زووم
* ما زلت مقتنعا بحقيقة أن المريخ في ورطة كبيرة من سنوات مضت، وأن فترة جمال الوالي كانت نموذجية للتأسيس لفكر إداري مواكب بعد أن حمل الرجل على عاتقه مسألة الإنفاق والصفقات الكبيرة وترك لغيره ملف التنظيم الإداري، ولكن التزاحم حدث في أشياء فارغة جدا فأهدرنا الوقت والمال والجهد في غير موضعه حتى وصلنا الآن 2018 ومازلنا نتحدث عن أبجديات العمل الإداري وكيفية الحصول على مجلس إدارة محترم شكلا ومضمونا.
* أهل المريخ أهدروا وقتا ثمينا كنا نتمنى لو أنهم نظموا صفوفهم ووجهوا مجهوداتهم لتجاوز الخلافات الفارغة والبحث عن صيغة إدارة ترفع النادي من بؤرة المشاكل هذه إلى ساحات الإبداع الإداري الرياضي… ولكن ما يؤسف أن محصلات كل مابذل من جهد خلال هذه السنوات اليوم عبارة عن بيئة غير صالحة لكرة القدم، وصراعات وعراك ومشاحنات في تفاصيل تجاوزها العالم منذ عشرات السنين، وكمجتمع رياضي لم نبذل جهدا لوضع إطار محترم لإختيار مجالس الإدارات، ونهدر جل وقتنا في الركض خلق الأثرياء.. ونقدم لهم كافة التنازلات من أجل تمكينهم على حساب القيم الإدارية الأصيلة والإنسانية حتى وصلنا إلى هذا المستوى حيث كيانات ثرية ومتضخمة إسميا دون إرث ثقافي وإجتماعي وإداري يدعم عراقتها… نعم… بعد سنوات من التوهان كانت حصيلتنا حلبات من المصارعة المتنوعة بإسم مجالس الإدارات، ونمور من ورق بمسمى إداريين وأقطاب وأبطال تصنعهم صحف أوجد معظمها خصيصا لتلعب هذا الدور بعد أن تنازلت عن أدوارها الأساسية… وتثبيتا لذلك المفهوم المغلوط بات لزاما على كل رجل أعمال ثري يريد أن يخوض مغامرة العمل الإداري بالأندية أن يفكر أولا في امتلاك صحف رياضية تحمي ظهره وتلعب له دور الشيطان في تزيين أعماله وأخطاءه ولو إرتفعت لمستوى الموبقات.
* الأجواء العامة للكرة السودانية وبمافيها المريخ والهلال مزعجة جدا ومحبطة حد الإحباط، ولايمارس عادة التفاؤل فيها إلا السذج ممن يبذرون أشجار الشوك من لعوت وسيال وينتظرونها لتنبت وتثمر تفاحا.. كيف؟
* بيئة نادي المريخ كجزء من واقع المجتمع الرياضي السوداني قاتلة لكل إبداع ومنفرة ولكي نؤسس فيه لعمل نستطيع أن نخرج به إلى العالم مرفوعي الرأس لابد من عمل يتوافر فيه الإخلاص والتجرد والإنضباط والعلمية وكل مقتضيات الحضارة.. والأهم من ذلك تقديم التنازلات بقدر المستطاع.. نتنازل عن المصالح الخاصة.. مادية كانت أو معنوية من أجل مصلحة أعلى وأهم وبدون ذلك فسوف نهدر الكثير من الوقت ولن نحصد سوى واقع يزدرينا.. ومستقبل يخيفنا ولن نحصل على ترتيب أفضل من الأخير بين الأمم.
* بناء على ما ورد عاليه فإن مشكلة المريخ اليوم أكبر من مجلس الإدارة الذي لايريد أن يرتقي لمستوى المسؤولية ويضطلع بمسؤولياته، أو يلقي نظرة حوله ليقرأ الظروف التي جاءت به والتعقيدات التي تبني حوله أسوارا من التحديات.. مشكلة المريخ أكبر من كل ذلك وإن تغير المجلس اليوم وجاء بديله.. وأكبر كذلك من كل الأطروحات والإنتقادات العاجزة عن تبديل مواقفها التي اختصرت كل الأزمات في حيز الأسماء الضيق (الوالي، سوداكال، قريش وطارق سيد).. بينما المشكل في النمط الإداري الذي مارسناه طيلة سنوات مضت وكانت الحصيلة منه هذا الواقع المذري.
* ليس أمام المريخاب الذين يحبون ناديهم ويخافون عليه من التلاشي والتدهور سوى تقديم بعض التنازلات من أجل البحث عن شخصية تمثل لهم (صلاح الدين)..شخصية تنقذ المريخ من هذه الدوامة.. يقدم لنا مشروعا متكاملا يرمم ذلك الخراب الذي أصاب النسيج الإجتماعي ويعيد بناء القيم الإنسانية والرياضية التي كانت تحمي الكيان في السابق أمام أية محاولات إختزال وابتذال.
حواشي
* لم يستفد المريخاب من فترة جمال الوالي الثرية إلا من أمواله… وتركوا الشيء الأغلى والأندر من المال.
* هل مر على المريخ في تأريخه مجلس إدارة بدون خلافات؟….. الإجابة من عندي (لا).. ولكن بالمقابل لم يمر على النادي مجلس إدارته يتكون من أفراد لا يعرف معظمهم معنى أن يكون عضوا بمجلس إدارة ناد بحجم المريخ وتأريخه.
* تناولت من قبل ماحدث بخصوص شطب إبراهيم جعفر.. وكيف أنه تلقى الخبر بعد أن لبى دعوة مريخاب المدينة المنورة إبان عمرته.. ولكن الأخ عمر محمد عبدالله رد نافيا علينا كتابة بعدم صحة ما كتبت… ولكن اللاعب عاد وأكد ذلك خلال حواره مع الزميلة قوون صحة ما ذهبنا إليه..!
* لست ضد شطب أي لاعب من كشوفات المريخ.. فتلك سنة ماضية وسبق أن صدرت قرارات كثيرة جدا بشأن الإستغناء عن لاعبين كنا واثقين أنهم لم يجدوا فرصة لإثبات الذات، ولكن من حق كل لاعبي النادي عليه أن يحصلوا على تعامل محترم يليق بهم وبنادي المريخ وسمعته.
* في مثل هذه الظروف التي يمر بها المريخ اليوم من لايستطيع التخلص من آراءه الإنطباعية والمدفوعة بحب هذا وكراهية ذاك عليه أن يصمت… ويكتفي بأنه كان جزء من الفتنة الأولى.
* لماذا تستغرق ملفات المريخ لدى المفوضية كل هذا الوقت بينما كانت أعقد الملفات لا تأخذ أكثر من أسبوع؟
* الشارع الرياضي يتداول أدق تفاصيل حوار دار بين إثنين من أعضاء المجلس المنتخب… هل نبحث عن المسربين خارج تشكيلة المجلس؟