صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لقد عبرت قضية الشعب السوداني

10

لقد عبرت قضية الشعب السوداني

أي سلام يترك السلاح في أيدي المتمردين ويسمح بإعادة الحرب مرفوض

من يساند المليشيا لا يختلف ممن شارك بالفعل مثل أبولولو ورفاقه

أبوعاقله أماسا
* في الوقت الذي تتعاطف فيه كل شعوب العالم مع (الشعب السوداني) وتتعالى أصوات الأستنكار لجرائم ومجازر الدعم السريع ضد المواطنين، والنهب والسلب والإغتصاب، تأتي بعض الفئات من بني جلدتنا ليحدثوننا عن سلام ليس كالسلام الذي نعرفه ونريده، وهدنة ليست بالشكل الذي تنسجم مع العقل والمنطق، وكأنهم يريدون مساندة وتمكين المليشيا من وراء حجاب..
– يلجأون لذات فعل أصحاب الأجندة الخارجية عندما بتحدثون عن (طرفين متقاتلين) في السودان، بمعنى أنهم يضعون الجيش واللصوص في كفتين متساويتين، وهذا أمر غير مقبول من حيث المبدأ.. وأعتقد أن الشعب السوداني- وأنا منهم- وبعد ما تذوقناه ورأيناه وعايشناه لن نقبل بأن يفرض علينا سلاماً يعيد المشهد من جديد.. فإما إبادة من قتل المدنيين وذبح الأطفال والنساء واغتصب ونهب أملاك المواطنين أو نتنازل لهم عن أرض السودان ليعيثوا فيه فساداً ونغادره لنبحث عن أرضٍ لنا وسماء نقضي فيه ما تبقى من عمر.. وهذا مستحيل.. أو ليكن الموت هو المصير.. فأرواحنا ليست بأعز ولا أغلى من الأبرياء الذين قتلوا خلال هذه الحرب.. فقد قتل مئات الآلاف في قرى وفرقان ومدن ما كانت لتكون ساحة للمعارك لو أن في الدعم السريع ذرة من أخلاق..!
– نذكركم بود النورة وود الجترة والسريحة والهلالية وود عشيب وعشرات القرى التي شهدت المجازر.. هل كانت على علاقة مع الجيش أو جزء من الحرب؟.. الإنسان هناك لا يعرف سوى معركته اليومية مع الحياة لكسب لقمة العيش.. لم يفكر يوماً فيمن سيحكم السودان ومن براءته لا يعرف حتى من ينهب ثرواته ويتسبب في معاناته..
– كثيرون من بني جلدتنا تتمايع مواقفهم ما بين متماهي مع المليشيا مع كل جرائمها التي حركت العالم، وما بين مستحي من إعلان موقفه الرسمي بمساندة أعداء البشرية، تجدهم يبحثون عن مخابيء وراء شعارات لا للحرب ونعم للسلام وبعض الهتافات القديمة المناوئة للكيزان بحجة أنهم طرف في هذه الحرب، والحقيقة أن ٩٩٪ من هؤلاء المتمايعين لم يعيشوا أجواء الحرب في السودان ولم يروا أو يستشعروا ما حدث إلا من خلال آراءهم القديمة والأفضل منهم يلازمهم سوء التقدير للموقف، فعبارة (لا للحرب) هذه تستخدمها لتحاشي ما سيحدث بين طرفين مايزالان في مرحلة الحرب الكلامية، أما وقد بدأ العدوان وقتلت الأم والأب المسن والأطفال بالرصاصة وبالتجويع والتسمم كما حدث في الهلالية فإن الشعب السوداني قد عرف هدفه ومبتغاه، ولا يحتاج لوصاية المقيمين في دول الغرب ولديهم مرارات قديمة ضد شخصين أو ثلاثة أو جماعة بعينها، وأية محاولات للتوقيع على سلام هش يبقي على السلاح في أيادي المتمردين ويترك فرصةً لتكرار الحرب بعد سنة أو سنتين مرفوض مرفوض مرفوض.
– لقد عبرت قضية الشعب السوداني وتجاوزت مرحلة تدليس السياسيين المحليين ونفاقهم وأصبحت قضية عالمية، لا تحتاج لكثير عناء من مندوبنا الدائم في الأمم المتحدة للإثبات، ولا تحتاج منا كإعلاميين لمجهود كبير لشرح ما يجري في كل مساحة يتواجد فيها الجنجويد، فقد وفروا علينا كل ذلك ووثقوا جرائمهم بهواتفهم في تحدٍ صارخ للضمير الإنساني العالمي ومجاهرة بمعصية الخالق.. ووصلنا مرحلة أستطيع أن أجزم فيها بأن الشعب السوداني منصور بإذن الله تعالى وسيكون الجيش وسيلة فقط لتحقيق النصر.. فهذه التوثيقات والڤيديوهات المهمة الآن في أيدي من يمثلون الضمير الإنساني العالمي، ومن لا يعرفون كيزان ولا أنصار ولا ختمية ولا رزيقات ولا شايقية ولا نوبة ولا مساليت.. فقط يعرفون أن هنالك من يرتكب الفظائع ضد شعب أعزل ويقتل الأطفال والنساء والمرضى والمسنين..!!
– ما يحدث على أرض السودان الآن يصنف (عدواناً) ضد الإنسانية، وليس خلافاً سياسياً حتى نخضعه للمنابر والحوارات والخطب السخيفة.. وكل من ساند هذا العدوان سيكون كمن شارك بالفعل مع أبولولو ورفاقه..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد