صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مع الجيش..ولكن…

259

مذاق الخروف

عماد الدين عمر الحسن

مع الجيش..ولكن…

 

مغالطات كثيرة يخوض فيها الناس هذه الايام واتهامات بالتخوين والعمالة وخلافات علي الوطن ، وكأنما حب الوطن هذا فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الباقين .

لا يوجد عاقل علي وجه الارض يمكن ان يعادي جيش بلاده ولا ان يقف ضده ، ولكن هذا بالتأكيد لا يعني السكوت في المواضع التي تستوجب الكلام ، ولا يمنع من الحق في المطالبة بالاصلاح .
كل السودانيين بلا استثناء يعرفون الطريقة التي كان يقبل بها الطلاب بالكلية الحربية طوال الثلاثين عاما الماضية ؛مما ادي الي وجود عدد كبير من القيادات الحالية للجيش – ان لم تكن كلها – تدين بالولاء للنظام القديم بل وبعضهم كانوا اعضاءا بالحزب الحاكم وهذا خطا كبير ، فالجيش يفترض فيه انه مؤسسة قومية لا تنتمي لاي كيان غير انتمائها للوطن .
لو اراد الجيش ان ينفي عنه هذه الشبهات فهو يستطيع ذلك وبكل سهولة عبر اتخاذ خطوات بسيطة لن تكلفه غير القليل من الشجاعة ، وهي :
اول هذه الخطوات ان يعيد القبض علي قادة ورموز النظام السابق الذين خرجوا من السجون بعد الحرب ويمارسون انشطتهم الان بكل حرية ودون خوف .علي الاقل حتي لا يبدو الجيش كمن يقايضهم بحريتهم مقابل وقوفهم الي جانبه ودعمه في الحرب ، فالعدل مقدم علي الامن .
ثانيا : انهاء خدمات الضباط المعروف عنهم انتمائم الحزبي وولائهم لدولة ( المشروع الحضاري ) باحالتهم الي المعاش واعادة الذين استغني عنهم النظام السابق شريطة عدم انتمائهم لاي حزب سياسي .
ثالثا : اصدار بيان رسمي يعلن فيه وقوفه علي مسافة واحدة من كل السودانيين دون تمييز بما يتماشي مع رمزية الجيش وانه مؤسسة قومية .
لو اتخذ الجيش هذه الخطوات فانه سيقيم الحجة علي الجميع ويضرب عشرات العصافير بحجر واحد اولها انه سيكسب دعم وتأييد الشعب كاملا بكل مكوناته الثورية ولن يستطيع احد ان يزايد علي وطنية الجيش وقوميته وقبل ذلك ستسقط حجة الدعم السريع وادعاءاته بان حربه ضد الفلول والكيزان .
كل ذلك من شأنة ان يزيد من ثقة الشعب في جيشه ، ومتي توفرت هذه الثقة فلن تستطع قوة علي وجه الارض من الوقوف امام الجيش . فهل انتم فاعلون…

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد