# حظيت زيارة السيد أشرف سيد احمد الكاردينال للسيد وزير الداخلية بمكتبه امس.. بعاصفة كثيفة من الانتقادات التي اشتعلت بها مواقع التواصل الاجتماعي.. وهي زيارة، في اعتقادي، محسوبة بدقة متناهية ولا يمكن أن تفوت على فطنة المراقبين للشأن الرياضي.. او أولئك الذين لديهم تجارب مريرة مع الكاردينال كخصم عنيد يعرف كيف يفلت من القضايا القانونية.. ويعرف كيف يستميل كبار المسئولين في الدولة إلى ما يريد.. علما بأن ما يريده الكاردينال في الغالب الاعم، خارج عن القانون ولا يتسق الا مع دولة النظام الظالم التي تحدث عنها الكاردينال في السابق بقوله: “انتوا ما عارفين البلد بتدار كيف..”
# كل الذين عاشوا في هذا البلد (عارفين وفايت اضانهم انها بتدار كيف) لذلك ثاروا عليها واسقطوا نظام اللصوصية والرشاوي والمحسوبية.. وللأسف كله أن جملة (البلد دي بتدار كيف) لم يكن مقصود بها وزارة الشباب والرياضة الولائية.. ولا مفوضيتها ولا الاتحاد السوداني لكرة القدم.. بل كانت منصة الانتقاص في تلك الفترة الجديبة مصوبة مباشرة نحو القضاء السوداني ووزارة العدل والنيابة العامة.. للكاردينال الف حق فيما قال لان التجربة العدلية على المستوى الرياضي أثبتت ايامها بأننا نعيش في بلد لا يمكن أن تدار إلا بالمحسوبية والفساد وشيلني واشيلك .. وليته كان فسادا في دهاليز المسئولين الصغار بالدولة.. ولكنه كان فسادا ممنهجا يبدأ من رأس النظام السابق وينتهي عند موظف المراسم في وزارة الشباب الولائية الذي لم يجد من يشكمه فمد لسانه لجماهير الهلال التي ثارت على الكاردينال فكتب يقول: (الكاردينال يقعد بس.. يقعد بس) علما الفساد هو الذي جعل من هذا الموظف في أعلى هيئة رياضيا في الخرطوم موظفا بالمقابل في نادي الهلال.
# نعرف أن السيد الطريفي إدريس وزير داخلية الثورة فتح مكتبه ليسمع عبارات المجاملة والمطايبة الإخوانية العادية.. ولا احسب انه على دراية او خلفية بأن الكاردينال أراد عبره أن يبعث برسالة صريحة إلى بريد معارضيه الذين فتحوا النادي بالقوة الثورية.. وكذلك الذين نشطوا وجمعوا صفوفهم امام مكاتب منظمة (زيرو فساد)… يحملون مستنداتهم ويتوسدون أحلامهم بأن تمضي العدالة إلى الأمام لكي يعود كل حق سليب إلى أهله.
# في غمرة هذا الهياج الذي خلفته الزيارة المريبة.. لابد أن ننظر لبعض ايجابياتها حيث أكدت بأن باب السيد الوزير مفتوح لاي زول وأي مواطن أثناء ساعات العمل.. وما الكاردينال إلا مواطنا اعتمر قبعته مستلهما اشواقه بأن يجد الحماية من السيد الوزير.. وما الوزير إلا مواطنا يملك تفويضا محدودا لتصريف أعباء الوزارة… انتهى زمن الحصانة الممنوحة استهبالا لرجال المال.. لن يكون الطريفي الذي نعرفه وتسبقه سيرته.. سبدرات جديد ليمنع الشرطي.. اي شرطي.. من تنفيذ أمر قبض في مواجهة الكاردينال.. كما كان يحدث في السابق.
# اتوقع ان يقوم الكاردينال بزيارة لرئيس الوزراء.. وزيارة اخرى للقصر الرئاسي.. فهو الجوكي الوحيد الذي تفتح له الابواب دون أن يطرقها.. لأننا في البلد الوحيد الذي يحتفي برجال المال حتى وان كانوا بلا أعمال.
# قد يقول لي قائل بأن الكاردينال هو رئيس نادي الهلال ومن حقه أن يقوم بزيارة وزير الداخلية وأن تفتح له الابواب.. فأقول من حقه أن يزور آدم كبير في مجلس الشباب والرياضة او ولاء البوشي في الوزارة الاتحادية ولكن وزارة الداخلية… انه يبحث عن حصانة مثلما كان يفعل احمد بلال وعبد الباسط سبدرات.. فهل الطريفي مثل سبدرات وبلال.. لا اظن.