صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مردود مخيب للآمال أمام البحرين

1

من أسوار الملاعب

حسين جلال

مردود مخيب للآمال أمام البحرين

 

خسر منتخبنا الوطني مباراته الأخيرة في الجولة الثالثة أمام المنتخب البحريني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، سجله ياسر مزمل، ضمن بطولة كأس العرب. وجاء أداء المنتخب باهتاً ومتراجعاً، خصوصاً بعد التصرف غير المقبول من قلب الدفاع أرنق، الذي استجاب لاستفزاز أحد لاعبي البحرين، ليُشهر الحكم في وجهه البطاقة الصفراء الثانية ويُطرد، مما كلّف المنتخب ثمناً باهظاً مع بداية الشوط الثاني، بينما كان المنتخب متأخراً بهدف منذ منتصف الشوط الأول.

النقص العددي، إلى جانب أسلوب اللعب غير الفعّال، زادا من معاناة المنتخب. فقد أصر الجهاز الفني على بناء الهجمات من الخلف عبر إرسال الكرات الطويلة، وهي الطريقة التي أضرت بالفريق وأفقدته السيطرة، حيث تفوق المنتخب البحريني في جميع الكرات الثنائية والكرات الثانية، مستفيداً من الفوارق البدنية والتنظيمية.

ظهر تباعد واضح بين خطوط منتخبنا، وتراجع مستوى بوغبا، واندفاع عمار طيفور، وتوهان عبد الرؤوف، مما تسبب في عزلة خط المقدمة واختفائه شبه التام. ورغم الفرص الضئيلة التي سنحت، فإن سوء التمركز والبطء في التحرك داخل منطقة البحرين من جانب الغربال وجون مانو وياسر مزمل، جعل استثمارها أمراً صعباً.

اعتمد المدرب الغاني كواسي أبياه على الرسم التكتيكي 4-3-3 بثلاثي وسط: طيفور، بوغبا، وروفا، ورباعي دفاع: جوباك، أرنق، كرشوم، وطبنجة، ومن خلفهم الحارس أبوجا، وثلاثي هجومي: مزمل، الغربال، ومانو. إلا أن هذه المنظومة لم تساعد المنتخب على معالجة الخلل، خصوصاً بعد الطرد، حيث امتلك المنتخب البحريني الملعب طولاً وعرضاً، واستغل المساحات خلف الظهيرين، بينما لم يغيّر أبياه من أسلوب التمريرات الطويلة التي ارتدت علينا بهجمات عكسية استثمرها المنتخب البحريني ليسجل هدفين إضافيين، أحدهما من ركلة جزاء.

تراجع مردود لاعبي الوسط بصورة ملحوظة، سواء في التغطية أو في مساندة الخط الخلفي، كما أرهقت طريقة اللعب لاعبي المنتخب بدنياً بسبب المسافات الطويلة التي اضطروا لقطعها لتعويض النقص العددي. وبالرغم من التبديلات التي أجراها أبياه بخروج بوغبا وجون مانو ودخول كانتي والجزولي نوح، لم يتبدل الخلل في المنظومة الجماعية للفريق.

سيطر المنتخب البحريني على المباراة عبر تبادل الكرات القصيرة والتمريرات الطولية خلف الدفاع، بينما ظهر منتخبنا دون القدرة على مجاراة الإيقاع، رغم الحضور الجماهيري الكبير الذي امتلأت به مدرجات الدوحة، ورغم معرفة الجمهور مسبقاً بخروج المنتخب من الدور الأول.

نأمل أن يعمل اتحاد كرة القدم والجهاز الفني على معالجة السلبيات والأخطاء التكتيكية والجماعية التي ظهرت في البطولة، وتحويلها إلى نقاط إيجابية يمكن الانطلاق منها نحو مشاركة أفضل في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب مطلع العام 2026.

من آخر الأسوار
كان طرد أرنق نقطة التحول الأبرز في المباراة، إذ أفقد المنتخب القدرة على توسيع المساحات بين الخطوط، وعطّل الربط التكتيكي داخل الملعب، وأرهق لاعبي الوسط بالركض لتعويض النقص. ولذلك تفوق المنتخب البحريني بثلاثية مقابل هدف يتيم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد