ما بين بريتوريا.. ودار السلام

# لا يختلف اثنان.. على مثالية اعداد الهلال لدوري المجموعات.. ولكن يكمن الاختلاف.. بطبيعة الحال.. في مدى استفادة جميع العناصر من هذه الاجواء التي سبقت اللقاء الافتتاحي امام صن داونز الجنوب افريقي.. ؟!

# لا احد فينا.. ينسى.. مطلقا.. ان هذه المواجهة المرتقبة.. هي المواجهة الثالثة خارج قواعدنا في دوري المجموعات خلال السنوات القليلة من تاريخ المنافسة.. ! هل سيختلف الحال ما بين المجري (زوران) ؟ والبرتغالي (موتا) ؟ لصالح الكنغولي الفرنسي (فلوران).. ؟! اتوقع ان يكون حظ الاخير افضل لان كل الشواهد تقول بان الكنغولي.. سيكون احسن حالا من سابقيه.. وذلك لاعتبارات كثيرة.. اهم هذه الاعتبارات معرفته اللصيقة بالكرة الافريقية التي يتحدث لغتها ويعرف خباياها.. علاوة على الاعداد المثالي، كما ذكرت، الذي توفر للفريق مؤخرا بخلاف المواجهتين السابقتين.. حيث (عسكر) الهلال في (القاهرة) مرتين ثم (كيب تاون) ولم يغب لفظ (الفطيرة) عن جميع التجارب الاعدادية السابقة.. الا في هذه المرة.. فقد تدرج الهلال في الاعداد خلال ثلاث تجارب… واظهر وجها محببا في جميع المواجهات… مما يبشر باستفادة الفريق من السلبيات السابقة.. دون ان نغفل جانبا مهما.. بان الخسارتين السابقتين امام الجنوب افريقيا.. جاءتا بصناعة هلالية خالصة، رغم اقتناعنا بان التحكيم الافريقي تربص بالهلال في المواجهة الاولى، ونقض للهلال هدفا بحجة التسلل الذي لم يكن تسللا الا في خيال الحكم ومساعده الخيالي.. لذلك نطالب اللاعبين، خاصة الوطنيين، بالتركيز ثم التركيز.. لان صن داونز في مرات عديدة.. يعتمد على اخطاء الخصم… اكثر من اجتهاده في بناء الهجمات.. خاصة وان هذي هي مباراته الاولى التي لا يمكن ان يقدم فيها كل ما عنده مع استمرارية مشاركته في الدوري.

# اعود واقول.. ان الاجواء في برتوريا لم تختلف اطلاقا من اجواء دار السلام.. النظام والترتيب والمعنويات العالية.. الا في المناخ العام.. ولكن على صعيد الجاهزية مازال (فلوران) يوزع ابتسامته الهادئة في المران والمحاضرات وغرفة الطعام.. مازال الكنغولي اللطيف يراهن على العناصر التي حملته الى هذه المرحلة.. وهو قد اعد نفسه جيدا لجميع الاحتمالات.. بما فيها غيابات مؤثرة مثل فقدان لاعبه المقاتل (صلاح عادل) في وسط الميدان.. وهذا ما سيعوضه مقاتل آخر اسمه (عماد الصيني) نسأل الله التوقيع بعد ان صحح وضعه الكروي بافضل عملية (تسريح واعادة دمج) في السودان.

# نفتح باب التفاؤل على مصراعيه.. وننتظر نتيجة منطقية لصالح الهلال الذي حدد اهدافه بالمضي قدما من هذا الدور… ولكن هذا لن يتحقق بالاماني الطيبة والدعوات الصالحات.. ما لم يكن هناك عمل جاد واجتهاد… خصوصا وان ادارة النادي والقطاع الرياضي وفرا كل المعينات والمطلوبات.. وقد جاء اوان الحصاد.

# اخيرا اشير الى ان الاخ رامي كمال كان متواجدا في البعثة التي خسرت اللقاء الاول امام صن داونز ثم (تغير بخته) برئاسة بعثة الهلال الى نيجيريا التي عادت بتعادل ايجابي بطعم الفوز قادنا للتأهل من ملعب السويس.. نتمنى ان يتواصل التوفيق من خلال رئاسته للبعثة الحالية وما التوفيق الا من عند الله.