ملخص منتدى رقم “596”منهل الحقيبة
في أمسيته الثالثة لشهر رمضان المعظم استضاف مركز راشد دياب للفنون وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة في منتداه الدوري الأستاذ والباحث في أغنيات الحقيبة وليد مصطفى محمد في منتدى جاء بعنوان ” منهل الحقيبة ” ، وتخلل المنتدى تقديم مجموعة من الأغنيات قدمها الفنان المطرب أنس عبد الله ، وذلك بحضور عدد كبير من المبدعين أبرزهم الشاعر عبد القادر الكتيابي .
وبداية ألقى الأستاذ والباحث وليد مصطفى الضوء على تاريخ أغنية الحقيبة ، وتوقف عند عدد من المحطات والمحاور ، فقال أن أغنية الحقيبة بدأت منذ العام 1918م – 1919م ، وأشار إلى ثلاثة أسماء ارتبطت باسم اغنية الحقيبة ، الاسم الأول هو أغنية الحقيبة والاسم الثاني هو اغنية المدينة الحديثة ، أما الاسم الثالث هو أغنية أم درمان ، وذكر أن هنالك أربعة من الشعراء والمغنين ارتبطت أسمائهم باسم الحقيبة بل هم من شعرائها ولكنهم لم يسمعوا باسم اغنية الحقيبة إلى أن فارقوا الحياة ، وهم الشاعر خليل فرح والأمين برهان ومحمد الحاج محمد أحمد الشهير ب ” سرور ” وكرومة ، وأضاف أن اسم الحقيبة ظهر في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي على لسان الاعلامي صلاح أحمد محمد صالح الذي بدأ بثه من الاذاعة البريطانية بلندن ثم تم بثه من الاذاعة السودانية بام درمان ، وأوضح الأستاذ وليد أن هذا الغناء جاء بعد صدمة كرري التي هزت سكان مدينة أم درمان ، لافتاً إلى المكون القبلي والمكون الثقافي المتنوع والمتعدد لمدينة ام درمان العريقة ، هذا إلى جانب أن أم درمان هي الحاضنة الفنية لجميع شعراء الأغنية السودانية في تلك الحقبة ، مؤكداً أن الأغنية السودانية هي من ممسكات الوحدة الوطنية ، هذا إلى جانب أن هذه الاغنية تدعو إلى مكارم الأخلاق والجمال ، وتدعو كذلك إلى ارثاء القيم الأصيلة ، وقال أن الدوبيت وغناء الطنابرة سبقا غناء الحقيبة ، ، وأشار إلى التحول الذي حدث بعد اضراب الطنابرة الشهير والانقلاب الذي حدث في زواج ” بشير الشيخ ” حيث ذكر أن اغنية ” ببكي وأنوح وأصَيَّح ” هي أول أغنية حديثة كتبها الشاعر إبراهيم العبادي تم غناؤها بعد هذا الاضراب .
ومن جهة ذكر الأستاذ وليد أن عبد الله الماحي ومحمد ود الفكي هما من تميزا بالرميات وأن رمية ” نوم عيني البقى لي سهر ” هي من أشهر الرميات لمحمد ود الفكي ، موضحاً أن بكري وعبد الرحمن أبو الروس هما من قاما بتجديد الرميات لود الفكي وعبد الله الماحي ، ووصف الأستاد وليد مصطفى الشاعر سيد عبد العزيز بأنه أحد عباقرة الأغية السودانية ، لافتاً إلى أن معظم وأشهر غناء الحقيبة الجميل كتبه الشاعر سيد عبد العزيز ، هذا إلى جانب أن السر قدور قال أن سيد عبد العزيز هو أفضل من كتب الشعر الغنائي في الوطن العربي ، وذهب الأستاذ وليد إلى أن الشاعر عبد الرحمن الريح وسيد عبد العزيز شكلا توأمة وثنائية في الشعر السوداني حيث تمخضت هذه الثنائية عن ميلاد الكثير من القصائد الشعرية أشهرها أغنية ” حاول يخفي نفسو وهل يخفى القمر في سماهو ” والتي جاراهم فيها الشاعر محمد بشير عتيق ب ” الأوصفوك ” .
وفي السياق ذاته توقف الأستاذ وليد مصطفى عند جماليات مجموعة من شعراء الحقيبة منهم الشاعر عمر البنا ، والشاعر ود الرضي الذي تجلت عبقريته في الكثير من أغنيات الحقيبة اضافة إلى الشاعر عبد الرحمن الريح شاعر الروح وشاعر الأغنية الحديثة الذي كتب ” هيجتني الذكرى ” التي تغنى بها الفنان إبراهيم عوض ، وقال أن هنالك شعراء آخرين نهلوا من شعر الحقيبة مثل الشاعر وود القرشي الذي كتب أغنية ” حنتوب الجميلة ”
وفي الأثناء جهر الشاعر عبد القادر الكتيابي في مداخلته بأنه واحد من محبي الفنان أنس عبد الله ، وقال حيث ما وجد أنس يغني تجدني معه ، كما توقف الكتيابي عند الكثير من المحطات التي مر بها شعراء الحقيبة وكشف الكتيابي بأنه واحد من تلامذة الشاعر محمد بشير عتيق مشيراً إلى أن هؤلاء الشعراء كتبوا أجمل الشعر السوداني الذي صار مرجعاً لكل المغنين السودانيين .