• حسم الهلال قمة (عام زايد)، خلف سيد البلد (الكي) للمريخ، فاز عليه ليدوّن ويكرّس تفوقه عليه من قطر إلى الإمارات ولسان حاله يقول: إن عدتم عدنا، جاءت المباراة قمة في التنظيم والحضور الجماهيري، ولم تشذ الجماهير السودانية عن القاعدة فتدافعت وحجزت مقاعدها منذ وقت مبكر، صغاراً وكباراً، نساءاً وأطفالاً، وداخل الملعب نجح اللاعبون في تقديم أفضل ما لديهم، كان الشوط الأول هلالياً خالصاً سيطر فيه الهلال على المباراة ونجح في تحقيق الأهم بالوصول إلى الشباك لينهيه متقدّماً بهدف محمد موسى الضي، شاهدنا تصديات رائعة ليونس الطيب، وتماسكاً كبيراً لخط الظهر وحيوية لخطي الوسط والهجوم مع (مزاج) رائق لشيبوب سكب عصارته في تمريرة الهدف الأول.
• في الشوط الثاني كان من الطبيعي أن تميل الكفة لمصلحة المريخ بحسبان أن الفريق الذي يبحث عن التعويض تكون دوافعه أكبر، لكن هذا لا يعني أن الهلال كان غائباً تماماً كما حاول البعض أن يصور المباراة على أساس أن المريخ لعب والهلال كسب، نعم تحرك بكري المدينة بشكل إيجابي وشاهدناه يقدم أفضل مبارياته في الفترة الماضية بعد أنّ ظلّ بعيداً عن مستواه لفترة طويلة، وأثمر الضغط المريخي هدفاً أعاد المباراة إلى نقطة التعادل، في فترة ما بعد التعادل تكافاً الاداء بين الجانبين هجمة هنا وأخرى هناك، لكن الذي حدّث هو أن النعسان كان صاحب الكلمة الفاصلة ودوّن اسمه في سجلٍ فريدٍ هو سجل أصحاب الأهداف العكسية في مباريات القمة بعد أن حوّل الكرة في شباك منجد النيل مانحاً الهلال الفوز.
• عندما تحرّك النعسان ولعب الكرة برأسه لم يكن يدري أنّه بذلك قد منح الهلال ما (يبقى) وهو (نتيجة) المباراة، فالكل سيشهد للهلال بالفوز، ولن يتذكر أحدّ تفاصيل المباراة، لن يكون هنالك حديث عن الأرقام الوهمية والتفوق الزائف الذي حاول المريخاب إيهام الناس به، ستضيع كل الأحاديث والأحداث التي سبقت المباراة هباءاً منثوراً، وستبقى الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها أو تبديلها، وهي أن الهلال فاز على المريخ بهدفين لواحد، سيضيع كل شيء كما ضاعت تفاصيل قمة الدوحة وبقيت فقط نتيجتها المحفورة في ذاكرة الكرة السودانية.
* • أنهى الهلال موسمه المحلي متوّجاً بلقب الدوري السوداني الممتاز وفائزاً على المريخ، وبدأ موسمه الجديد بالفوز أيضاً على نده التقليدي، في أرض النيلين الهلال منتصر وفي دار زايد الهلال فائز، دعوا عنكم ما يقال عن أفضلية غير أفضلية النتيجة فعرف كرة القدم لا يعترف بغيرها، لم ينل فريق (كأس) الاستحواذ ولم يتوّج آخر (بلقب) السيطرة، الكرة (أقوان) وعلى أساسها تحسب النتائج ويكتب التاريخ، أقول قولي هذا وأكرر ما قلته في البداية بأنّ الحديث عن أفضلية مطلقة للمريخ في الاداء حديث لا يقوم على منطق ولا يستند لواقع.