نعيب المدربين والعيب فينا .. وما للأندية عيب سوانا ..!!
في الوقت الذي تطالب فيه عدد من الأقلام المريخية بإقالة الزلفاني والاستعانة بطاقم تدريب يمتلك خبرة اكثر وسيرة احترافية أفضل .. تجد بعضها يضحك من اقدام نادي الهلال على اقالة مدربيه كل فترة وأخرى .. والنكتة التي تضحك الزملاء هناك ان مجلس الهلال متسرع في اقالة المدربين والرمي ( بكيسهم ) عاليا بسبب اخفاق المدرب في تحقيق الأحلام بالسرعة التي يحلم بها مجلس الهلال..!!
نفس من ينتقد سياسة الهلال الخاطئة في استعجال النتائج وعدم منح الأجهزة الفنية الفرصة الكاملة والمساحة والتمكين empowerment والثقة الكاملة فيتعجل اقالة المدربين تجده يطالب ادارة المريخ الإطاحة بالزلفاني قبل منحه الحد الأدنى من الوقت والثقة والتمكين، والحجة التي يستند عليها الزملاء في ان التونسي ليس في قامة المريخ وأنه لم يجعل له أي بصمة في شكل واداء الفريق منذ لحظة قدومه..!!
بالنسبة للجزئية الأولى من هذه الحجة فإننا نذكر بالأسماء الكبيرة التي حضرت لتدريب أندية القمة وهي تحمل سيرة ذاتية ذاخرة بالألقاب .. نفسها التي تحلم بها انديتنا غارزيتو وحسام البدري كروجر .. ريكاردو .. والراحل ايلي بيلاتشي وآخرهم مدرب الهلال المقال حديثاً نجاي الذي حقق لقب بطولة الشامبيونز الإفريقي ووصافة بطولة كأس العالم للأندية مع مازيمبي الكنغولي .. والقائمة تطول .. فلماذا لم تنجح هذه الأسماء ولماذا لم تحقق الألقاب مع انديتنا !؟ الإجابة ببساطة ان انديتنا تفتقر للهيكلة الإحترافية وتفتقر للبيئة السليمة التي يحتاجها أي مدرب لتحقيق النجاح المطلوب لذلك حتى ولو استقدم المريخ في الموسم القادم الكوتش زين الدين زيدان .. واستقدم الهلال بيب غوارديولا فبن تتمكن انديتنا من تحقيق طموحات جماهيرها لإفتقار الأندية المقومات الأساسية للنجاح ..!!
وجهة نظر الزملاء فيما يخص السيرة الذاتية والخبرة الطويلة يمكن ان تدحضها بعض الأمثلة الحية التي سوف نتطرق لها هنا .. أما حديثهم ألذي يتعلق بالتقييم الفني للمدرب الزلفاني فهو رأي لا يعتد به لإفتقارهم للمقومات التقنية والفنية المطلوبة لإجراء هكذا تقييم..!!
التدريب موهبة وشطارة تحتاج لدعم وثقة من قبل الأندية والإعلام والجماهير .. ولا اكثر من ان نستدل على ذلك بمدرب بطل شامبيونز أفريقيا للموسم الحالي الكابتن الشاب معين الشعباني -37 عام – والذي يمتلك سيرة ذاتية فقيرة جدا لا تتناسب بحسب فلسفتنا مع ناد بقيمة الترجي التونسي بل ويتفوق عليه الزلفاني في هذا المضمار .. لم يمتلك معين الخبرة اللازمة ولكنه وجد من يؤمن بقدراته ووجد من وفر له بيئة مناسبة للنجاح
تقول السيرة الذاتية للكابتن معين انه تولى تدريب حمام الأنف التونسي في العام 2015، ثم عمل مدربا مساعدا بالفريق الأول لكرة القدم بنادي الترجي الرياضي لعامين، وفي أكتوبر 2018 تم إعلان تولي معين الشعباني مسئولية الإدارة الفنية للفريق الأول لكرة القدم بنادي الترجي خلفا للمدرب المقال بن النادي الذي تربى في كنف الكشخة خالد بن يحي ، واستطاع معين الشعباني ان يحقق لقب دوري ابطال أفريقيا رفقة الترجي بعد ثلاثة أعوام خبرة في مجال التدريب..!!
العيب ليس في المدربين الذين تستقدمهم انديتنا .. العيب فينا نحن وليس للأندية عيب سوانا .. نحن أناس نحب العشوائية و ( اللخبطة ) لا يهم ان نصفي حساباتنا الشخصية على حساب الأندية .. نفتقر لأساليب الإدارة الحديثة .. لا نعرف من الإحتراف سوى هذه الكلمة .. علينا الإعتراف بذلك حتى نحصل على لقب ( معترفين ) طالما اننا قد فشلنا في الحصول على لقب ( محترفين ) نحب التنظير وفرض الآراء .. من يخالف الرأي عدو .. ومن يتفق فهو صديق حبيب..!!
نحتاج للكثير والكثير جدا حتى نمضي إلى الأمام .. يجب على الجماهير ان لا تحلم بالألقاب والبطولات .. على الأقل في السنوات العشر الحالية .. فهذا العصر وهذا الوقت هو لمن وطن نفسه على التخطيط والنظام والعمل الجاد ..!!