مذاكرات ومذكرات من أزمة المريخ (1)
أبوعاقله أماسا
خاص كورة سودانية
* كل أهل المريخ يعرفون سوداكال وهل كان في قامة منصب الرئيس أم لا، ومع ذلك سمحوا له بالترشح لوحده.. أعلن عن ذلك من قبل شهرين من الإنتخابات، وشهر كامل شهدنا فيه الإجراءات وكنا نترقب ظهور منافسين لقطع الطريق على الرجل، ولكن.. كأن على رؤوسهم الطير، لم يظهروا حتى ولو برأي، وعندما أغلق باب الترشيح لم يظهر أحد ولو على طريقة تكتيك، وفاز سوداكال على طريقة الإجماع السكوتي الكيزاني..!
كنت أرى في ذلك الوقت أن يلتزم أهل المريخ بالواقعية ويتركوا المجموعة الفائزة لحالها، وذلك لأسباب كانت مقروءة من الواقع.. منها أن تكوين المجلس المتخب كان متناقضاً بحيث يجوز لنا أن نقول: أنه ولد وفيه بذرة فناءه، وتوقعت أن ينهار في ستة أشهر على الأكثر، مع سبب آخر لذلك التوقع، وهو كثرة المتاريس والمعوقات وتضارب الأجندة والمصالح بين المريخاب، والدليل على ذلك بلاغات الديون التي كانت تظهر فاجأة منذ أيام جمال الوالي، نتيجة لغياب المؤسسية والمنهجية في العمل الإداري، الأمر الذي تسبب في تراكم الأخطاء والديون، لاسيما تلك الديون غير المرئية، والتي أدخلت جمال الوالي في حرج، ثم ألحقت بأسامة ونسي ومحمد الشيخ مدني بالحراسات ومخافر الشرطة، وفي مجملها تعتبر من المتاريس التي تعوق العمل الإداري في المريخ، حتى لو جاء إبراموفيتش رئيساً رئيساً، لذلك كان ذلك من الأسباب التي جعلتنا نتوقع إنكسار المجلس مبكراً، ولكن المعارضة التي ظهرت مبكراً كانت أقل من أن تقدم حلولاً لمثل هذه الأوضاع المعقدة، فتصرفت بغباء مبالغ فيه، كانت نتيجته أن بثوا روح التحدي في المجلس، وبدلاً أن يتركوه يسقط في ستة أشهر كما توقعنا، قدموا تسعة طعون إستغرق البت فيها قرابة العام، ومرة أخرى كان المجلس نفسه قد أنهك، وقررت قياداته الإستقالة.. وحددوا لها تأريخاً لا يتجاوز الأسبوع، وقبل التنفيذ كانت المفاجأة خطوة أخرى أكثر غباء للمعارضين وبمشاركة والي الخرطوم السابق وبعض قيادات الحزب الحاكم، ضمن معالجات (البصيرة أم حمد).. عندما ابتدعوا قصة الوفاق، وبدلاً أن يصبروا لأسبوع حتى تتم المعالجة كاملة جاء الوفاق ليشكل نكسة جديدة، وقد جاء المضافون الجدد بتناقضاتهم التي عقدت الأوضاع.. ونسبة للأسباب التي ذكرناها أولاً، واحتواء العناصر الجديدة على أسماء كانت جزءً من الأزمات القديمة، إستقالت مجموعة محمد الشيخ مدني مخلفة وراءها أكبر أزمة في تأريخ نادي المريخ.. وعاد سوداكال مرة أخرى بقرار قضائي نسف كل الطعون وقرارات الوزير اليسع بتعيين مجلس الوفاق، وكانت مرحلة جديدة من أزمة المريخ، وصفحة جديدة لم يجد فيها المجلس القائم مجالاً للعمل ولم تفلح المعارضة في تقديم حلول.. في ظرف أصبحت فيه التدخلات الحكومية غير مسموح بها حتى ننتظر قراراً جديداً بحل المجلس.
… تابع…