أفكار
محمد الجزولي
من قتل الممتاز؟
إلى وقت قريب كانت منافسة الدوري السوداني الممتاز تستحوذ على اهتمام كل رياضيي السودان الذين يتابعون المسابقة بشغف واهتمام كبيرين ولكن الوضع تغير الآن.
فمسابقة الدوري الممتاز التي انطلقت في العاشر من اكتوبر الحالي ووصلت إلى الاسبوع الثالث لم تجد أدنى اهتمام من الاتحاد نفسه ناهيك عن الجمهور الرياضي الذي انشغل بظروف الحياة الأخرى.
فالاهتمام الاعلامي بالممتاز ضعيف جداً وحتى الاعزاء في المكتب الاعلامي بالاتحاد يتعاملون مع المسابقة بشيئ من البرود لدرجة أن بعض الجماهير كانت تعتقد ان مباراة الهلال وود نوباوي هي مباراة الافتتاح.
وحتى نحن في الاعلام بضروبه المختلفة نتحمل مسؤولية عدم الاهتمام الكافي بالمسابقة والتي ولدت ميتة وخالية من الإثارة والتشويق ولم تجد حظها من المتابعة.. ولكن من قتل الممتاز ؟
استبشرنا خيراً برعاية شركة كابيتال بلو سبورت المصرية للدوري الممتاز وكنا نتوقع أن تنقل لنا تجربة الدوري المصري الذي يجد حظه من النقل والنشر والمتابعة والاهتمام ولكن خاب ظننا.
فقد منحت كابيتال حقوق النقل إلى قناة (النيلين) الرياضية التي لم تهتم هي الأخرى بالنقل ويبدو أن نقلها مجاني ولم تدفع أي مليم لذلك انطبق عليها قول (الرخيص بي رخصتو بضوقك مغصتو).
فواضح جداً أن نقل الدوري مفروض فرضاً على قناة (النيلين) التي لم تستعد للممتاز ولم تعالج سلبيات الموسم الماضي ويكفي أن الاستديو الخاص بالمباريات لا يختلف عن (اكشاك) التصوير الفتوغرافي السريع الموجودة أمام بوابات المؤسسات الخدمية.
الدوريات في كل بقاع العالم عبارة عن سلعة مربحة إلا في السودان حيث يتعامل معها الجميع كقمامة يجب رميها في أقرب مكب للنفايات وبالتالي تراجع دورينا حتى أصبح من الدوريات الميتة.
اعتقد أن الاتحاد السوداني لكرة القدم مسؤول عن موت مسابقة الدوري الممتاز التي أصبح الاهتمام فيها مربوطاً بمباريات الهلال والمريخ فاذا غابا غاب الممتاز عن بؤرة الاحداث.
ليس هناك متابعة حقيقية من قبل الاتحاد الذي نسى أن ضربة البداية في كل عمل هو اساس النجاح فقد جاء حفل افتتاح الدوري في النهود باهتاً على المستوى الاعلامي بسبب تجاهل الاتحاد والشركة الراعية.
كان يجب أن تكون هناك خطة اعلامية واضحة لافتتاح الدوري الممتاز مع تقديم الدعوات لنجوم المجتمع لحضور الافتتاح في النهود ولكن للأسف حتى قادة الاتحاد كانوا غياباً.
والأخطر من ذلك أن لجنة المسابقات بدأت المنافسة بتأجيل مباراة المريخ والزومة لمعسكر اعدادي في ليبيا ومن ثم تأجيل مباراة هلال الساحل وحي العرب ولم تستفد من تجربة الموسم الماضي.
نحن في الجولة الثالثة وهناك خمس مباريات مؤجلة، مع أن الاتحاد كان عليه اجبار المريخ وهلال الساحل على اداء مباراتيهما في الجولة الأولى قبل السفر إلى ليبيا ومصر.
هناك يلوم الاعلام الرياضي على عدم اهتمامه بالدوري الممتاز وتركيزه على الهلال والمريخ ونقول لهم هذه حقيقة ولكن السبب الاتحاد الذي حصر المنافسة في العملاقين فقط.
ستكون مدينة عطبرة في هذه الأيام الأولى في الاعلام الرياضي لأن الهلال والمريخ سيواجهان الأمل والفلاح في الجولتين الثالثة والرابعة من الممتاز وهذا واحد من الأخطاء.
اتباع أسلوب المسارات أمر جيد جداً ويقلل منصرفات السفر ولكن ليس من العدل أن يكون الهلال والمريخ في مسار واحد، لأنه مرهق جداً للأندية التي تواجههما.
المنطق كان يفرض أن يكون الهلال في مسار والمريخ في مسار من أجل مصلحة المنافسة ولا يعقل أن يلعبا على التوالي في أي مدينة بها ممثل الممتاز.
وقبل ذلك على لجنة المسابقات والشركة الراعية الجلوس مع قناة (النيلين) بشأن تجويد البث واذا كانت غير قادرة على تلبية الحد الأدنى يجب فتح عملية النقل لكل القنوات الراغبة حتى تعود للدوري إثارته وتشويقه ومن ثم الاهتمام الاعلامي والجماهيري.
وفي الختام.. ممتاز غير ممتاز.. والسلام.. !
قد يعجبك أيضا
تعليق 1
اترك رد
إلغاء الرد
عايرة وأدوها سوط – مشوا كمان قناة النيلين في عرب سات منو عندو عرب سات