مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
في حوار مطول أجرته معه صحيفة ( السوداني ) منتصف الاسبوع الماضي أفاد السيد معتمد الخرطوم أن محليته قررت رفع قيمة رسوم النفايات وربطها بسداد قيمة الكهرباء ، بحيث لا يستطيع المواطن أن يشتري الكهرباء مالم يدفع رسوم النفايات اسوة بما فعلته من قبل هيئة مياه الخرطوم . وقال السيد المعتمد في نفس الحوار أن أكثر من 90 بالمائة من المواطنين لا يدفعون رسوم النفايات لذلك لا تستطيع المحلية القيام بواجباتها علي الوجه الأكمل – ثم عاد وقال أن المحلية تتحصل علي المليارات من الجنيهات من المواطنين كرسوم وعوائد لكنها تصرفها كخدمات للمواطنين . سنتجاوز عن قصد هذا التناقض الواضحفي التصريحات ، كما سنتجاوز السؤال عن ماهية الخدمات التي تعود علي المواطن وهو الذي يدفع بالكامل مقابل خدمات التعليم والصحةوخلافها من الخدمات التي يفترض فيها المجانية خصما علي بنود الرسوم والضرائب – وسنتجه مباشرة للحديث عن بدعة ربط سداد رسوم الخدمات بشراء الكهرباء والتي أصبحت وسيلة تلوي بها الحكومة أيدي المواطنين وتجبرهم علي الدفع مقدما للحصول علي الخدمات ، وإلا ..فلا كهرباء ، ونقول أنه لا يوجد أي وجه للمقارنة بين شراء الكهرباء عن طريق الدفع المقدم وبين سداد قيمة خدمة لا يضمن طالبها الحصول عليها بعد أن يدفع قيمتها ، فالكهرباء ستظل محفوظة في عداد بيتك حتي لو انقطع التيار لبعض حين وتستطيع الاستفادة منها في أي وقت يعود فيه ، بينما لا تستطيع ان تفعل ذلك مع النفايات – فالعربة اذا غابت عن يومها كما يحدث كثيرا فلن تستطيع بحال أن تترك الاوساخ متكدسة أمام منزلك وستضطر الي استئجار اي وسيلة لنقل النفايات الي مكبها او تقوم بفعل ذلك بنفسك لتكون قد دفعت قيمة التخلص من النفايات مرتين ، ودفعت ما لم تحصل علي مقابله .
وثمة نقطة خلاف اخري نوردها ، وهي أن ادارة الكهرباء حين تبيعك سلعتها فهي تتحمل مسؤليتها كاملة وتقدم خدمة ما بعد البيع من صيانة واصلاح للاعطال ، وهي تجعل لذلك وسيلة للتواصل مع المستفيدين وتخصص رقما للاتصال بها علي مدار اليوم لتسجيل البلاغات ، وهم يأتون اليك علي كل حال – وإن تاخروا بعض الشئ – لكنك لا تستطيع أن تتواصل مع اي جهة اذا شعرت بسوء تقديم خدمة النفايات أو اذا أردت تقديم شكوي عن تأخر أو غياب العربة المخصصة لنقل النفايات .
الواقع يقول أن غالبية الاحياء في الخرطوم تشتكي من سوء خدمة النفايات وتتذمر ربات المنازل كثيرا من ذلك ، حيث تتأخر العربة عن موعدها ، وكثيرا ما يأتي صاحب الصافرة منبها بقدومها لكنها لا تاتي، والخدمة عموما لا تقدم بانتظام . ونحن لا نكتب ذلك فقط ( كلام جرايد ) كما قال السيد المعتمد فيالحوار المذكور – ولكن عن تجارب حقيقية نعيشها واقعا في الأحياء السكنية ويستطيع المعتمد أن يتأكد من ذلك بنفسه ان هو أراد .
بقيت نقطة اخيرة ونريد أن نستفتي عنها أهل العلم والاختصاص وهي تتعلق بالسؤال عن مدي حرمة الاموال التي ندفعها للجهات المسؤلة مقدما ، ثم لا نستطيع الحصول علي مقابل ما دفعنا من أجله ، وذلك وفقا للقاعدة الشرعية الراسخة : من اخذ الأجر حاسبه الله بالعمل .
عماد الدين عمر الحسن
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app