ما وراء الثنائية

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* واصل المريخ رحلة انتصاراته في الممتاز وحقق فوزه الثالث في ثالث مبارياته في النسخة الحالية من المسابقة بتفوقه على متصدر المجموعة الثانية مريخ الفاشر بثنائية نظيفة وضعت الزعيم في المركز الثاني منفرداً بفارق نقطتين عن السلاطين الذين لعبوا ست مباريات في وقت لعب فيه المريخ نصف تلك اللقاءات فقط.
* فوز المريخ على السلاطين أو غيره من فرق الممتاز يبقي أمر طبيعي ولا يستحق الاحتفاء سيما وأن مردود الفرقة الحمراء ما زال بعيداً عن الإجادة وما زال يحفل بالعديد من السلبيات، لكن النقطة التي تستحق الوقوف عندها والتنويه بها تتعلق بأن نتائج المريخ الحالية في الممتاز تحمل في طياتها رداً على من يرددون حديثاً أراه سخيفاً في كل مرة يواجه فيها الأحمر مشاكل إدارية ممن يتحدثون عن الخوف والقلق على المريخ من مصير الموردة وممن يتحدثون عن خوفهم من معاناة الأحمر في الممتاز أو خشيتهم من ابتعاده عن مراكز التمثيل الإفريقي وهو حديث يؤكد أن من يرددونه لا يعرفون قدر المريخ ويقللون سواء بقصد أو بدونه من قيمة ومكانة النادي الكبير الذي لا يمكن مقارنته بأي ناد سوداني آخر ومهما مر بفترة معاناة أو صعوبات سيبقي رقماً صعباً في خارطة التنافس المحلي.
* فالمريخ الذي يردد البعض أنهم يخشون عليه من المعاناة في بطولة الممتاز واحتلال مركز متأخر وفي قمة معاناته حالياً وفي ظل صراع إداري شرس وعدم استقرار وأوضاع معنوية غير جيدة هو الفريق الوحيد من بين جميع أندية المسابقة في المجموعتين الذي تمكن من الفوز في جميع المباريات التي خاضها حتى اللحظة في وقت تعثرت فيه كل الأندية الأخرى .. والمريخ الذي خاض ثلاث مباريات فقط يعد حتى اللحظة صاحب أقوي خط هجوم بين أندية المجموعتين بتسجيله تسعة أهداف رغم وجود أندية خاضت أربع مباريات وخمس مباريات وست مباريات مع الإشارة لأن المريخ ما زال يفتقد خدمات هداف النسخة الماضية محمد عبد الرحمن صاحب الرقم القياسي على صعيد الهدافين الوطنيين إلى جانب أفضل مهاجم وطني في الأعوام الماضية بكري المدينة مع التنويه لأن رمضان عجب سجل مشاركته الأولي كأساسي في الموسم الحالي في لقاء الأمس.
* مهما كان وضع المريخ الإداري، ومهما كان حجم المشاكل والخلافات، ومهما كانت درجة الانقسام فإن الحديث عن مصير الموردة أو الخوف على المريخ من احتلال مركز متأخر في الممتاز يبقي غير مقبول لأنه يحوي تقليلاً مهيناً من مكانة الزعيم وقدره وعدم إدراك لقيمة هذا الكيان.
* وبالعودة للمواجهة، نجد أن المريخ الذي يتحدث عنه البعض وكأنه نادي مهدد بالهبوط، نجح في تحقيق الفوز رغم تقديمه لمردود متوسط في الحصة الأولي وهادئ في الثاني تحت تأثير نتيجة الشوط الأول الذي أنهاه متقدماً بثنائية، ومن أبرز إيجابيات الانتصار أنه وضع حداً لنتائج الأحمر السلبية أمام السلاطين في النسخة الفائتة حينما فرضوا التعادل على الزعيم ذهاباً وإياباً لذا كان من الضروري أن يحقق المريخ فوزاً يحول به دون تحول أبناء الفاشر لعقدة في طريق النادي مع التنويه لأن بداية الأحمر الحالية في مسابقة الممتاز تعد أفضل من بدايته في المواسم الستة الفائتة باستثناء (2014).
* اذ جمع المريخ (ست نقاط) في أول ثلاث جولات من موسم (2012).. و(سبع نقاط) في (2013).. و(سبع نقاط) في (2015).. و(سبع نقاط) في (2016) و(ست نقاط) في (2017) ليأتي الموسم الحالي وفي غمرة الأجواء التي يعيشها والصراعات التي تحاصره والظروف غير الجيدة التي دخل بها الموسم ليجمع تسع نقاط كاملة في أول ثلاث جولات.
* مشاكل الأحمر الدفاعية واهتزاز الخط الخلفي تواصل في لقاء الأمس مع أخطاء من جمال سالم سيما في الكرات العرضية وكان المريخ محظوظاً بعدم اهتزاز شباكه بعد أن أناب القائم عن الحارس الأوغندي مرتين في التصدي لكرات عنكبة في الحصة الأولي، أما أبرز مكاسب المباراة فتمثلت بلا شك في العودة القوية لرمضان عجب الذي كان واحداً من أبرز نجوم اللقاء والأبرز على الإطلاق في الحصة الأولي التي لعب فيها دور البطولة المطلقة في ترجيح كفة الزعيم بعد أن صنع الهدف الأول الرائع الذي سجله محمد الرشيد وتسبب في الثاني بعرضية رائعة حولها المدافع بالخطأ في مرماه.
* بعيداً عن الأداء الذي يحتاج لعمل كبير لمعالجة العديد من السلبيات، فإن المضي قدماً في سكة الانتصارات يبقي أمر إيجابي للحد البعيد ومطلوب بشدة في هذه الفترة بالذات لأن النتائج الجيدة تسهم في تحسن الوضع المعنوي بالكوكب الأحمر وتعيد شيئاً من الثقة لأنصار النادي الكبير وتساعد المرجفين والمشككين على معرفة قيمة الكيان الذي يشجعونه والذي يحتاج لالتفاف المخلصين حوله والإيمان بقدرته على المنافسة وحصد الألقاب مهما كانت الظروف.