* لم تطأ قدامي حتى الان نادي الهلال، وبالتحديد بعد اكتمال عمليات الصيانة التي اقنعت الجميع بتحويل الاسم من (ستاد الهلال) الى (الجوهرة الزرقاء)، وظلت معلوماتي سماعية عن الفندق، وغير ذلك من بقية المنشآت الملحقة التي مدحها زوارها ووضعها في اروع البرواز.. لنتأكد من ان جل الذين وصفوا المشهد استندوا على العاطفة..
* شاهدت حفل الافتتاح في قناة الهلال، وحقيقة لم اكن مقتنعاً بمقولة ان (الشاشة) تظل على الدوام (غشاشة).. كما انني لم اتصور ان يتفق جل الهلالاب ـ من زملاء المهنة ـ الذين زاروا الجوهرة، وتابعوا فيها العديد من المباريات على ان الروعة هي الاساس..
* وبعد اسابيع قليلة من افتتاح (الجوهرة) سمعنا بوجود اشكالية في الاضاءة أو كما أقر بذلك الاتحاد الافريقي لكرة القدم، وكان قرار الاتحاد السوداني الخاص باقامة مباريات صقور الجديان على ملعب ستاد المريخ قد سار في نفس اتجاه رأي الكاف..
* بعدها، تفاجأ جل الهلالاب ـ من الزملاء ـ انهم فشلوا نقل حقيقة (الجوهرة) والتي يكفي ان اضاءتها تسببت في تحويل احدى المقابلات الافريقية الى ان تلعب عصراً.. كل هذا ولا احد ـ من اولئك الذين زاروها ـ فكّر في توجيه ولو كلمة نقد واحدة..!!
* سمعنا عن تبديل الاضاءة القديمة (الباهتة)، ووصول كشافات جديدة غير تلك الاولى التي كانت ـ او كما قالوا ـ انها كانت تضئ الى خارج الاستاد، وتستمتع بائعات الشاي في المنطقة المجاورة بنورها اكثر من لاعبي الفريقين داخل الملعب..!!
* غياب الدقة في نقل المعلومة يظل هو الآفة التي تعترض عمل صحافتنا الرياضية بالسودان، بدليل انه وعلى الرغم من الزيارات المتكررة لكبار قادة الاعلام الى الملعب الاّ انهم فشلوا في توصيف حاله ولو من باب اختفاء الساريات التي توضع فيها الاعلام..
* مساء أول أمس، وبينما انا اتابع البرامج الرياضية المثيرة الممتعة على فنوات مصر تفاجأت بخبر سرده مدحت شلبي في برنامجه (يا مساء الأنوار) على قناة القاهرة والناس يتحدث فيه عن خطاب ارسله الكاف الى نادي الهلال يطالب فيه ببعض الاصلاحات الضرورية والاّ فان الكاف سيضطر الى نقل مباريات الازرق الى خارج السودان..!!
* توقفت امام الخبر، واستمعت للثوابت التي يطالب الكاف الهلال بتوفيرها وهي: انشاء ساريات حديدية لوضع اعلام اندية الدول التي تنازل ممثل السودان، وعلم الكاف، وعلم السودان.. وهذه الساريات كانت موجودة قبل عمليات الصيانة ولكن فات التنبيه اليها..!!
* وجود كراسي خلف المرميين، وتخصيص حمامات للنساء، وفصلها عن الرجال، وفوق هذا وذاك تحسين الاضاءة التي قيل انها تبدلت بأحدث الموديلات وافخمها.. لنتأكد من ان كل ما قيل عن تأهيل النادي وتحوله الى (جوهرة) كان عبارة عن وهم كبير..
* ولعل اكثر ما غاظني واثارني ان مدحت شلبي، واصل سخريته من ممثل السودان، وتعليقاً على مطالب الكاف للهلال علّق باستخفاف قائلاً (الله.. ده الهلال السوداني على كده عايز ليه ستاد جديد يعني، طالما ان كل تلك الضروريات غير متوفرة)..!!
* السؤال المهم هنا يتمثل في: من اين تأتي ادارات انديتنا بالاضاءة الباهتة تلك في حين اننا نتابع في كل الدول العربية من حولنا وجود كشافات صغيرة، لا مقارنة لها بكشافاتنا العملاقة، وعلى الرغم من ذلك فهي تقوم بتحويل ليل الملاعب الى نهار..!!
* المؤسف، انه وعقب سماعي لذلك الخبر تحولت لقناة الهلال لمعرفة تفاعلها مع تلك الصدمة، فلم اجد غير (الهجيج والربّة) حيث تتعالى الاغاني مشيدة بالمجلس، وتمتلئ العبارات العاطفية بالتفاؤل مؤكدة ان الهلال سيتحول الى مارد عقب اتمام صفقات الشتاء المرتقبة.. ولم اعرف ما افعل.. هل اضحك عليهم، ام ابكى على حالهم..؟!
* تخريمة أولى: اعلن هيثم مصطفى استقالته من تدريب الهلال، واعتذر عن المهمة التي كلفه بها المجلس في وقت حرج ـ قبل ساعات معدودة من موعد اللقاء المهم امام الخرطوم الذي سيقام مساء اليوم ـ ليعلن المجلس عن تكليف محمود السادة بمهمة التدريب للقاء واحد.. لكن السؤال الملح.. لماذا انسحب هيثم في هذا التوقيت الحرج..؟! هل لأجل احراج من عينوه واعادوه للنادي على الرغم من عملية انتقاله للمريخ..؟! ام لانه هيثم مصطفى الذي لو لم يأتي بذلك التصرف لشككنا في انه هيثم..؟!
* تخريمة ثانية: سمعنا عن عودة محمد عبد الرحمن الى المشاركة في تمارين المريخ، ولا ادري هنا ماذا اقول ولاولئك الذين حاصروا اللاعب واحاطوا به وعملوا على رفع قيمته المالية بادعاء انه تلقى العديد من العروض التي كانت في الاصل وهمية، بل وذهبوا الى أبعد من ذلك واشاعوا انه وقع عقداً مع اتحاد كلباء ليخرج احد قادة النادي وينفي الاشاعة.. الان وبعد انجلاء الموقف ولو كنت مكان مجلس المريخ الشرعي لعرضت على ميدو مبلغ (50) ألف دولار فقط لتجديد تعاقده..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي