زووم
ابوعاقلة اماسا
ويبقى الوضع كما هو…!
* لا أتشاءم في أمور المريخ بقدر ما أتمسك بالصدق في التعامل مع الوقائع، وكثيراً ما يرفض المريخاب ما أكتب بعاطفتهم الجياشة، ولكن لا تمر فترة طويلة حتى يصطدم الناس بالحقيقة ومرارتها، وعلى ذلك، أقول أن الأوضاع ستبقى في المريخ كما هي عليه الآن، والقاعدة منقسمة على نفسها على ثلاث مجموعات، الأولى تتمترس وتقاتل بجانب مجلس الإدارة بقناعات راسخة بأن لابديل للديمقراطية إلا المزيد من الديمقراطية، وفئة ثانية كانت مؤهلة لإحداث التغيير من داخل الجمعية العمومية إن هي شاركت، ولكنها ظنت خطأ أن مقاطعتها ستثمر بإسقاط المجلس، وعندما إنعقدت الجمعية بذلك الشكل المختلف عليه إرتفع الصراخ مرة أخرى واستمرت الشكوى والتصعيد بدون طرح حلول واقعية ومنطقية للأزمة الإدارية في المريخ.. وفئة أخرى مختلفة عن الأولى والثانية، وهي ليست من أعضاء الجمعية العمومية، ولم يحدثوا أنفسهم يوماً بممارسة الحق الديمقراطي، في عهد هذا المجلس أو المجالس السابقة، ومع ذلك يرتفع صراخها ومطالباتها بالتغيير… كيف؟… لا أدري والله… غير أن الشيء الذي يتوجب علينا معرفته أن المجتمعات الرياضية الحديثة لا تعترف إلا بالديمقراطية وشرعيتها، وإن كانت شائهة و (مخلقنة) على النحو الذي جرى، وإذا كانت هنالك رؤى للتغيير والتطوير فهي تتم من الداخل وليس على البعد، كما أن زمن البلبصة قد إنتهى، وزمن لجان التسيير الفوقية قد ولى بغير رجعة، وبات هنالك طريق واحد فقط، ومخرج واحد هو الطريق الديمقراطي.
* مع كامل الإحترام للذين إجتمعوا للتفاكر حول لجنة تطبيع، فالظاهر أنهم لا يدركون حقيقة ما يجري على الساحة الرياضية، وماهو ممكن وما يعتبر في عداد المستحيلات، لذلك ظلت الإجتماعات مستمرة منذ لقاء صالة الغروب دون أن تنجز شيئاً، لأن نهج عصام الحاج المعروف يركز على الخطب الحماسية الرنانة بعيداً عن القراءات الواقعية، وفي كل مرة يفشل وتخيب مخططاته، فيغيب فترة ولكنه لا يلبث أن يعود مرة أخرى بذات الخطب والوعود… لم ينجح في شيء سوى الخطب وإثارة العواطف.
* إحدى بنود النظام الأساسي الذي أجازته الجمعية العمومية الأخيرة.. أياً كان رأي الناس فيها، أن المجلس مستمر لستة أشهر، تبدأ من لحظة إجازة النظام الأساسي، لذلك كانت دعوتنا منذ بداية الجدل أن نترك النظام الأساسي يمر، ونحشد المريخاب للجمعية العمومية والإنتخابات، وبعد النجاح فيها والدفع بمجلس جديد، نحمل النظام الأساسي المعني في حاوية نفايات كبيرة إلى ما وراء جبال كرري ونضرم فيها النيران، وكانت الأمور لتتم بسلاسة ومرونة لو أن هنالك من يجلس ويخطط وينفذ بعيداً عن الهياج والحماس والإندفاع فهي أشياء غيبت العقل كما أثبتت التجربة وجعلتنا نكرر مشاهد الفشل مع الأسف.
* سيستمر مجلس المريخ برئاسة سوداكال إلى حين قيام الجمعية العمومية لإنتخاب مجلس جديد بعد ستة أشهر، وهذا الكلام ليس من بنات أفكاري ولا أحلام وإنما هو نص موجود في النظام الأساسي ولو كنا قد أجدنا القراءة ولم يقدم أعضاء الحراك الكارثي طعنهم في الجمعية الأولى، وحمل الإتحاد على مطالبة المجلس بعقد جمعية (التأكيد) لخلصت الحدوتة، ولقلبنا الصفحة إلى صفحة جديدة فيها مايفيد.
* الإتحاد السوداني لكرة القدم لا يملك الحق للتدخل في مقررات الجمعية العمومية لنادي المريخ، وهذا ما أقره كمال شداد، ومحاولات محمد حلفا والشاعر لتغيير موقف الإتحاد سينتهي إلى أزمة جديدة في الواقع.
* من الفرص الممتازة التي لاحت لأهل المريخ لكي يلملموا جراحاتهم ويبارحوا محطات الخلافات تلك المبادرة التي دفع بها مولانا أزهري وداعة الله بكل خبراته وتأريخه الرياضي والمريخي، وقد فوت الناس تلك الفرصة بنوع من التعصب والشطط، حيث كان الحراكيين يتعاملون مع كل المبادرات بسوء نية، على أساس أنها محاولات للمجلس للبقاء، وهاهو المجلس قد أكمل دورته وكسب ستة أشهر إضافية منصوص عليها في النظام الأساسي وسيكملها حتى آخر يوم فيها دون أن تفلح الجهود في تقويضه.
* رأيي الشخصي هو أن يحشد الناس جهودهم للجمعية العمومية والإنتخابات القادمة، وذلك للدفع بمجلس إدارة يستمد إستقراره من شرعية ديمقراطية محمية من كل المكونات ذات الصلة، وأن نكف عن إهدار الوقت والطاقات في إجتماعات ومخططات مكتوب لها الفشل مسبقاً، فالتخطيط لنجاح بعد ستة أشهر أفضل بكثير من إستعجال نتائج سريعة وغير مضمونة.
* الصحيح والعقلاني هو التواصل مع المجلس الحالي والتفاكر من أجل مخرج آمن للفترة القادمة، مع الإتفاق على إنجاز الأهداف العليا لنادي المريخ مثل إعادة اللاعبين مطلقي السراح وضم أفضل العناصر في التسجيلات القادمة، لأن فريق الكرة ليس ملكية خاصة للمجلس أو سوداكال، والإحتفاظ بعناصره يساعد المجلس القادم في مهامه.
* الجو العام في نادي المريخ ملوث تماماً بالصراعات والصراخ والأصوات العالية وبعض الإشعاعات المضرة، وتسيطر روح العداء على علاقات الناس بشكل معوق ومنفر جداً، وإذا استمرت الأمور كما هي عليه فإن القادم لإدارة النادي سيعاني الأمرين، وربما قضى دورته كاملة دون أن يفهم شيئاً، أو يتمكن من إنجاز شيء ذي بال، وأخشى أن نبحث عن سوداكال ولا نجده..!
حواشي
* حتى وزيرة الشباب والرياضة الشابة ولاء البوشي تعتقد أن إثارة الأزمات والإحتكاكات والإشتباكات تعتبر نوعاً من الإنجاز، لذلك إفتعلت العديد منها منذ جلوسها على كرسي الوزارة.. لا يمر شهر إلا وقد إشتبكت مع أحدهم بشعارات زائفة.
* وزارة الشباب والرياضة تمارس إرهاباً فكرياً تجاه منتقديها.. بذات النهج القديم، وما حدث للزميل والأستاذ أبوبكر عابدين حقيقة يندي له الجبين…!
* هذه الوزيرة لا تعرف أن الوسط الرياضي في الآونة الأخيرة قد أصبح مسرحاً للأزمات.. ومن كثرة مشاكله وصراعاته نسي العاملين في الحقل الرياضي الأهداف الأساسية في مناشطهم وأصبحوا متفرغين لتصفية الحسابات.. والوزيرة الشابة جاءت واستمرت في ذلك ولم تضف جديداً…. لا بشعارات الثورة… ولا بقوانين التمكين القديمة.
* فرضت الوزيرة سلطاتها السياسية لممارسة ذات الأشياء التي كنا نتابعها ونعايشها في عهد الإنقاذ.. واستكتبوا الأستاذ أبوبكر عابدين تعهداً بعدم نشر أي شي عن الوزارة إلى حين حسم البلاغات المفتوحة ضده.. وهذا يعني بإختصار أنها منعته من عقد المؤتمر الصحفي الذي كان يخطط لعقده لتوضيح الحقائق بعد بيان فطير وفضيحة أصدرته الوزارة.
* بيان كانت فيه نزعة للتهاتر، وزجت فيه الوزارة كلمة (المدعو أبوبكر) عابدين في سابقة ذوقية خطيرة..!
* المدعو أبوبكر عابدين أيتها الوزيرة الشابة، بجانب أنه من المؤرخين النادرين لتأريخ الرياضة السودانية، ومؤلف موسوعات مميزة تؤرشف للرياضة السودانية كان مديراً لإدارة الإعلام والوزيرة تعرفه جيداً وإستخدام كلمة المدعو أمر غريب ومردود على من كتبه..!!
* تريد وزارة الشباب والرياضة ووزيرتها أن تهدد الزملاء الصحفيين بالمحاكم والبلاغات.. وربما لا تدري أنها تعلن حرباً سيكون لها ما بعدها..!
* ربما تسرع الزميل أبوبكر بعض الشيء في كتابة ذلك المقال الذي أعقب إستقالته، ولكن.. من محاسن ذلك أنه كشف لنا عن مكنونات هذه الوزارة..!
* حتى الآن بلغت إحصائية الإشتباكات التي افتعلتها الوزارة رقماً جديداً، وقضية أبوبكر عابدين مجرد رقم في هذه الإحصائية.. لذلك نقول أنها إمتداد لسابقيها…!