زووم
ابوعاقلة اماسا
مات أحمد حمد يا أهل المريخ..!!
* شق علينا نبأ رحيل والدنا أحمد حمد فضل الله، أقدم مدير تنفيذي لنادي المريخ، وأحد منارات ورواد النادي التي كنا نهتدي بها، في عام الرحيل المؤلم لكبار الأسرة المريخية، وفي ظرف تشظى فيه المريخاب بصورة لم يسبق لها مثيل، وارتفع الصراخ واشتعلت الخصومات حتى تاه الجميع وضلوا عن الطريق، ودون أن يتعظ الناس من هذا الزائر.
* عامٌ غاب فيه الدكتور كمال عبدالوهاب، وتبعه الوالد والمربي صلاح مشكلة، ثم صلاح حمزة والجميل أنجلو أكوت، والملك النعمان.. والفاجعة الكبرى أمس برحيل آخر شتلات المريخ النضيرة أحمد حمد بمسقط رأسه النهود.
* قد لا يعرفه كل المريخاب، خاصة الأجيال الجديدة، من هذا الجيل الذي يكثر حديثه ويقل فعله، ولكن… الراحل يعتبر من أقدم موظفي نادي المريخ، علاوة على أنه يعتبر من أقدم رواد نادي المريخ على الإطلاق، وكان هو المرجع الذي نعود إليه في كثير من الأحداث التأريخية، وعندما يزور دار النادي أحد قدامى الإداريين أو اللاعبين أو الرياضيين والرواد الأوائل يستقبلهم الرجل ببشاشته المعهودة ويقوم بإكرامهم وتعريفهم على الموجودين بالدار، وبذلك كان حلقة وصل بين مختلف الأجيال.
* أحمد حمد كان رجلاً سمح السجايا بسام وودود ووفي إلى حد الوفاء، شعلة تتقد منها جذوة التواصل الإجتماعي، ما أن يسمع بخبر فرح أو كره حتى يتزعم ويتقدم الوفود لتقديم الواجب بإسم المريخ، يتصدى ويتصدر أعمال الخير بلا من ولا أذى، لم نره يخاصم أو يقاطع، ولا أكاد أذكر على مدى ثلاث عقود من الزمان أنه رفع صوته أمام أحد، أو كان طرفاً من أطراف الصراعات الفارغة التي تنشب عادة في المريخ، وقد جاورته في السكن بأم بدة الحارة الرابعة لسنوات وكان نعم الأخ والجار..!
* مات أحمد حمد، وما أقسى النبأ والفجيعة والرحيل..!؟.. إنطفأ السراج الأخير في شيراتون العرضة، والذي سيشكو الظلام الدامس بعد اليوم، خاصة بعد أن سبقه الأبنوسي المعطون بحب المريخ أنجلو أكوت، وهما من أبرز الذين حببوا إلينا إرتياد دار النادي مساءً حيث الأنس والمرح مع أنجلو، عندما نستفزه ببعض العبارات ويتهيج ويخرج الدرر، ويختمها بضحكته الجميلة، وعندما تلج وتدلف إلى فناء النادي ويواجهك العم أحمد حمد بترحاب سوداني وأدب منقطع النظير، ونجالسه وهو الذي لا يشارك في الحديث إلا بالشكل الإيجابي المهذب، وكنا نبحث عن مكان الراحل صلاح حمزة والذي إعتاد على الإنزواء في إحدى المكاتب، ولا نبارح مكانه إلا بعد عاصفة من المشاغبات والضحك..!
* كان المريخ مجتمعاً جميلاً بهؤلاء، قبل أن تضربه أمشير الأحزان وتلخبط كيانه.. تنتزع خيامه من أوتادها وتقلب قدوره وتشيع الظلام الكثيف، في عام للنسيان في كل شيء.. مات أحمد حمد وسيكون نادي المريخ بعده أطلالاً نبكي عندها ونذرف فيها الدمع الثخين، فقد كان آخر الرجال العظماء، والمخلصين الأنقياء في هذا المحراب، ونحن إذ نترحم عليه، ندعو الله أن يتغمده بوافر رحمته ومغفرته، وأن يجعل الجنة داره ومستقره ومتقلبه.. إنا لله وإنا إليه راجعون…!!
حواشي
* رحل من عاش نصف قرن في كنف المريخ ولم يعرف عنه إشتباك مع أحد، ولا خاض في عرض أحد، كما لم يؤذ الكيان في شيء..!
* الآن سنقول أن ديار المريخ أضحت خراباً وهجراً مهجورا… فقد إكتمل تهتك النسيج الإجتماعي بسيناريو الرحيل، وناب عن طيب لقيانا تنائي وقطيعة… نبكي أحمد حمد… ونبكي المريخ…!
* في ذكرى تكوينهم السنوي قبل أشهر، كنت برفقة العم أحمد حمد في إحتفالية ألتراس المريخ أوليمبوس مونس، فأرادوا تكريم الرجل في إحتفال مبسط ورائع في ملعب المناشط.. كان له أثره الكبير في نفس الراحل.
* وفي واحدة من الأعمال التي تشكل بؤرة ضوء في ظلام المريخ الحالك هذه الأيام كان الصديق متوكل صالح ود الجزيرة قد تكفل بإجراءات عمرة للراحل في العام السابق في وفاء نادر..!
* من المحبطات أن رحيل أمثال أحمد حمد يقطع حبل التواصل بين الأجيال في المريخ، فأمثاله كانوا هم الذين يحفظون حزمة القيم المجتمعية في تأريخ النادي ويعكسون الوجه الجميل..!
* جيل مضى تاركاً الأثر الطيب، وخلف من بعدهم من لا تجدهم إلا مشاحنين ومباغضين.. يصرخون في كل شيء، بينما كان أولئك يتحدثون همساً ويعشقون الكيان بصدق..!
* أحد الحراكيين كتب في بيان وتعليق على ما أكتب أنني أكتب عمودين في اليوم الواحد… يعني مقالين تحت الإسم (زووم).. طبعاً لم أستغرب الفكرة من مصدرها هذا… فقد إعتدنا منه على الأعاجيب…!
* سيخوض المريخ مباراته الخامسة اليوم أمام أهلي عطبرة في الدورة الثانية من موسم (كورونا).. هذا الموسم الذي نتمنى ونتضرع للمولى عزوجل أن يوصلنا لنهايته بسلام..!
* هل بقي من المريخاب من يغالط على أهمية العضوية؟
* للعلم.. عضوية نادي المريخ كانت متاحة بلا انقطاع لما يقارب ٣٠ عاماً وبرسوم إشتراك عشر جنيهات فقك في الشهر، جاء مريخاب من الخارج واكتسبوها، وبعض الذين (يصرخون) الآن لم تحدثهم نفسهم بإكتسابها… ومع ذلك يريدون قيادة التغيير.. عجبي..!
* يجب علينا أن ننتقل برشاقة من مرحلة إلى أخرى متقدمة في ظروف الأزمات.. لمصلحة الكيان وليس نزولاً على رغبة أحد..!