنضباط والوعي والتركيز والمعرفة.. وتشتتت أهدافنا ومرامينا وأساليبنا وتنوعت الأدوات وطاشت سهامنا..!!
* مشجعو المريخ وعدد من إعلامييه يريدون للفريق أن ينجح ولا يتحملون الإنضباط ومستلزماته..!!